رئيس التحرير: عادل صبري 04:43 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بسبب كورونا.. هل تلغي السعودية موسمي الحج والعمرة؟

بسبب كورونا.. هل تلغي السعودية موسمي الحج والعمرة؟

العرب والعالم

توقعات بإلغاء موسم الحج والعمرة بالسعودية

بسبب كورونا.. هل تلغي السعودية موسمي الحج والعمرة؟

أيمن الأمين 27 فبراير 2020 16:05

باتت المملكة العربية السعودية أمام مأزق كبير، في ظل استمرار تفشي وباء كورونا القاتل في بعض البلدان العربية، تزامنا مع استقبال المملكة لأهم مواسمها الدينية "الحج والعمرة".

 

الوباء الذي ضرب العالم مؤخرا وضع السعودية أمام خيارات عديدة، فإما إلغاء تلك المواسم هذا العام، أو تشديد الفحوصات الطبية على المعتمرين.

 

ومؤخرا، تسبب فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر في أصقاع العالم بحالة من الخوف والهلع من تحوله إلى وباء عالمي، خصوصاً في المناطق التي تشهد اكتظاظاً واسعاً أو تجمعات جماهيرية.

 

الفيروس القاتل منذ ضهوره في الصين وتمدده في قارة آسيا، وصل إلى العالم العربي (الإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عُمان والعراق ولبنان ومصر والجزائر) مصيباً نحو 103 أشخاص تتصدرها دول الخليج بـ 93 إصابة.

 

 

وحتى الآن لم تسجل قطر ولا السعودية أية إصابات داخل البلاد بمنطقة الخليج العربي، إلا أن حوالي 6 سعوديات أصبن بالفيروس بالبحرين وسعودي آخر أعلن عن إصابته بالكويت.

 

وفي إطار ذلك أعلنت السعودية سلسلة من القرارات التي من الممكن أن تأثر بشكل كبير على خطط المسلمين والاقتصاد السعودي بذات الوقت.

 

المملكة في الساعات الأخيرة، علقت العمرة كواحدة من أول الإجراءات الاحترازية التي قررتها المملكة لمواجهة الفيروس.

 

 

وقبل ساعات، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن الإجراء هو لتوفير "أقصى درجات الحماية من فيروس كورونا المستجد وسلامة المواطنين والمقيمين وكل من ينوي أن يفد إلى أراضي المملكة".

 

كما قررت السعودية تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا منها خطراً، وفق المعايير التي تحددها الجهات الصحية المختصة بالمملكة.

 

وأضاف بيان الخارجية أنه سيتم "تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة".

 

وأشار البيان أنه سيتم "استثناء السعوديين الموجودين في الخارج في حال كان خروجهم من المملكة ببطاقة الهوية الوطنية، ومواطنو دول مجلس التعاون الموجودون داخل المملكة حالياً، ويرغبون في العودة منها إلى دولهم، في حال كان دخولهم ببطاقة الهوية الوطنية، وذلك لتتحقق الجهات المعنية في المنافذ من الدول التي زارها القادم قبل وصوله إلى المملكة، وتطبيق الاحترازات الصحية للتعامل مع القادمين من تلك الدول".

 

 

وأكّدت السلطات السعودية على هذه الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة، كما تجدد دعمها لكافة الإجراءات الدولية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.

 

هذا، ونوهت الخارجية السعودية إلى أن الجهات الصحية المختصة تتابع عن كثب تطورات انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكدة حرص المملكة على تطبيق المعايير الدولية المعتمدة لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه.

 

وبالرغم من انتشار الفيروس بشكل كبير في دول الخليج، لا يمكن التأكد تماماً من صحة عدم وجود "كورونا" بالمملكة خصوصاً أنها ممتدة على مساحة جغرافية واسعة، وأصبح أغلب جيرانها (الإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عُمان والعراق) فيها حالات إصابة.

 

 

وفي المقابل، ستوثر قرارات إيقاف تأشيرات العمرة (أو الحج فيما بعد) على الاقتصاد السعودي أيضاً الذي يعاني من خسارات واضحة، بعد تأثير الفيروس على أسعار النفط، وكشف المملكة عن عجز يصل إلى 50 مليار دولار في الموازنة القادمة.

 

ويعد انتشار الفيروس في صفوف المعتمرين كارثة إنسانية كبرى فيما لو حدثت، بسبب الازدحام الكبير والتدافع حيث بلغت أعدادهم في شهر رمضان (2019) حوالي (7.2) مليون معتمر من خارج المملكة فيما تجاوز أعداد المعتمرين من داخلها مليون معتمر.

 

وتزداد أعداد المعتمرين بما يعد موسم العمرة في المملكة بأشهر (رجب وشعبان ورمضان بالتقويم الهجري)، وهو ما يوافق مارس وأبريل ومايو بالتقويم الميلادي.

 

 

ومع انتشار المرض وتمدده من الصين شرق آسيا إلى إيران والخليج العربي في غربي القارة وعدم إيجاد أي دواء له حتى الآن قد يهدد الفيروس بإلغاء أجزاء من موسم العمرة الذي بدأ فعلياً بالمملكة بالإضافة إلى موسم الحج أو تخفيض أعداد الحجاج لأكبر قدر ممكن.

 

واقترب عدد الحجاج العام الماضي، من 2.4 مليون حاج، أكثر من 1.7 مليون حاج منهم جاؤوا من خارج المملكة، حيث تستقبل المملكة واحداً من أكبر التجمعات البشرية في العالم بوقت واحد.

 

وفي موسم الحج تزداد حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام والتهاب الرئة، بالإضافة إلى أمراض النزلة المعوية والإسهال وغيرها من الأمراض التي تعد في غالبيتها معدية، ما يعني زيادة احتمالية الإصابة بكورونا بين الحجيج فيما لو انتشر الفيروس بالمملكة.

 

 

ويُخشى في إطار الانتشار المتسارع للفيروس من انتقاله إلى قاصدي الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة لصعوبة التعامل مع الأمر في ظل الأعداد الضخمة المتواجدة في بقعة صغيرة.

 

يضاف إلى ذلك انتشار دعوات في عدة دول عربية لتأجيل الذهاب إلى تأدية مناسك الحج والعمرة لهذا العام خشية إصابتهم بفيروس كورونا.

 

 

وسبق أنا دعا إعلاميون وناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إيقاف السماح للقادمين من خارج المملكة لأداء شعائر العمرة كإجراء احترازي.

 

ونشرت منظمة الصحة العالمية إرشادات ونصائح مؤقتة موجهة للسلطات التي يغادر منها الأشخاص لمتوجهين إلى أداء شعائر العمرة أو الذين يودون الذهاب للحج فيما بعد، وكذلك موجهة للسلطات السعودية، (تجدها هنا)، وهو يؤكد جدية خشية المنظمات العالمية أيضاً من انتشار الفيروس.

 

 

ومع تزايد انتشار المرض، كثفت حكومات العالم إجراءاتها لمحاربة خطر انتشاره، نتيجة تسارع تسجيل وفيات وإصابات جديدة في الكثير من دول المعمورة؛ إذ فاقت عدد الإصابات الجديدة المسجلة بباقي دول العالم تلك المسجلة في الصين، وذلك لأول مرة منذ اندلاع أزمة كورونا في الصين الشهر الماضي، في حين أعلنت أستراليا أنها تتعامل مع الفيروس بصفته وباء عالميا.

 

وذكرت منظمة الصحة العالمية اليوم أن معظم الحالات الجديدة للإصابة بفيروس كورونا في الساعات 24 الماضية تم تسجيلها خارج الصين لأول مرة، ووصفت المنظمة ذلك بأنه "تطور كبير" في ظل تسارع الكشف عن إصابات ووفيات في العديد من دول العالم بمختلف القارات.

 

هذا، وتفيد آخر الإحصاءات أن نحو 2800 توفوا جراء الفيروس، أغلبهم في الصين، كما أصيب أكثر من ثمانين ألفا، وفي حين سجلت الصين في الساعات 24 الماضية أدنى عدد وفيات يومية جراء المرض منذ نحو شهر، زادت عدد الإصابات بكورونا في إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية بوتيرة متسارعة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان