رئيس التحرير: عادل صبري 05:38 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بسبب النهضة والفخفاخ.. هل دخلت الحكومة التونسية النفق المظلم؟

بسبب النهضة والفخفاخ.. هل دخلت الحكومة التونسية النفق المظلم؟

العرب والعالم

راشد الغنوشي وإلياس الفخفاخ

بسبب النهضة والفخفاخ.. هل دخلت الحكومة التونسية النفق المظلم؟

أحمد جدوع 18 فبراير 2020 23:34

بين عشية وضحاها عادات مشاورات تشكيل الحكومة التونسية إلى نقطة الصفر، وذلك بعد إعلان حركة النهضة الحزب الأول في البرلمان التونسي انسحابها من التشكيل الجديد لحكومة إلياس الفخفاخ بدعوى تعزيز عناصر الوحدة الوطنية ورفض الإقصاء.

 

وكان الفخفاخ قد كلفه رئيس الجمهورية قيس سعيد بتشكيل الحكومة وذلك بعد فشل الحبيب الجملي الذي اقترحته حركة النهضة، بصفتها الحزب الحائز على أكبر عدد من المقاعد بمجلس نواب الشعب.

             

وبالفعل، وصل الفخفاخ بعد نحو شهر من المفاوضات الماراثونية إلى تشكيلة حكومية تحظى بوفاق سياسي بين الأحزاب الممثلة في البرلمان إلا أنه وجد نفسه أمام مأزق سياسي ودستوري يهدد فريقه الحكومي بعد انسحاب النهضة.

 

خلط الأوراق

 

جميع الأوراق تبعثرت بعد انسحاب حركة النهضة قبل ساعات من الإعلان عنها بصفة رسمية وزاد الطين بلة إعلان الحركة عزمها بعدم لتصويت لحكومة الفخفاخ فى البرلمان ما لم يغير تركيبتها.

 

وينص الفصل 81 من الدستور التونسي على أن رئيس الجمهورية يتولى تكليف الحزب أو الائتلاف الحاصل على أكبر نسبة من مقاعد البرلمان بقيادة مشاورات تشكيل الحكومة لمدة شهر يتم تجديده لمرة واحدة.

 

وأعلنت "النهضة" أنها لن تمنح الثقة لحكومة الفخفاخ بسبب إصراره على رفض مطلب الحركة بتشكيل "حكومة وحدة وطنية لا تقصي أحدًا"، وفق تعبيرها.

 

صراع مكتوم

 

ووفقا للدستور التونسي تنتهي مهلة تشكيل الحكومة في 20 فبراير الجاري وإذا لم يتم الإنتهاء من تشكيل الحكومة في المدة المحددة، سيتم الذهاب إلى إجراء إنتخابات برلمانية مبكرة.

 

ويتمسك الرئيس التونسي - وهو أستاذ في القانون الدستوري- بحقه في التحكم بتشكيل الحكومة طبقا للفصل 89 من الدستور، وظهر ذلك خلال اجتماعه مع الفخفاخ موجها بدوره نقدا مبطنا إلى حركة النهضة بسبب إعلانها عن رفض منح الثقة للتشكيلة الحكومية الجديدة.

 

وقال سعيد، إنه إذا لم تحصل الحكومة التي سيتم تقديمها إلى البرلمان على الثقة فسيقع "حل البرلمان واللجوء إلى الشعب، فهو صاحب السيادة يمنحها لمن يشاء ويسحبها ممن يشاء وله الكلمة الفصل".

 

مشهد ضبابي

 

وكان رد النهضة سريعًا على سعيد حيث وجه رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي نقدا لاذعا إلى الرئيس، معتبرا أنه جانبه الصواب بتعيينه الفخفاخ رئيسًا مكلفًا لتشكيل الحكومة.

 

بدوره قال الباحث في الشؤون السياسية الدكتور رياض الشعيبي، إن الأزمة السياسية في تونس بلغت مرحلة متقدمة حتى كاد مسار تشكيل الحكومة يستوفي كل الأجال القانونية المتاحة.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن البلاد ستدخل مرحلة جديدة تكتنفها الضبابية والتجاذب الحاد بين مختلف الأطراف الفاعلة مؤسسات دستورية وأحزاب ومنظمات.

 

سيناريوهات متوقعة

 

وتوقع المحلل السياسي التونسي 3سيناريوهات لأزمة تشكيل الحكومة الأولى واعتبره ضعيفًا وهو نجاح حكومة الفخفاخ في نيل ثقة البرلمان بعد تنازلات متبادلة مع حركة النهضة قبل 19 المدة القانونية ووقتها  ستصبح الأزمة جزء من الماضي.

 

وأوضح أن السيناريو الثاني وهو الأكثر وضوحا وهو انتهاء مسار تشكيل الحكومة بالفشل ودخول البلاد في مرحلة فراغ تدوم شهرا كاملا، قبل دعوة الرئيس لانتخابات عامة مبكرة ولئن كان من غير المفهوم تضمين هذا الشهر داخل الدستورإلا أن رئيس الجمهورية مطالب بالالتزام به لاستيفاء الأجال القانونية.

 

أما السيناريو الأخير فهو النزاع الدستوري، حيث تهدد حركة النهضة بسحب الثقة من حكومة الشاهد بعد فشل تشكيل حكومة الفخفاخ، خلال الشهر المتبقي من المدة القانونية وتكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة جديدة ستضمن لها المصادقة عند المرور أمام المجلس ولأن هناك اختلاف واضح في تأويل الدستور بين الرئيس وحركة النهضة فان الأمر لن يكون سهلاً بالنسبة إليها.

 

وأكد أنه في حين يبدو السيناريوهين الأول والثاني واضحين في مساراتهما، يعمق السيناريو الثالث الأزمة السياسية في البلاد ويفتحها على مالات غير واضحة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان