في غضون أسابيع قليلة، فرض فيروس كورونا المستجد نفسه على الساحة الدولية بعدما تفشّى في الصين، ثم تسلّل إلى نحو 50 دولة.
وفيما سجّلت طهران عشرات الوفيات والمصابين بهذا الفيروس المرعب، فقد صرّح المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان بأنّه قد يتكشف فيما بعد أن انتشار فيروس كورونا المستجد حرب بيولوجية أمريكية ضد منافسيها.
وأضاف: "حرب جرثومية للبيت الأبيض ضد منافسيها العالميين الكبار (الصين وروسيا) وتفشى في أجزاء من العالم بما فيه الشعب الأمريكي أيضاً، قائلاً "سنهزم فيروس كورونا".
والسلطات الإيرانية متهمة بـ"التلكؤ" في التعامل بشكل مسؤول مع الفيروس، لا سيّما أنّ تقارير غير رسمية تقول إنّ كورونا قضى على 210 أشخاص على الأقل، فيما تقول السلطات إنّ عدد الوفيات بلغ نحو 40 حالة.
اتفاقًا مع ذلك، صرّح النائب في مجلس الشورى الإيراني غلام علي جعفر زاده أيمن آبادي، بأنّ أعداد الوفيات بين المصابين بفيروس كورونا المستجد في إيران ارتفعت أكثر من الأرقام الرسمية، مطالبًا المسؤولين بتقديم "أرقام حقيقية" بهذا الخصوص.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد صرّح أمس الجمعة، بأنّ بلاده عرضت المساعدة في التعامل مع فيروس كورونا في إيران، إلا أن طهران وصفت عرض المساعدة في إيقاف تزايد عدد قتلى المصابين بـ"السخيف".
في سياق غير بعيد، حذّر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون المسؤولين الرئيسيين في الحزب الحاكم من "العواقب الوخيمة" لدخول فيروس كورونا المستجد إلى البلاد.
وصرح كيم خلال اجتماع لحزب العمال، بأنّ مكافحة الفيروس أمرٌ حاسم للدّفاع عن الشعب ويتطلّب انضباطًا لا تشوبه شائبة، وأضاف: "إذا وجَدَ المرض المعدي، الذي يخرج عن نطاق السيطرة، وسيلةً لدخول البلاد، فستكون لذلك عواقب وخيمة".
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية فقد أغلقت هذه الدولة الفقيرة والمعزولة دبلوماسيًّا، والتي يُعاني نظامها الصحّي من نقص المعدّات والتقادم، حدودها بشكل صارم تجنّبًا لحدوث أيّ إصابات بالفيروس، إذ تحدّها أكثر دولتين تضرّرًا في العالم جرّاء كورونا هما الصين وكوريا الجنوبية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قررت أمس الجمعة، رفع مستوى خطورة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم إلى "مرتفع جدًا".
وصرّح مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبيريسوس: "رفعنا الآن تقييمنا لخطورة الانتشار وخطورة تداعيات كوفيد-19 إلى درجة مرتفع جدا على مستوى العالم".
وأضاف جيبيريسوس: "الزيادة المستمرة في عدد الحالات الجديدة والدول المتأثرة تبعث بالتأكيد على القلق.. الصين أبلغت عن 329 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهذا هو أقل عدد هناك منذ أكثر من شهر".
وأصيب أكثر من 80 ألف شخص في حوالي 50 دولة بالفيروس حتى الآن، مع تأكيد وفاة نحو 2800 شخص، وكانت ووهان الصينية مركز ظهور وانتشار كورونا، الذي ظهر في أواخر ديسمبر الماضي.
وبحسب خبراء طبيين، فإن كورونا الجديد يصبح أكثر خطورة مع التقدم في العمر، كما أنّ الرجال أكثر عرضة للفيروس، حيث يمثلون أكثر من 50 في المئة من الحالات، ويعتقد أيضًا أنّ لدى النساء استجابة مناعية أقوى لفيروس كورونا الجديد.
ويتزايد الخطر على الصعيد الدولي جرّاء انتشار فيروس كورونا بعدما سجّل تفشيًّا مرعبًا في الصين، ثم تسلّل إلى أكثر من 50 دولة.
وتوسّعت قائمة الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد ورُصدت أول إصابة في إفريقيا جنوب الصحراء، وعاشت البورصات العالمية أسبوعًا عصيبًا شهد أيضاً تتالي إلغاء الفعاليات، وتنظيم مباريات رياضية دون جمهور.
وأسفر الفيروس عن إصابة أكثر من 83 ألفًا و670 شخصًا، وأودى بأكثر من 2865 ضحية في العالم، وفق حصيلة جديدة من مصادر رسمية حتى ظهر أمس الجمعة، وقد سجّلت الصين منها 2788 وفاة، وفي بقية العالم أحصيت 4846 إصابة في 54 بلدًا ومنطقة بينها 78 وفاة.