رئيس التحرير: عادل صبري 02:15 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد سقطة سوريا.. أردوغان يبتز الغرب بـ«سلاح المهاجرين»

بعد سقطة سوريا.. أردوغان يبتز الغرب بـ«سلاح المهاجرين»

أحمد علاء 29 فبراير 2020 17:00
في خطوة يمكن ربطها بالهجوم الذي استهدف القوات التركية في إدلب السورية، أقدمت أنقرة على السماح للمهاجرين بالعبور إلى أوروبا، وهو ما يمكن النظر إليه باعتباره ابتزازًا تركيًّا بعدما خيّب حلف شمال الأطلسي "ناتو" تطلعات أنقرة بالحصول على دعم سياسي وعسكري في سوريا.
 
فبعدما أكّد مسؤول تركي كبير أمس الجمعة أنّ تركيا لن توقف بعد الآن المهاجرين الذين يحاولون التوجه إلى أوروبا عن عبور الحدود، فقد صرّح رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، اليوم السبت، بأنّ بلاده لم تتلقَ دعمًا كافيًّا في استضافتها ملايين اللاجئين السوريين.
 
وأضاف أنّ المهاجرين أصبحوا الآن أيضًا مشكلة أوروبا والعالم، موضحًا أنّ تركيا لم يكن لديها خيار إلا أن تسهّل إجراءاتها على الحدود لأنها لم تتلق دعمًا كافيًّا.
 
وتستضيف تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري كما أنها تستضيف مهاجرين من دول أخرى مثل أفغانستان لكنها منعتهم سابقًا من المغادرة نحو أوروبا بموجب صفقة مع الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالمساعدات.

 
وبثّ التلفزيون التركي لقطات تُظهر المهاجرين يتجهون سيرًا على الأقدام إلى الحدود مع اليونان إلى جانب مشاهد من مدينة أدرنة التركية أوضحت لاجئين على متن سفن متجهة للعبور نحو ليسبوس في اليونان.
 
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إنّ أعدادًا كبيرة من المهاجرين تجمعوا على الحدود، غير أنّه شدّد على أنّ الدخول غير الشرعي إلى اليونان لن يكون مسموحًا، وقال إنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود البرية والبحرية.
 
واتخذ قرار "فتح الأبواب" خلال اجتماع أمني طارئ ترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان نهاية الأسبوع الماضي، وذلك بعد مقتل 33 عسكريًّا تركيًّا على الأقل في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا في ضربات جوية نسبتها أنقرة لقوات الجيش السوري المدعوم عسكريًّا من روسيا.
 
وكثيرًا ما هدّدت تركيا بفتح الأبواب إلى أوروبا أمام المهاجرين، ما يعتبره المراقبون وسيلة ضغط على دول الاتحاد الأوروبي التي لا تزال تحت وطأة أزمة الهجرة التي شهدتها في صيف 2015.

 
سياسيًّا أيضًا، يمكن القول إنّ حلف شمال الأطلسي "ناتو" خيّب آمال أردوغان بعدما اكتفى سفراؤه أمس الجمعة بدعم معنوي لأنقرة بعد مقتل جنودها في سوريا، من دون تقديم تعهدات بأي إجراءات، في خطوة يراها مراقبون تزيد من عزلة أردوغان في الداخل والخارج.
 
ويرى محللون أنّ أردوغان سعى إلى زج بالناتو في صراعه الحالي فضلًا عن استخدام ورقة اللاجئين باتجاه اوروبا، طالبًا إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات.
 
إلا أنّ حلف الناتو تجاهل خطوة اللاجئين التي أقدمت عليها أنقرة قبل ساعات من اجتماعه بالسماح للاجئين بالعبور نحو أوروبا، واكتفى بإعلان تضامنه دون إعلان إجراءات ترضى أردوغان.
 
وصرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بأنّ الحلفاء وافقوا على المحافظة على الإجراءات القائمة حاليًّا لتعزيز قدرات تركيا الدفاعية الجوية.
 
ورغم تفعيل الحلف للمادة الرابعة من ميثاقه، لم يلمح ينس إلى أي خطوات جديدة تتجاوز التعهّد بشكل عام بالبحث في ما يمكن القيام به أكثر من ذلك

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان