اقتربت لبنان من الفوضى والحرب الأهلية التي عانت منها بيروت في السبعينيات، فباتت المواجهات الدامية عنوانا ليوميات الحراك اللبناني والمليشيات الشيعية في الساعات الأخيرة.

ووفق تقارير إعلامية، جرح نحو 400 شخص في لبنان جراء مواجهات الليلة الماضية بين متظاهرين وقوات الأمن اللبنانية في العاصمة بيروت، في أعنف يوم منذ بدء الحركة الاحتجاجية، وفق حصيلة جديدة للدفاع المدني.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وهي تطارد المحتجين الذين تسلحوا بأفرع الأشجار واللافتات المرورية في حي تجاري قرب مبنى البرلمان اللبناني.

في الغضون، فقد ملأ المتظاهرون الشوارع مجددا خلال الأيام الماضية بعد هدوء في الاحتجاجات التي غلبت عليها السلمية وانتشرت في أنحاء البلاد منذ أكتوبر بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون.

وأحاط دخان قنابل الغاز المسيلة للدموع بالمحتجين، بينما هرعت سيارات الإسعاف عبر شوارع العاصمة، الليلة الماضية.

من جهتهم، وفي ظلام الليل، قال شهود إن قوات الأمن أطلقت أيضا الرصاص المطاطي، وذكر الصليب الأحمر اللبناني أن أكثر من مئة تلقوا العلاج من إصابات بينما نُقل 65 آخرون على الأقل للمستشفى من الجانبين، وأشار مصدر أمني إلى أن 15 محتجا على الأقل اعتقلوا.

الرئاسة اللبنانية تدخلت عبر مطالبات من الرئيس اللبناني ميشال عون لقادة الجيش والأمن باستعادة الهدوء وسط بيروت.

وقال مكتب الرئاسة اللبنانية إن عون "دعاهم للحفاظ على أمن المتظاهرين السلميين والأملاك العامة والخاصة وإعادة الهدوء إلى وسط بيروت".

وأجبرت الاضطرابات سعد الحريري على الاستقالة من رئاسة الوزراء في أكتوبر، وأخفق السياسيون منذ ذلك الحين في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة أو الخروج بخطة لإنقاذ اقتصاد البلاد.

وقال الحريري على تويتر مساء السبت: "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض، يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب.. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".

وقالت قوى الأمن الداخلي السبت: "يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن مكان أعمال الشغب حفاظا على سلامتهم".

المحلل السياسي اللبناني رياض عيسى قال في تصريحات سابقة لمصر العربية، إن الثوار بلبنان منذ السبت الماضي أعلنوا العودة للشارع، وبدأ الحراك من جديد، والتحركات أمام المؤسسات المعنية مباشرة أو المتهمة بالفساد، مثل شركات الكهرباء أو وزارة المالية، أو غيرها من المؤسسات والشركات، وكذلك أمام منازل المسئولين ومنهم رئيس الحكومة المكلف حسان دياب.

وألمح عيسى إلى أن ثمة مطلبا آخر الآن، وهو سحب التكليف الشعبي من المجلس النيابي الحالي.

اليوم أعلن الثوار عن أسبوع الغضب، الكلام لا يزال على لسان المحلل اللبناني، والذي أكد عن تصاعد التحركات على الأرض.

وتوقع عيسى تحركات حاشدة سيشهدها الشارع اللبناني، ومن ثم رأينا اليوم محاولات لقمع الثورة اللبنانية، بالإضافة إلى محاولات خرق صفوف الثورة عن طريق مندسين بأحزاب السلطة في محاولة لحرف الثورة عن مسارها.

وفي الساعات الأخيرة، كانت لبنان على موجة ثورية جديدة، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع، في حين اندلعت مواجهات بين قوى الأمن والمحتجين.