رئيس التحرير: عادل صبري 09:56 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بين واشنطن وطالبان.. هدنة تاريخية تطرق أبواب أفغانستان

بين واشنطن وطالبان.. هدنة تاريخية تطرق أبواب أفغانستان

أحمد علاء 22 فبراير 2020 12:39
تبدأ في أفغانستان اليوم السبت، هدنة تعلق عليها الكثير من الآمال، بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، تستمر أسبوعًا وتشكل شرطًا مسبقًا لتوقيع الاتفاق في نهاية شهر فبراير الجاري.
 
وفيما بدأت الهدنة عند منتصف ليل السبت، فمن المفترض أن يتم توقيع الاتفاق بين الطرفين، بالأحرف الأولى في 29 فبراير، لكن واشنطن اشترطت مسبقا تراجع الهجمات على كل الأراضي الأفغانية.
 
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تهدف هذه الهدنة الجزئية أو "خفض العنف" إلى إثبات حسن نية المتمردين قبل أن يوقعوا في نهاية فبراير اتفاقًا تاريخيًّا مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من البلاد مقابل ضمانات أمنية، فيما تريد واشنطن تجنب أن تصبح أفغانستان من جديد ملاذًا للمتطرفين.
 
 
في الوقت نفسه، يفترض أن يفضي الاتفاق أيضًا إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل البلاد، بينما كانت حركة طالبان قد رفضت طوال 18 عامًا التفاوض مع السلطة الحاكمة معتبرة أنها "دمية" تحركها واشنطن.
 
وبحسب مصدر من حركة طالبان في باكستان، فإنّ هذه المحادثات يفترض أن تبدأ في "العاشر من مارس" المقبل.
 
وينتشر بين 12 و13 ألف عسكري أمريكي في أفغانستان حيث خاضت الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها، كما تنتشر قوات لدول أجنبية أخرى في هذا البلد.
 
ونقلت الوكالة عن أحد أعضاء طالبان في إقليم مايوند بولاية قندهار: "تلقينا أوامر من قادتنا تطلب منا الاستعداد لخفض أعمال العنف اعتبارا من السبت".
 
بدوره، صرّح حافظ سعيد هدايت، القيادي الآخر في الحركة في قندهار، بأنّ خفض المعارك لن يطبق سوى في المدن والطرق الرئيسية، موضحًا أن هذا يعني أن العنف قد يستمر في بعض الأقاليم" الريفي.
 
 
وكان تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة قد طرد حركة طالبان من السلطة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وخاض المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، حملة متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.
 
وتقول تقارير رسمية أنّ واشنطن أنفقت أكثر من ألف مليار دولار في هذه الحرب التي قُتل فيها أكثر من 10 آلاف مدني أفغاني منذ 2009، حسب أرقام الأمم المتحدة.
 
وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو" على لسان أمينه العام  ينس ستولتنبرج أعرب عن ترحيبه بالاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وطالبان.
 
وقال ستولتنبرج - في بيان: "يمكن لهذا الاتفاق أن يمهد الطريق لإجراء مفاوضات بين الأفغان، وسلام دائم، وضمان ألا تصبح البلاد ثانية ملاذاً آمناً للإرهابيين.. الاتفاق يمثل اختبارًا حرجًا لرغبة طالبان وقدرتها على خفض العنف".
 
وحلف الأطلسي له وجود في أفغانستان منذ 2001، ويصل عدد قواته هناك اليوم إلى 16 ألف جندي، ويقوم الحلف بتدريب قوات الأمن الأفغانية وتمويلها.
 
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال أمس الجمعة، إنّ بلاده توصّلت إلى تفاهم مع طالبان بشأن خفض العنف بشكل ملموس في أفغانستان، ولم يفصح عن تفاصيل بشأن طبيعة خفض العنف في أفغانستان.
 
ووصف الوزير التفاهم بأنه خطوة مهمة على طريق طويل من أجل إحلال السلام، داعياً الأفغان كافة إلى اغتنام الفرصة.
 
وأمكن التوصل للهدنة المؤقتة عقب مفاوضات شاقة استمرت أكثر من عام بين طالبان ومسؤولين في الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
 
واتفق العسكريون الأمريكيون وحركة طالبان على قناة تواصل لحلّ المشاكل التي قد تظهر مستقبلاً، من بينها استفزازات أطراف ثالثة تسعى لعرقلة الاتفاق.
 
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: "إذا أوفت طالبان بالتزامها، فإن لدينا التزامات في المقابل لتقليص القوات الأمريكية، وهي دقيقة أيضًا".
 
ومنذ وقت طويل، تطالب طالبان بخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، وإذا احترمت الهدنة المؤقتة فإن ذلك سيفتح الباب أمام الخطوة القادمة في المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان