رئيس التحرير: عادل صبري 04:42 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد 4 أشهر..رئاسة متعثرة وحكومة تونسية لم تولد بعد

بعد 4 أشهر..رئاسة متعثرة وحكومة تونسية لم تولد بعد

العرب والعالم

الرئيس التونسي قيس سعيد

بعد 4 أشهر..رئاسة متعثرة وحكومة تونسية لم تولد بعد

أحمد جدوع 11 فبراير 2020 22:54

4 أشهر على طاولة الرئيس التونسي قيس سعيد منذ توليه سلطاته الرئاسية ومازال الشعب التونسي يحلم بتغيير حقيقي وسط شد وجذب حاد بين القوى السياسية لتشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات الشارع.

 

وعلى الرغم من لسان الرئيس التونسي الفصيح وبلاغة لغته إلا أن ذلك لم يشفع له عند حوالي 3 ملايين ناخب أوصلوه لسدة الحكم ولم يروا على أرض الواقع حتى الآن مسارات لتصحيح أوضاعهم المعيشية.

 

ومنتصف أكتوبر2019 الماضي، فاز سعيد برئاسة الجمهورية، بحصوله على 72.71 % من أصوات الناخبين، بعدما منحه 2.7 مليون ناخب أصواتهم، في حين حقق منافسه نبيل القروي (رئيس حزب "قلب تونس") 1.04 مليون صوت، أي بنسبة 27.29 %.

 

صلاحيات محدوده

 

ومنح الدستور التونسي لرئيس الجمهورية صلاحيات واسعة في القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمن القومي، إلا أن صلاحياته الداخلية محدودة بشكل جعل تونس بلا حكومة طيلة الفترة الماضية.

 

ووفقا للصلاحيات الدستورية كلف سعيد أحد الشخصيات التي رأها تسطيع تشكيل الحكومة بعد فشل الرئيس المكلّف سابقا، الحبيب الجملي في الحصول على ثقة البرلمان.

 

فرصة ثانية

 

وأمام الرئيس التونسي فرصة ثانية وهى حل البرلمان في حال فشل وزير المالية الأسبق، إلياس الفخفاخ الذي كلفه سعيد بإقناع أغلبية نواب البرلمان بفريقه الحكومي الجديد.

 

وعلى المستوى الخارجي اكتفى سعيّد بزيارة خارجية وحيدة قادته إلى سلطنة عمان لأداء واجب العزاء في وفاة السلطان قابون، بعد ذلك زار الجزائر التي وعد في حملته الانتخابية بأن تكون أولى محطاته الخارجية.

 

واستقبل سعيّد مسؤولين أجانب بارزين من بينهم الرئيس التركي ووزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا والإمارات والسعودية وغيرها، فضلا عن مسؤولين في منظمات دولية وإقليمية.

    

ويعكف الفخفاخ على وضع اللمسات الأخيرة لتركيبة حكومته بمواصلة المشاورات مع الأحزاب المعنية, وينتظر أن يتم تحييد وزارات السيادة, وهي الدفاع والداخلية والعدل والخارجية, كما من المنتظر أن تتكون الحكومة من كفاءات سياسية وأخرى مستقلة.

 

مشهد سياسي مضطرب

 

بدوره قال المحلل السياسي التونسي على مبارك، إن المشهد السياسي التونسي غير ثابت وهذه بيئة غير ملائة لعمل أي رئيس خاصة في عدم تشكيل الحكومة حتى الآن، لكن نستطيع القول إن الرئيس سعيد لم يتمكن حتى الآن من وضع بصمة في منظومة الحكم.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الرئيس التونسي وصل لكرسي الحكم ومعه أحلام الشباب، واعدا بتغيير جوهوي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مكتسبا بذلك الشرعية الانتخابية والشرعية الشعبية.

 

وأوضح أنه رغم غياب وضوح برنامج الرئيس الاقتصادي والاجتماعي منذ الوهلة الأولى فإن من الواجب علينا نكون موضوعيين في تقييم رئيس الجمهورية بعد حوالي 4 أشهر على توليه منصبه وذلك وفق عدة معطايات موضوعية وذاتية.

 

وأشار إلى أن المدة الزمنية الماضية غير كافية لظهور نتائج للرئيس على أرض الواقع في ظل صلاحيات محدودة مقتصرة على السياسية الخارجية والدفاع الوطني وبعض التعيينات الأخرى.

 

ضعف رئاسي

 

وأكد أن قيس سعيد لم يكن موفقا في  التعاطي مع بعض الملفات  خاصة في الملف الليبي حيث تواصل تهميش تونس في لعب دور مهم في القضية الليبية خاصة وأن ليبيا تعتبر عمق استراتيجي وأمني لتونس  لذلك كان من الضروري حضور تونس مؤتمر برلين وفشلت الدبلوماسية التونسية رغم أن هناك من يرى أن تونس مُغُيبة وليس غائبة.

 

 وتابع:" يتواصل ضعف الحركة الدبلوماسية وتغيب تونس عن قمة الاتحاد الأفريقي والتي كان رئيس الجمهورية يرى في أفريقيا سوق استثمارات يمكن أن تنعش الاقتصاد الوطني وتساهم في محاربة أكبر معضلة قامت من أجلها الثورة التونسية ألا وهي معضلة البطالة.

 

وأوضح أن أخطاء الرئيس لم تتوقف هنا، حيث لاحظنا أيضا تذبذب في التعيينات على رأس الدبلوماسية الخاريجية منها على سبيل الذكر وليس الحصر ما حصل أخيرا مع مندوب تونس في منظمة الأمم المتحدة ثم التراجع في وقت لاحق دون أن ننسى ما يحدث في القصر من إقالات واستقالات لمستشاري الرئيس هذا يدل على عدم وضوح الرؤية عند قيس سعيد  وتؤكد أن هذا الأخير لم يكن له برنامج واضح المعالم رغم صدقه لكن هل يكفي الصدق في عالم السياسة.                  

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان