رئيس التحرير: عادل صبري 09:55 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أوروبا في مواجهة طهران.. ما مصير الاتفاق النووي الإيراني؟

أوروبا في مواجهة طهران.. ما مصير الاتفاق النووي الإيراني؟

العرب والعالم

الرئيس الإيراني حسن روحاني

بسبب آلية فض النزاع..

أوروبا في مواجهة طهران.. ما مصير الاتفاق النووي الإيراني؟

أيمن الأمين 16 يناير 2020 12:44

بات الاتفاق النووي الإيراني محط أنظار الجميع، فبالرغم من الصدامات الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، دخلت أوروبا على خط الأزمة النووية الإيرانية.

 

دخول أوروبا في هذا التوقيت أغضب إدارة طهران، والتي بدورها هاجمت الموقف الأوروبي بشأن موقف الأخيرة من ملفها النووي، على خلفية تفعيل الاتحاد الأوروبي آلية فض النزاع.

 

المقترح الأوروبي جاء ردا على خفض طهران التزاماتها النووية، والتي أعلنت عنه طهران في الأيام الأخيرة.

 

مراقبون يرون أن الاتفاق النووي يمر بمرحلة خطيرة، مؤكدين أن أوروبا تتهرب من اتفاقاتها مع طهران، لذلك أعلنت عن آلية فض النزاع.

 

 

الخارجية الفرنسية عبر وزير خارجيتها، جان إيف لودريان، قالت، إن حل أزمة إيران يتمثل في موافقتها على بحث اتفاق جديد موسع وتخفيف الولايات المتحدة العقوبات عليها، في حين أعربت ألمانيا رفضها أي اتفاق جديد.

 

الرد الإيراني جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والذي قال، إنه منذ خروج واشنطن من الاتفاق النووي اكتفى الثلاثي الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بإصدار بيانات عديمة القيمة، مشيرا إلى أن الجانب الأوروبي رضخ للعقوبات الأميركية، مما شكل انتهاكا واضحا لبنود الاتفاق النووي، على حد تعبيره.

 

وفي هذا السياق، اعتبر عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية تفعيل آلية فض النزاع بشأن الاتفاق النووي خيارا خاطئا جاء في توقيت خاطئ.

 

وأكد عراقجي أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي، وأن خطوات خفض الالتزام قابلة للتراجع في حال التزام الطرف الأوروبي بتعهداته. لكنه أوضح أن من حق إيران خفض التزامها بالاتفاق، طالما أن الأطراف الأوروبية لا تلتزم بتعهداتها.

 

 

من جانبه، وفي أحدث تصريحاته بشأن الاتفاق، رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني فكرة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تبديل الاتفاق النووي باتفاق يدعمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محذرا الجنود الأوروبيين في المنطقة، وقال إنهم قد يصبحون في خطر على غرار وضع الجنود الأميركيين.

 

في المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية مع إيران يتمثل في موافقة طهران على بحث اتفاق جديد موسع وتخفيف أميركا العقوبات تدريجيا عليها.

 

وأشار لودريان متحدثا أمام البرلمان الأوروبي قبل يوم إلى أن الجهود التي تبذلها بلاده والشركاء الأوروبيون منذ سبتمبر 2017 للشروع في مفاوضات جديدة تشمل أنشطة إيران النووية بعد 2015 وبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية، مقابل خفض العقوبات الأميركية، هي السبيل الوحيد للمضي قدما.

 

وأضاف الوزير الفرنسي أن الاتفاق النووي الإيراني في خطر بسبب الخروقات المتكررة التي ترتكبها طهران، على حد وصفه.

 

 

في الغضون، قال الأكاديمي والباحث بقضايا الإقليم محمد صالح صدقيان إن الخطوة الأوروبية الأخيرة التي تريد تفعيل آلية فض النزاع المشمولة في الاتفاق النووي تأتي كتهرب من الدول الأوروبية من التزاماتها تجاه إيران، خصوصا فيما يتعلق بتفعيل الآلية المالية للتبادل التجاري.

 

وأضاف في تصريحات متلفزة، أنه منذ قررت أميركا الانسحاب من الاتفاق النووي وجهت إيران خمس رسائل للدول الأوروبية تطالبها بتحقيق التزاماتها لكن دون جدوى.

 

وتدرك إيران سعي دول بالاتحاد الأوروبي إلى تحويل ملف الاتفاق النووي الإيراني لمجلس الأمن الدولي -حسب قول المتحدث- الذي قال إن هذا أمر خطير بالنسبة لإيران، وتابع أنه منذ توقيع الاتفاق والأوروبيون ينظرون له بأنه اتفاق أمني يؤدي لاستقرار المنطقة، وأميركا تراه اتفاقا يوقف التسلح الإيراني، وكانت تنظر له إيران اقتصاديا بالإضافة للأمني والنووي.

 

وأكد أن إيران تعاملت بمرونة منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق مع الأوروبيين لكنهم لم يتقدموا خطوة واحدة بتفعيل الآلية المالية وغيرها من بنود الاتفاق، بل إن خطوات تنفيذ الاتفاق توقفت مع الانسحاب الأميركي، ومنوها إلى أن إيران تؤكد التزمها بما هو مطلوب منها في حال نفذ الأوروبيون التزاماتهم تجاهها.

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي الخميس، إن بلاده تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بكميات أكبر مما كانت عليه قبل توصلها للاتفاق النووي مع القوى العالمية في 2015.

 

وأضاف روحاني: "نخصب يورانيوم أكثر من قبل التوصل للاتفاق. الضغط زاد على إيران، لكننا نواصل التقدم"، حسبما نقلت "رويترز".

 

 

يذكر أنه في الثامن من مايو من العام الماضي، قررت إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، لكن الملفت أنّ واشنطن تركت الباب مفتوحًا أمام التفاوض مجددًا من أجل التوصل إلى اتفاق جديد يسدّ كل الثغرات التي في اتفاق صيف 2015 والذي يعتبره دونالد ترامب من أسوأ الاتفاقات التي عقدتها الولايات المتحدة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق النووي مع إيران، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، تم التوصل له في يوليو 2015، مع قوى دولية بعد ما يقرب من 20 شهراً من المفاوضات، وقد اعتُبر في حينه انتصاراً كبيراً للدبلوماسية بمنطقة الشرق الأوسط، التي لا تدع الحروب فيها للسياسة مجالاً للتحرك.

 

واتفقت بموجبه إيران والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، وهي المجموعة المعروفة باسم "5 + 1"؛ والاتحاد الأوروبي، على رفع العقوبات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مقابل تفكيك طهران برنامجها النووي.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان