فيما تشبه حركة تمرد عسكرية مسلحة، احتدت الأحداث في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الثلاثاء، إثر تبادل لإطلاق النار بين المخابرات والشرطة العسكرية في ثلاثة مواقع بالخرطوم.
التفاصيل كشفتها مصادر سودانية قائلةً إنّ قوات تابعة لهيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات أطلقوا الرصاص في الهواء خلال الساعات الماضية؛ احتجاجًا على عدم تسلم عدد منهم حقوق نهاية الخدمة كاملة.
وأضافت المصادر التي نقلت تصريحاتها وسائل إعلام محلية لكنّها لم تسمها، أنّ قوات هيئة العمليات تم تخييرهم في وقت سابق بين الانضمام إلى هيئة الاستخبارات في الجيش أو الدعم السريع، أو الإحالة إلى التقاعد.
خروج سلاح المُدرعات والتمركُز أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية
— Sawsan M.Sinada (@SawsanMustafaS) January 14, 2020
واتسعت الاشتباكات لتشمل مقر الدائرة السياسية موقف شندي.
وإغلاق مطار الخرطوم الرحلات القادمة والمغادرة مؤقتا
وبيان مهم من الناطق الرسمي بإسم جهاز المخابرات العامة بعد قليل . pic.twitter.com/ApdY5JIIT2
وفيما فضَّلت الغالبية العظمى من هذه العناصر الإحالة إلى التقاعد والحصول على حقوق نهاية الخدمة، ومع تسلٌّم عدد من الجنود حقوقهم، إلا أن عناصر في معسكرات الرياض وكافوري وسوبا، وهي مقار تابعة لهيئة العمليات بالخرطوم، أطلقوا النار في الهواء بكثافة، وأكّدوا أنّهم لن يستلموا حقوقهم؛ لأنها ضعيفة، وطالبوا بالمبلغ كاملًا.
وفيما لم يتم الإعلان عن سقوط ضحايا جرّاء هذه الأحداث، فقد انتشرت قوات الجيش في أغلب مناطق العاصمة الخرطوم من أجل ضبط الأوضاع في البلاد، كما تقرَّر تعليق جميع الرحلات بمطار الخرطوم بشكل مؤقت.
وتوجّه رتلٌ من القوات المسلحة إلى المقر الرئيسي لهيئة العمليات في حي الرياض بالخرطوم، فيما تتركز قوات من الدعم السريع بالقرب من مطار العاصمة، مع انتشار موسع لدبابات وعربات مدرعة حول مقر القيادة العامة للجيش.
طيران الجيش يحلق فوق سماء #الخرطوم pic.twitter.com/GA5u3dSilY
— Dr.abdullah (@drabdullahmj89) January 14, 2020
رسميًّا، تحدَّث الجيش السوداني عن أنّ هذه الأحداث تُمثل حالة تمرد وفوضى من جانب عناصر في جهاز المخابرات وهي ما تتطلب حسمًا فوريًّا.
وصرّح الناطق باسم الجيش العميد ركن عامر محمد الحسن بأنَّ جميع الخيارات مفتوحة لحسم الفوضى، كاشفًا عن تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم لوضع حد لها، وقال: "ترفض القوات المسلحة السلوك المشين الذي قامت به قوى تابعة لجهاز المخابرات العامة اليوم، بعد احتجاجها على ضعف استحقاقاتها المالية".
في المقابل، أكّد أحد عناصر هيئة العمليات أنَّ هدفهم هو إسماع صوتهم للحكومة بغرض تسوية مستحقاتهم المالية.
#الخرطوم #السودان تحرك مدفعيات و دبابات pic.twitter.com/LDeITi4y1m
— P_psii (@p_psii) January 14, 2020
من جانبه، أصدر تجمع المهنيين السودانيين نداءً عاجلاً لأجهزة الدولة من أجل التدخل الفوري، بعد سماع دوي إطلاق نار من مباني جهاز الأمن والمخابرات العامة.
وقال التجمع في بيانٍ اطلع عليه "مصر العربية": "سكان أحياء كافوري الرياض بحي المطار وعدد من الأحياء بالخرطوم، هلعوا بأصوات ذخيرة حية من مباني جهاز الأمن والمخابرات العامة، وما زالت أصوات الرصاص متواصلة مع قفل للشوارع المؤدية إلى تلك المناطق".