رئيس التحرير: عادل صبري 01:08 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بريطانيا خارج أوروبا.. هل تتحول إلى كندا جديدة؟ (قراءة)

بريطانيا خارج أوروبا.. هل تتحول إلى كندا جديدة؟ (قراءة)

محمد الوقاد 30 يناير 2020 22:47

عندما تدق الساعة معلنة انتصاف الليل في بروكسل غدًا الجمعة، ستصبح بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي وسيحقق رئيس الوزراء بوريس جونسون الوعد الذي قطعة على نفسه في حملة الدعاية الانتخابية، وهو إنجاز "بريكست".. خروج بلاده من التكتل الأوروبي، غير أنه لن يطول شعور "جونسون" بحلاوة الانتصار في "الطلاق" الذي استغرق أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة وهز الحياة السياسية في بريطانيا حتى الأعماق وأحدث استقطابا على المستوى الشعبي.

 

ويصبح أول فبراير علامة لبداية مرحلة جديدة من المفاوضات بين لندن وبروكسل للاتفاق على شكل العلاقة بين الطرفين مستقبلًا، وسيكون أمام الطرفين مهلة حتى نهاية 2020 للتوصل إلى اتفاق على التجارة وقضايا أخرى بما في ذلك الأمن والطاقة والمواصلات وحقوق صيد الأسماك وتدفق البيانات.

 

نماذج مشجعة

تسعى بريطانيا لإيجاد نموذج لعلاقاتها الخارجية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وقد نظرت بريطانيا في سلسلة من الخيارات: نموذج النرويج، الأقرب من جميع العلاقات التجارية المتاحة غائبة العضوية الفعلية في الكتلة؛ النموذج السويسري، أكثر تعقيدًا ولكن مع المزيد من السيادة؛ ونموذج كندا الأنسب للجميع، لكن ربما كانت هذه هي الطريقة الخاطئة بالكامل للنظر إلى التحدي.

 

ولفترة طويلة جدًا، تم اعتبار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمثابة غاية في حد ذاتها، وليس وسيلة لشئ ما، وكانت المغالطة التي يتم اختيار النموذج بها، هو اعتبار أن علاقة بريطانيا بجيرانها ستنتهي.

 

بالنسبة لمعظم البلدان، ليست هذه هي الطريقة التي تعمل بها العلاقات الدولية. العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية تتغير وتتكيف مع مرور الوقت.

 

النماذج التي يجب على بريطانيا أن تفكر فيها، ليست اتفاقيات تجارية حالية لبلد أو لآخر مع الاتحاد الأوروبي، بل بلدان ناجحة في حد ذاتها.

 

يقول المحلل والكاتب "توم مكتاجوي" إن هناك دولا ازدهرت في ظروف مشابهة لتلك التي ستواجهها بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.

 

خصوصية كندا

 

ويضيف أن النموذج الذي ينبغي على بريطانيا أن تنظر إليه ليس العلاقة التجارية بين النرويج وسويسرا، أو كندا مع الاتحاد الأوروبي، ولكن كندا نفسها: اقتصاد متوسط الحجم يزدهر بجوار قوة عظمى تجارية؛ ديمقراطية منفتحة ومتعددة الثقافات، ملتزمة بالاتفاقات التجارية ولكن ليس بالمؤسسات والقوانين التي تتجاوز الحدود الوطنية؛ والدولة التي تجد نفسها في العالم الجديد جغرافيا ولكن على علاقات مع العالم القديم، منتشرة ومقسمة لغويا، متعددة الثقافات والأعراق.

 

وتقدم الدروس المستفادة من أوتاوا الأمل على نطاق واسع في لندن، لكن هناك أيضا التحذيرات من التحديات المقبلة.

 

خارج الاتحاد الأوروبي، مثل كندا، يجب على بريطانيا إدارة علاقتين وجوديتين. بالنسبة إلى كندا، كان هذا مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ بالنسبة لبريطانيا، ستكون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وبغض النظر عن كيفية تطور علاقات بريطانيا بواشنطن بمرور الوقت، فإن الجغرافيا البسيطة ستحتم عليها بقاء علاقتها بأوروبا ذات أهمية أساسية.

 

وتعتبر الجغرافيا مهمة داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه، فالحاجة أم الاختراع، تمكنت كندا من السير على حبلها الدبلوماسي، وإلغاء روابطها مع بريطانيا بمرور الوقت وبنائها ببراعة مع الولايات المتحدة، في حين لم تجد حاجة في الانضمام إلى جارتها الجنوبية، وإذا كانت كندا نجحت في إدارة هذا التحول، فلماذا لا تستطيع بريطانيا؟

 

مهمة شاقة

 

سيتعين على بريطانيا الاعتماد على مهارتها الدبلوماسية للحفاظ على علاقاتها بمجرد مغادرة الاتحاد الأوروبي. لكن هذا قد يتطلب منها التفكير والتصرف كقوة أصغر - مثل كندا - وهذه قد تكون صعبة.

 

وإذا أخفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل لاتفاق سيصبح البديل القانوني الساري الخروج من الاتحاد دون اتفاق وهو ما قد ينطوي على معوقات وستسري وقتها معايير منظمة التجارة العالمية على التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي اعتبارا من 2021 الأمر الذي سيؤدي إلى فرض رسوم استيراد وقيود.

 

وتخشى بريطانيا أن يجعل استمرار الالتزام بقواعد الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاقات تجارية مع دول أخرى لاسيما الولايات المتحدة أكثر صعوبة.

 

ويقول الاتحاد الأوروبي إنه لن يبرم اتفاقا تجاريا مع قوة اقتصادية كبرى في الجوار دون بنود قوية تضمن التنافس النزيه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان