رئيس التحرير: عادل صبري 02:34 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

العراق يدفع الثمن.. «بلاد الرافدين» مسرح لحرب محتملة بين أمريكا وإيران

العراق يدفع الثمن.. «بلاد الرافدين» مسرح لحرب محتملة بين أمريكا وإيران

العرب والعالم

حرب محتملة بين أمريكا وإيران

العراق يدفع الثمن.. «بلاد الرافدين» مسرح لحرب محتملة بين أمريكا وإيران

محمد عبد الغني 06 يناير 2020 12:15



تداعيات كثيرة وتطورات ربما ستدخل المنطقة في نفق مظلم أكثر بمراحل مما هي عليه الآن، وذلك على وقع مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في ضربة أمريكية على أرض العراق.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت صباح الجمعة الماضية، أنها نفذت ضربة بالقرب من مطار بغداد، قتل فيها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى قيادات في الحشد الشعبي العراقي على رأسهم أبو مهدي المهندس، بينما قالت طهران إنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال.

مقتل سليماني يأتي في ظل الأجواء المتوترة بين أمريكا وإيران دفعت واشنطن إلى فرض عقوبات صارمة على طهران، والتلويح من وقت لآخر بشن هجمات عنيفة من كلا الطرفين.



العراق يدفع الثمن

لكن ما حدث من تطورات واختيار أمريكا لتوجيه ضربه شديدة لإيران على أرض العراق، بالتأكيد سيزيد من غليان الوضع داخل البلد الذي لم يهدأ منذ سنوات، وكان آخرها الاحتجاجات التي ملأت البلاد عن بكرة أبيها راح ضحيتها المئات وآلاف المصابين.

عملية مقتل سليماني سبقتها بوادر أزمة خانقة في العراق، منذ شنت مقاتلات أمريكية، غارات على قواعد قالت واشنطن، إنها تابعة لكتائب حزب الله في العراق، غرب البلاد قبل أيام وتحديد في 29 ديسمبر المنقضي.


استهدفت طهران مواقع لكتائب حزب الله العراقي وأسفرت عن مقتل 25 عضوا في الكتائب التي تشكل جزءا من قوات الحشد الشعبي التابعة للقوات المسلحة العراقية.
 

وصف مراقبون ما حدث وقتها بأنها مرحلة جديدة من مراحل الاشتباك بين واشنطن وطهران فوق الأراضي العراقية، متوقعين أن القادم أسوأ.


لم يمضي سوى يومين، حتى أضرم محتجون النار داخل السفارة الأمريكية، في المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، كما أحرقوا أبراج الحراسة في مقرها، أجبر طاقم السفارة إلى مغادرة بغداد على الفور.

صراع على أرض العراق
 

حرب التصريحات والتهديدات لا تتوقف بين واشنطن وطهران، فقبل أيام توعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالرد بشكل حاسم على إيران في حال عرضت مصالح بلاده في العراق للخطر وجاء تحذير بومبيو بعد سلسلة، هجمات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية بها قوات أمريكية، وطال بعضها أيضا بعثات دبلوماسية للولايات المتحدة.

 

ومن المعلوم أن كل من الولايات المتحدة وإيران، تعدان أكبر قوتين مؤثرتين في صنع السياسة العراقية، ومع كل استحقاق سياسي يجري الحديث دوما، عن معسكرين في العراق، أحدهما مدعوم من قبل طهران، والآخر من قبل واشنطن.

وأخذت التنافس شكلا جديدا وعنيفا الآن في ظل التطورات والتصاعد الأخير وهو ما يثير مخاوف كثيرة من أن يتحول الأمر من منافسة سياسية على الساحة العراقية، إلى مواجهة عسكرية إيرانية أمريكية، تتخذ الأراضي العراقية مسرحا لها.


 

ولا شك أن كل الطرفين يملكون نفوذا قويا داخل البلد المضطرب، واشنطن تمتلك أرضية عريضة ونفوذ بعضه سياسي وبعضه عسكري، منذ لعبهم الدور الرئيسي، في الإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي كان بمثابة عدو لدود لإيران عام 2003،.

ومنذ ذلك الحين عملت إيران على ترسيخ قواعدها وو"حكمها" داخل الساحة العراقية، وعملت على صنع حلفاء داخل العراق، سواء على المستوى السياسي أو على مستوى الميلشيات.

 

وهو بكل تأكيد ما يؤدي بالعراق، إلى أن يدفع ثمن صراع يدور أساسا بين بلدين آخرين على أراضيه.

تهديد أمريكي صريح


النفوذ الإيراني داخل الحكومة العراقية، دفع البرلمان إلى المطالبة برحيل  القوات الأمريكية من بغداد وإنهاء وجود القوات الأجنبية، وهو الأمر الذي رد عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهددا بفرض عقوبات كبيرة على بغداد.

 

وقال الرئيسالأمريكي في تهديده إنه إذا غادرت القوات الأمريكية، فإن بغداد سوف تضطر لأن تدفع لواشنطن تكلفة قاعدة جوية هناك.

 

وأضاف: "لدينا قاعدة جوية باهظة التكلفة بشكل استثنائي هناك. لقد كلفتنا مليارات الدولارات لبنائها، قبل أن أتولى منصبي بوقت طويل. لن نغادر ما لم يدفعوا لنا تكلفتها".




وقال ترامب إنه إذا طلب العراق من القوات الأمريكية الرحيل، دون أن يتم ذلك على أساس ودي، "سوف نفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها من قبل. ستكون العقوبات على إيران شيئا صغيرا بالنسبة لها".
 

وختاما ومع اشتعال الاوضاع، يؤكد مراقبون أن الحل لإبعاد العراق عن حرب لا دخل لها فيها وحتى لا تقع القيادة العراقية ضحية لهذا الصراع بين طهران وواشنطن، فإنه يجب عليها التخفيف من اعتمادها على كلا البلدين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان