رئيس التحرير: عادل صبري 06:02 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«محرقة اليهود» و«إبادة الفلسطينيين» في ميزان النفاق الدولي

«محرقة اليهود» و«إبادة الفلسطينيين» في ميزان النفاق الدولي

العرب والعالم

جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين لا تتوقف

«محرقة اليهود» و«إبادة الفلسطينيين» في ميزان النفاق الدولي

معتز بالله محمد 23 يناير 2020 19:30

ليس هناك من باحث حيادي ومراقب منصف إلا ويقف على حجم التهويل الإسرائيلي في أحداث المحرقة النازية التي وقعت إبان الحرب العالمية الثانية، في محاولة من تل أبيب لاستدرار عطف العالم، وتبرير مزيد من الإبادة والاحتلال والحصار الذي تمارسه بحق الفلسطينين بدعوى الأمن الإسرائيلي.

 

إن مشاركة 40 زعيما من دول مختلفة بالعالم بينهم رؤساء ورؤساء وزراء وملوك وأمراء في منتدى إحياء الذكرى الـ 75 لتحرير معسكر "أوشفيتز" النازي في بولندا، والذي انطلق اليوم في إسرائيل هو دليل فج على النفاق العالمي وسياسة الكيل بميكالين.

 

ووقعت محارق ضد اليهود في بولندا التي احتلهتا ألمانيا النازية عام 1939، لكن حديث الإسرائيليين عن 6 ملايين قتيل في تلك المذابح الجماعية يبدو مبالغا فيه للغاية.

 

 

معتقلون يهود في معسكر "أوشفيتز" في بولندا

 

 لم يكون اليهود وحدهم ضحايا الهولوكوست إنما شاركهم في المأساة شعب الغجر، والشعب السلافي خاصةً الموجودين في الاتحاد السوفييتي، وبولندا ويوغوسلافيا، والشواذ جنسياً، والسود، والمعارضون السياسيون.

 

إلا أن الحركة الصهيونية التي نشأت عام 1897، ودعت لتأسيس وطن قومي لليهود، وجدت ضالتها في التهويل من المحارق النازية مستغلة عدم وجود أدوات توثيق حقيقية لما حدث.

 

واستمر التضخيم الصهيوني للهولوكوست لكسب تعاطف شعبي وسياسي في الغرب لليهود وصولاً إلى إعلان إقامة إسرائيل بعد ذلك بسنوات عام 1948 الذي سبقه ورافقه أعمال إبادة جماعية ارتكبتها العصابات الصهيوينة بحق الفلسطينين أصحاب الأرض.

 

وفي سبتمبر 1952 وقعت اتفاقية لوكسمبورغ أو اتفاقية دفع التعويضات الألمانية بين إسرائيل والتزمت بموجبه الأخيرة بدفع تعويضات لليهود الناجين من الهولوكوست ولإسرائيل باعتبارها الدولة التي ترث حقوق الضحايا اليهود.

 

ومنذ ذلك الحين واصلت إسرائيل استغلال المحرقة لأهدافها الاستعمارية، وسط صمت الغرب الذي أصدرت بعض دوله وبينها ألمانيا وفرنسا والنمسا وسويسرا قوانين تعاقب بالسجن كل من ينكر الهولوكوست ويدعي بأن الإبادة الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية لم تحدث فعلا بالأسلوب أو الحجم الذي يتم الإشارة إليه حالياً من قبل الدارسين والعلماء.

 

وفي سبتمبر من العام الماضي 2019 أكدت وزارة المالية الألمانية أنها ستدفع تعويضات مالية إضافية جديدة للآلاف من الناجين من المحرقة اليهودية "الهولوكوست".

 

الهولوكوست الفلسطيني

بحسب تقرير للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، صدر في مايو 2019 بلغ  عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين)  نحو 100 ألف شهيد، فيما سجل التقرير منذ عام 1967 مليون حالة اعتقال.

 

 

 

وصدر التقرير عشية الذكرى  الـ71 للنكبة، وقال إن عدد الشهداء بلغ منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 بلغ 10 آلاف و853 شهيدا، فيما كان عام 2014 أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2240 شهيدًا منهم 2181 استشهدوا في غزة غالبيتهم خلال العدوان الإسرائيلي، أما خلال عام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء 312 شهيدًا منهم 57 طفلًا وثلاث سيدات، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 15 شهيدًا.

 

مذبحة قبية نفذها جيش الاحتلال عام 1953 واستشهد فيها 67 فلسطينيا

 

 

فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا عام 2019، نتيجة إطلاق النار وقصف طائرات الاحتلال، 149 شهيدًا (بينهم 33 طفلا)، 74% من قطاع غزّة، و24% من الضفة الغربيّة.

 

قصف إسرائيلي لقطاع غزة

 

ولا يزال نحو 5700 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال عام 2018 حوالي 6500 حالة من بينهم 1063 طفلًا و140 امرأة، كما فرض الاحتلال الإقامة المنزلية على 300 طفل في القدس منذ أكتوبر 2015 ولا زال ما يقارب 36 طفلًا تحت الإقامة المنزلية حتى الآن، ومعظم الأطفال جرى اعتقالهم بعد إنهاء فترة الإقامة عليهم والتي تراوحت بين 6 أشهر وعام.

 

وأمس الأربعاء، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من توظيف إسرائيل للمحرقة اليهودية "الهولوكوست"، للتغطية على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار احتلالها للأراضي العربية.

 

وطالبت "الخارجية"، في بيان صحفي، المشاركين في المنتدى الدولي الخامس للهولوكوست في القدس، بالحذر من "السياقات السياسية التي تحاول إسرائيل توظيفها واستغلالها لهذه المناسبة".

 

تحدي الشرعية الدولية

اللافت أن حضور أكثر من 40 من قادة وزعماء العالم المنتدى في إسرائيل، يأتي في وقت تستمر فيه الأخيرة في الضرب بعرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، ويواصل السرطان الاستيطاني التهام ما تبقى من أراض فلسطينية بالضفة الغربية والقدس المحتلة.

 

وقبيل انطلاق المنتدى بالقدس بيومين، أخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسانه للعالم والأمم المتحدة، بإعلان عزمه فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت (شرقي الضفة الغربية) في القريب.

 

وقال نتنياهو في كلمة له خلال إطلاقه الحملة الانتخابية لحزب الليكود بقيادته،"لن نمتنع فقط عن اجتثات أو إخلاء أية مستوطنة، بل سنفرص القانون الإسرائيلي عليها كلها: غوش عتسيون (جنوبي القدس)، معاليه أدوميم (شرقي القدس) آرئيل (شمالي الضفة) وبقية المستوطنات بلا استثناء".

 

ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المستوطنات غير شرعية، ويستند إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.

 

وسبق أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل في الجولان السوري المحتل، رغم تعارض ذلك مع القانون الدولي والقرارات الأممية التي تعتبر الأراضي العربية التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1967 أراض محتلة.

 

كما سبق لترامب أن أعلن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب للمدينة المحتلة، أعقبته في ذلك عدة دول، وسط صمت عربي مريب.

 

المفارقة أن نتنياهو تعهد في تصريحاته ذاتها بشأن ضم غور الأردن والكتل الاستعمارية الكبرى، بتوقيع اتفاقيات سلام "تاريخية" مع مزيد من الدول العربية.

 

وقال نتنياهو إنه يتعهد بـ "توقيع اتفاقات سلام تاريخية مع المزيد من الدول العربية، وتشكيل تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، وكبح إيران نهائيا".

 

وباستثناء مصر والأردن، لا تقيم الدول العربية علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل، إلا أن وتيرة التطبيع تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بين تل أبيب ودول عربية، لا تقيم معها علاقات دبلوماسية خاصة في منطقة الخليج.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان