رئيس التحرير: عادل صبري 10:40 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأزمة الليبية.. تركيا تتحدث عن عودة «فاغنر» وموسكو ترد

الأزمة الليبية.. تركيا تتحدث عن عودة «فاغنر» وموسكو ترد

العرب والعالم

مجموعة فاغنر

الأزمة الليبية.. تركيا تتحدث عن عودة «فاغنر» وموسكو ترد

محمد عبد الغني 16 فبراير 2020 11:49

 

لا شك أن ليبيا تعيش حالة من الفوضى منذ سنوات عدة بسبب الصراع على السلطة بين العديد من الأطراف السياسية والجماعات المسلحة، إذ يتصارع كل طرف مدعوما بقوى خارجية من أجل السيطرة على البلد الواقع في الشمال الأفريقي.
 

وفي تصعيد ربما يسفر عن تطور جديد في الصراع الدائر، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا بأنها تدير النزاع "على أعلى مستوى" وهو ما نفته موسكو، وجاءت تلك الاتهامات في خضم توتر متصاعد مع أنقرة.
 

ومن المعروف أن الأمور ليست على ما يرام بين القوتين، إذ يتبادل البلدان الاتهامات بتحمّل مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا حيث يدعمان جهات متحاربة، وكذلك الأمر في ليبيا حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج والمدعومة دوليا أيضا وتعترف بها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، في حين تدعم روسيا "الجيش الوطني الحر" الذي يقوده خليفة حفتر ويتخذ من الشرق الليبي مقرا له.
 

 

مجموعة فاغنر

 

كرر أردوغان اتهامه لشركة الأمن الروسية الخاصة "فاغنر" بدعم حفتر، وهو ما تنفيه موسكو، حيث أكد أردوغان "إنهم حاليا يديرون فاغنر، ولكنهم (الروس) ما زالوا ينفون وجود أي رابط".
 

وفاغنر مجموعة أمنية خاصة ذات أنشطة غامضة يعتقد أن الآلاف من متعاقديها يشاركون في نزاعات من سوريا إلى أوكرانيا وصولا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
 

وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل دعم حكومة السراج في إطار اتفاق أمني أبرمته معها أواخر العام الماضي، كما هاجم الرئيس التركي الغرب لدعمه المشير خليفة حفتر من دون أن يسمي أي بلد.
 

وفي تحليل سابق لوكالة رويتز حول مجموعة فاغنر، بقول إن هذه المليشيا نشأت خلال السنوات الأخيرة، وبدأت نشاطها في أوكرانيا، ثم برزت بشكل أكبر في سوريا، وخطفت الأضواء أكثر بعد مقتل عدد -تتفاوت تقديراته- خلال غارة أمريكية في سوريا مطلع فبراير 2018، وعاد اسمها للظهور مرة أخرى في القتال بالعاصمة الليبية طرابلس.

 


 

ويعود تأسيسها إلى خريف 2015، أي الفترة التي شنت فيها روسيا غارات دعماً للنظام السوري.

 

موسكو تنفي

لم تتوان موسكو في  الرد على اتهامات أردوغان، حيث أكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن مزاعم أردوغان بأن روسيا تقود على أعلى المستويات الصراع في ليبيا لا تتوافق مع واقع الأمور.

وأضاف بوجدانوف الذي يشغل منصب المبعوث الخاص للرئيس إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حديث للصحفيين أمس السبت "هذا لا يتوافق مع واقع الأمور، لا أعلم من جاء بذلك؟"، بحسب روسيا اليوم.

 

 

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر سورية معارضة بأن الجيش الروسي بدأ تجنيد شبان من دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، بعضهم من تنظيم يُعرف باسم "أصدقاء روسيا"، بقصد نقلهم للقتال في ليبيا إلى جانب "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة خفتر.

وأشارت إلى أن الروس "طلبوا مجموعة قوامها 50 شاباً، على أن يكون راتب المقاتل 800 دولار شهرياً، بمهمة قتالية مدتها ثلاثة أشهر". وتشمل المميزات من روسيا الإعفاء من الخدمة الإلزامية في الجيش السوري وعدم الملاحقة الأمنية.

 

أزمة اقتصادية

بدوره قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج إن مؤتمر برلين أجمع على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الليبية.
 

وأضاف السراج -في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة طرابلس- أن الحديث عن المسارين السياسي والاقتصادي دون وقف دائم لإطلاق النار نوع من العبث، حسب تعبيره.
 

وقال السراج: إن ليبيا ستواجه أزمة مالية وعجزا في ميزانية 2020 بسبب استمرار إغلاق المنشآت النفطية من قبل جماعات موالية للجيش الوطني الليبي.

 

وتراجع إنتاج ليبيا من النفط بشكل كبير منذ 18 يناير عندما بدأت عمليات الإغلاق. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الخميس إن إنتاج النفط الخام هبط إلى 163684 برميلا يوميا.

 

 

وكرر السراج الأرقام التي أعلنتها المؤسسة الوطنية للنفط قائلا إن ليبيا خسرت أكثر من 1.4 مليار دولار منذ بدء الإغلاق. وتدور معارك بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق في طرابلس منذ أبريل العام الماضي للسيطرة على العاصمة.
 

واستمر القتال على الرغم من دعوة روسيا وتركيا لهدنة ابتداء من 12 يناير واجتماع قمة دولي عقد في برلين في 19 يناير بهدف الحد من التدخل الدولي.
 

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط قد حذرت في وقت سابق من أن إنتاج النفط سيهبط في نهاية الأمر إلى 72 ألف برميل يوميا إذا استمرت عمليات الإغلاق مقابل نحو 1.2 مليون برميل يوميا في السابق.

 

أزمة إنسانية 

وعلى جانب آخر، اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير أن الأزمة الإنسانية في تصاعد بسبب ما يدور سياسيا وأمنيا مؤكدا أن منظمته تعمل بتنسيق وثيق مع العديد من المنظمات والمؤسسات الليبية لتقديم المساعدة للمدنيين.

 

يذكر أنه في يوم الأربعاء الماضي وبموافقة 14 عضوا، وامتناع روسيا عن التصويت، اعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2510 الخاص بوقف إطلاق النار في ليبيا والذي قدمت مسودته المملكة المتحدة بعد مشاورات استمرت ثلاثة أسابيع.
 

 

وإلى جانب التركيز على الحاجة إلى فرض وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا في أقرب فرصة ودون شروط مسبقة، يشدد القرار 2510 على الالتزام بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة الأراضي الليبية كما يؤكد على الدعم القوي للجهود التي يقودها غسان سلامة، المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، لإنهاء الأزمة بين الأطراف المتحاربة.
 

ويطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتقديم تقرير مرحلي بشأن الظروف اللازمة والمقترحات حول رصد وقف فعّال لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة. إضافة إلى تقديم تقرير بشأن التقدم المحرز حول عمل لجنة المتابعة الدولية التي دعا لها مؤتمر برلين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان