رئيس التحرير: عادل صبري 10:33 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«إسكات البنادق».. هل تضع حلولاً لوأد النزاعات الأفريقية؟

«إسكات البنادق».. هل تضع حلولاً لوأد النزاعات الأفريقية؟

العرب والعالم

أزمات وصراعات لا تتوقف داخل القارة الأفريقية

في أديس أبابا..

«إسكات البنادق».. هل تضع حلولاً لوأد النزاعات الأفريقية؟

محمد عبد الغني 09 فبراير 2020 11:31

"إسكات البنادق".. قمة جديدة تشهدها القارة الأفريقية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وتتصدر أجندتها العديد من الملفات الشائكة، في مقدمتها السلم والأمن والنزاعات والإرهاب.


وتنطلق اليوم فعاليات القمة الأفريقية الثالثة والثلاثين على مستوى القادة  تحت شعار: "إسكات البنادق تهيئة الظروف المواتية للتنمية" في مسعى لإجاد حلول للأزمات التي تستشري داخل القارة. 
 

ومن المقرر أن تناقش القمة اليوم أزمات القارة الأفريقية وعلى رأسها النزاعات المسلحة ومعالجة الأوضاع الإنسانية والإصلاح الهيكلي للاتحاد الأفريقي، إضافة إلى متابعة ما تحقق في ملف إطلاق منطقة التجارة الأفريقية الحرة، التي تعد من أهم الإنجازات خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد.
 

كما تشهد القمة اليوم أيضا أن تتسلم جنوب أفريقيا رئاسة الاتحاد في دورته الجديدة من مصر.

 

المشاركون 
 

تشهد القمة الأفريقية الثالثة والثلاثين حضور رؤساء 31 دولة، وبمشاركة مصرية حيث يحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي، و4 رؤساء حكومات، و7 وزراء خارجية، و3 نواب رؤساء دول أفريقية. 

وتتمثل المشاركة الخارجية في الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والرئيس الفلسطينى، محمود عباس "أبو مازن". 

كما يحضر رئيس وزراء كندا جاستن ترودو ورئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج.

حيث من المقرر أن تشهد القمة تسليم الرئيس رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى دولة جنوب أفريقيا، بحضور الرئيس الجنوب أفريقي.

 

 

الأزمة الليبية 
 

لا شك أن ما يحدث في ليبيا من صراع عنيف بين العديدمن الأطراف يفرض نفسه على طاولة المباحثات مؤخرا، لذا فإن الملف الليبي سيأخذ نصيبا كبيرا من مباحثات القادة الأفارقة.

كما شهدت الاجتماعات رفيعة المستوى التي سبقت القمة وأبرزها اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي، مناقشة الملف الليبي والذي شهد إدانة لما اسماه اختراق مقررات مؤتمر برلين من قبل بعض الأطراف الإقليمية.
 

ملف الإرهاب
 

كما يعد ملفا التصدي للإرهاب وحل النزاعات من الملفات التي ظلت حاضرة باستمرار في جميع القمم الأفريقية، وإن اختلفت مستويات حضورها ضمن أجندة القمم الماضية، فإنها ستكون في القمة الحالية أكثر حضورا وإلحاحا أمام العديد من الملفات التي تحاصر القادة الأفارقة.

وبالأمس عبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، خلال كلمته بافتتاحية اجتماع المجلس التنفيذي، عن قلقه إزاء الهجمات الإرهابية التي تشهدها بعض دول القارة، قائلا: "إن ازدياد عدد الإرهابيين والمتطرفين والهجمات المتكررة تسبب في زيادة المُهجّرين، وأصبح مصدر قلق للقارة، ما يجعل من موضوع عام 2020 (إسكات السلاح) أمرا مهما وفي غاية الضرورة".

وأشار إلى الأوضاع التي تشهدها القارة من بينها الصراع في ليبيا، وتهديدات حركة الشباب الإرهابية في الصومال ومنطقة الساحل، وحول حوض بحيرة تشاد. 
 

كما أعربت مفوضة الشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي ميناتا سيسوما، عن رفض الاتحاد الأفريقي التدخل العسكري في شؤون الدول، مضيفة أن التدخلات الخارجية تفاقم مشكلات القارة وتعقد طرق إيجاد الحلول لها. 
 

بحسب تقارير محلية ودولية فإن القارة الأفريقية تحتضن ما يزيد على 64 تنظيما وجماعة إرهابية، لها صلات مباشرة مع تنظيمي داعش والقاعدة إن لم تكن جزءا منهما. 
 

وشنت هذه التنظيمات الإرهابية - بعد أن وجدت لها موطئ قدم بعدة مناطق بالقارة - عمليات راح ضحيتها أكثر من 4 آلاف شخص، وفق تقارير أممية والمئات من الجرحى وعشرات المهجرين والنازحين في دول "مالي، النيجر، حوض تشاد، بوركينا فاسو، نيجيريا، ليبيا، الصومال، كينيا".
 

ووفق بيان لمؤشر الإرهاب الدولي، احتلت دول من غرب أفريقيا مراكز متقدمة في مؤشر الإرهاب هذا العام، حيث كان لنيجيريا المركز الثالث بـ2040 قتيلا. 

 

أمل في إنهاء النزاعات

 


لا شك أن هناك تقدما بدأ يتضح داخل القارة الأفريقية بشأن إيجاد الحلول لبعض المشكلات المستعصية، وظهر ذلك في دور الوساطات الأفريقية لنزع فتيل الأزمات في مختلف بقاع القارة السمراء.

بعض هذه الوساطات الأفريقية كانت تابعة للاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية في غرب القارة "إيكواس" التي مثلت نموذجا مضيئا للمجموعات الإقليمية الأخرى.
 

وحزت شرق أفريقيا خطوات متطورة مماثلة في إيجاد الحلول للنزاعات والخلافات، حيث أظهر الدور الإثيوبي، سواء في مسألة المصالحة مع إريتريا أو وساطة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد لنزع فتيل الأزمة في السودان، تطورا لتعاظم إيجاد حلول النزاعات إلى جانب دور الخرطوم مع جنوب السودان والعكس جنوب السودان والسودان في الاتفاق بين مختلف الفصائل المعارضة السودانية.
 

وعلى الرغم من هذا التطور الذي تشهده أفريقيا في إيجاد الحلول الأفريقية لمشكلاتها لا تزال الصراعات والنزاعات والتدخلات الخارجية التي تزيد منها تشكل حضورا كالعادة بقمة قادة الدول الأفريقية والمتمثلة في "تنفيذ اتفاق السلام جنوب السودان، والوضع في ليبيا، وأفريقيا الوسطى، والفترة الانتقالية في السودان". 
 

ويأمل الكثيرون في أن تجد القمة الأفريقية الحالية، حلولا لبعض الأزمات  والصراعات التي أصبحت سمة ملازمة للأوضاع الأفريقية وحضورا مستمرا في أجندة قممها السنوية بلا استثناء.
 

يذكر أن مجلس الأمن الدولي قد اعتمد في فبراير الماضي قرار رحب فيه بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص أفريقيا من النزاعات وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية في القارة وفق هدفه المتمثل في "إسكات البنادق بحلول عام 2020" وخارطة طريق الاتحاد الأفريقي لجعل القارة منطقة خالية من النزاعات بحلول نفس العام.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان