منذ 5 سنوات لم تتوقف المعارك في اليمن، ذلك البلد الذي كان يلقب بالسعيد، بات أتعس وأفقر بلدان العرب، في ظل استمرار القتال الداخلي بين قوات الحوثي والشرعية اليمنية.
وللوقوف على آخر المستجدات على أرض المعارك باليمن، أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، اليوم الأربعاء، مقتل قيادات عسكرية وخبراء من "حزب الله" اللبناني وإيران في معارك مع قوات الجيش اليمني أثناء إسنادهم لجماعة "الحوثي".
ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية اليمنية، الأربعاء، عن الإرياني قوله: إن "المليشيا الحوثية تكبدت خلال هذه المواجهات (لم يذكر مدتها) مئات القتلى، بينهم قيادات عسكرية وخبراء من حزب الله وإيران".
ويبدو أن الإرياني يقصد بمقتل هؤلاء خلال المعارك التي اندلعت الأسبوعين الأخيرين في عدة جبهات بينها مديرية نهم (40 كم شرقي صنعاء).
في السياق، ذكر أن جماعة الحوثيين "مستمرة بالزج بعناصرها في محارق الموت غير آبهة بحياتهم، وتُوهم أسرهم أنها تحقق انتصارات كبيرة".
في الوقت ذاته، ذكر أن الجيش اليمني وبدعم وإسناد من التحالف العربي، خاض معارك "وجهاً لوجه مع مرتزقة إيران (في إشارة إلى الحوثيين)" في جبهات نهم وصرواح والجوف والبيضاء، دون أن يذكر توقيتاً.
ولفت الوزير اليمني إلى أن "المعارك ما زالت مستعرة، فيما مليشيا الحوثي تتكتم عن خسائرها الحقيقية".
ومنذ أسابيع تجددت معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي في عدة جبهات، فيما دعت الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إلى ضبط النفس ووقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات.
في الوقت ذاته، تحدثت مصادر حوثية وفق تقارير ووسائل إعلام عربية، بأن الحوثي تقدم عسكريا في بعض المناطق وكانت الجوف واحدة منها.
(3)(1).jpg)
في المقابل، نفى محافظ الجوف اليمنية أمين العكيمي، الأربعاء، ما أعلنته جماعة الحوثي بشأن سيطرتها على مناطق في المحافظة الواقعة قرب الحدود السعودية.
جاء ذلك في تصريحات نقلها المركز الإعلامي للجيش اليمني، بعد حديث متكرر لجماعة الحوثي خلال الأيام الماضية عن سيطرتها على مواقع ومناطق في الجوف (شمال شرق).
وقال العكيمي: "مليشيات الحوثي لم تتقدم شبراً واحداً في المناطق التي سبق أن حررها أبطال الجيش الوطني في المحافظة، رغم المخطط الكبير والهجوم الواسع الذي شنته لإسقاط المحافظة من عدة محاور".
وأضاف: "أصبح مخطط الحوثيين وبالا عليهم، فرجال الجوف واليمن الموجودون في جبهات المحافظة لهم بالمرصاد".
ومنذ أسابيع تجددت معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي في عدة جبهات، فيما دعت الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إلى ضبط النفس وسرعة وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات.
ويشهد اليمن حربًا للعام السادس على التوالي بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين مسلحي جماعة "الحوثي"، من جهة أخرى، الذين يسيطرون على عدة محافظات، بينها صنعاء منذ 2014.
وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 5 سنوات، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".
وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.
