رئيس التحرير: عادل صبري 02:37 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في الذكرى الـ68 للاستقلال..هل دخلت ليبيا مرحلة استعمار جديدة؟

في الذكرى الـ68 للاستقلال..هل دخلت ليبيا مرحلة استعمار جديدة؟

العرب والعالم

ذكرى الاستقلال الليبي

في الذكرى الـ68 للاستقلال..هل دخلت ليبيا مرحلة استعمار جديدة؟

أحمد جدوع 25 ديسمبر 2019 21:10

 في ذكرى الاستقلال لا هدوء ولا استقرار..هكذا الوضع في ليبيا في ظل أزمة داخلية تعصف بالبلاد وتدخلات وأطماع خارجية في بلد يحيي ذكرى استقلاله الثامنه والستين وسط انقسام وصراع أمده طويل.

 

وفي شهر ديسمبر من العام واحد وخمسون أعلن الملك المؤسس إدريس السنوسي استقلال البلاد لتصبح ليبيا المملكة الليبية المتحدة بعد كفاح طويل ضد الاحتلال الإيطالي.

 

وشهدت سنوات الحكم الملكي الثمانية عشر تطورا ملحوظاً على كافة المستويات؛ كما شهدت ليبيا حراكا سياسياً متنامياً تميز بإرساء دولة القانون.

 

حرب الأجندات

 

وتتزامن مع ذكرى الاستقلال الليبي هذا العام خوض الجيش الوطني والثوار حربًا لا نظير لها للدفاع عن العاصمة الليبية طرابلس في وجه غزو مسلح مدعوم بتدخل أجندات عدة من الخارج.

 

 ومنذ 4 أبريل الماضي، تشهد طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وكذلك محيطها، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات اللواء المتقاعد بالجيش خليفة حفتر هجوما للسيطرة عليها وسط استنفار لقوات "الوفاق"، وسط تنديد دولي واسع، وفشل متكرر لحفتر، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.

 

 في السياق ذاته، هنأت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا كافة أبناء الشعب الليبي بمناسبة حلول ذكرى استقلال البلاد.

 

فتور أممي

 

وأعربت البعثة الأممية، في تغريدة لها عبر "تويتر"، عن أملها أن "تمثل هذه المناسبة العزيزة على قلوب الليبيين فرصة لإنهاء الاقتتال الدائر والتعامل بمسؤولية مع جهود البعثة الرامية لرأب الصدع والعودة للعملية السياسية وتغليب مصلحة الوطن والمواطنين".

 

ومنذ سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي عام 2011 لم تشهد البلاد أي استقرار، في ظل الصراع المستمر على السلطة والانقسام السياسي والأمني والذي تغذيه أطراف إقليمية ودولية طامعة في ثروات ليبية النفطية.

 

وكانت السلطات الليبية قد حذرت في بداية عملية حفتر العسكرية في يوليو 2019 من الصمت الدولي على جرائم اللواء المتقاعد والداعمين له من القوى الإقليمية والدولية ضاربين بالقرار الأمي المتعلق بحظر السلاح عرض الحائط.

 

تغذية للصراع

 

 وكانت حكومة الوفاق قد تحدثت عن معدات وآليات عسكرية إماراتية دخلت للبلاد بتواريخ حديثة كنوع من أنواع الدعم العسكري لحفتر من أجل دخول العاصمة الليبية طرابلس والسيطرة عليها.

 

ودخلت تركيا على خط الدعم العسكري بالسلاح لقوات حكومة الوفاق الليبية في مواجهة صد عدوان حفتر على العاصمة، وقدمت عشرات المركبات المدرعة من طراز "بي إم.سي كيربي" تركية الصنع، في مايو من العام الجاري، للحكومة المعترف بها دولياً.

 

وأجهضت عملية حفتر الهجومية على طرابلس مساعي الأمم المتحدة لعقد حوار بين الليبين في إطار خارطة طريق تم رسمها لنزع فتيل الأزمة بين الفرقاء السياسيين.

 

مشهد معقد

 

 ويرى مراقبون أن المشهد الليبي يزداد تعقيدا بعد الهجوم الذي يقوده حفتر، كما أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على أي جهود أممية رامية لحلحلة الأزمة مستقبلا.

 

بدوره قال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصص في الشأن الليبي كامل عبد الله، إن ذكرى الاستقلال هذا العام جاءت لتؤكد للعالم أن ليبيا مازالت محتلة والاستعمار لم يعد دولة واحدة كما كان في السابق وإنما أصبح مجموعة من الدول الإقليمية والدولية الطامعة في ثروات البلاد.

                                                            

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ليبيا تنتقل من جولة حرب لأخرى بتأييد دولي وإقليمي، مشيراً أن ذلك مقصود من أجل مزيد من التفكك والانقسام في البلد الغني بالنفط.

 

مطامع دولية

 

وأوضح أن الصمت الدولي لما يحدث في ليبيا هو ضوء أخضر لمزيد من العنف لتعميق الحرب الأهلية التي ستكون بيئة تجارب سياسية واقتصادية لقوى إقليمية ودولية.

 

وأكد أن الساحة الليبية أصبحت ملعب سياسي لاستعراض القوى بين بعض الدول، وكذلك سوق كبير لتوريد السلاح خاص بعدما هدأت بعض الشئ سوق السلاح الكبيرة في اليمن وسوريا والعراق وفي النهاية الشعوب وحدها هى من تدفع الثمن.

 

 وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستقود عمليات مفاوضات سياسية بين جميع الأطراف من مطلع العام المقبل، لكنه توقع فشلها في ظل استمرار تعذية الصراعات من قبل بعض القوى الدولية والإقليمية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان