تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوقيع اتفاق سلام مع حركة طالبان الأفغانية في حال أدت المفاوضات التي تجريها بلاده مع الحركة حاليا إلى إنهاء الحرب في أفغانستان التي تعد أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

وقبل مغادرته إلى العاصمة الهندية نيودلهي، قال ترامب ردا على أسئلة صحفيين في حديقة البيت الأبيض"نعم، سأضع اسمي أسفل الوثيقة".

وتراقب واشنطن سير تفاهم "خفض العنف" مع طالبان والذي دخل حيز التنفيذ أمس السبت ويستمر لأسبوع، والذي قد يشكل تثبيته نقطة تحول كبيرة تمهد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وإنهاء حرب عمرها أكثر من 18 عاما.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وحركة طالبان قد أكدا في بيانين منفصلين على أنهما اتفقا على توقيع الاتفاق في الدوحة بتاريخ 29 فبراير بعد هدنة جزئية تستمر لأسبوع.

وأوضح بومبيو "بناء على تطبيق ناجح لهذا التفاهم، يتوقع أن يمضي التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان قدما"، لافتا إلى أن المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية "ستبدأ بعد وقت قصير" على ذلك.

وبحسب قناة الحرة الأمريكية فإن تفاهم "خفض العنف" سيظهر ما إن كانت طالبان قادرة على السيطرة على قواتها وإظهار حسن النية قبيل أي توقيع من شأنه أن يفضي إلى سحب البنتاجون نحو نصف القوات البالغ عددها ما بين 12 و13 ألفا المتواجدين حاليا في أفغانستان.

ومنذ أكثر من عام تجري الولايات المتحدة محادثات مع طالبان للتوصل إلى اتفاق تسحب بموجبه آلاف الجنود مقابل ضمانات أمنية من طالبان وتعهد بعقد محادثات سلام مع حكومة كابل الموالية لواشنطن.

وأمس السبت، أصدر الرئيس الأفغاني أشرف غني، تعليمات بوقف العمليات العسكرية ضد طالبان، في إطار اتفاق السلام بين واشنطن والحركة.

وفي بيان له، رحب غني بقرار خفض العنف في عموم البلاد اعتبارا من منتصف ليل الجمعة، بموجب الاتفاق المذكور، وتمنى أن يؤدي ذلك إلى بدء وقف إطلاق النار.

واعتبر الرئيس الأفغاني أن توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، سيزيل العوائق أمام بدء الحوار الأفغاني.

ومن المنتظر لاحقا أن تفرج الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية عن 5 آلاف عنصر من طالبان محتجزين لديها، فيما تطلق الأخيرة سراح ألفِ رهينة.

وبحسب "الحرة" أنفقت الولايات المتحدة منذ تدخلها في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 أكثر من ترليون دولار على القتال وإعادة الإعمار، فيما قتل نحو 2400 جندي أميركي إلى جانب عدد غير معروف من الجنود الأفغان ومقاتلي طالبان والمدنيين.

وخلال 2019 فقط قتل في أفغانستان بسبب الحرب نحو 3500 مدني وجرح 7 آلاف آخرون بسبب الحرب وفق معطيات الأمم المتحدة.