رئيس التحرير: عادل صبري 10:14 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تزامنًا مع احتجاجات لبنان.. هل ينجح مرشح حزب الله في اختبار تشكيل الحكومة؟

تزامنًا مع احتجاجات لبنان.. هل ينجح مرشح حزب الله في اختبار تشكيل الحكومة؟

العرب والعالم

الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف حسان دياب

تزامنًا مع احتجاجات لبنان.. هل ينجح مرشح حزب الله في اختبار تشكيل الحكومة؟

أحمد جدوع 23 ديسمبر 2019 20:34

تزامنًا مع استمرار المظاهرات في لبنان الذي يشهد أوضاعًا اقتصادية مزرية، بدأ رئيس الحكومة المكلف حسان دياب مشاوراته مع القوى السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة.. فهل ينجح في ذلك؟

 

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد كلّف وزير التربية السابق والأستاذ الجامعي دياب (60 عامًا) تشكيل حكومة جديدة إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد نواب حزب الله وحلفائهم.

 

فيما حجب أبرز ممثلي الطائفة السنية التي ينتمي إليها، أصواتهم عن دياب، في مقدمهم كتلة الحريري، الذي استقال قبل ثمانية أسابيع على وقع احتجاجات غاضبة من الطبقة السياسية.

 

بداية أزمة

 

اختيار عون لدياب لتشكيل الحكومة الجديدة لا يعني انتهاء أزمة لبنان، وإنما يمكن القول إنها بدأت خاصة أن هذا البلد متعدد في طوائفه وإنهاء تشكيل حكومة يحتاج لشهور إن لم يكن عام حتى يتم التوافق عليها.

 

وقوبلت تسمية دياب بموجة احتجاجات عارمة من قِبل أنصار سعد الحريري الذي قدَّم استقالته إثر المظاهرات، وقد اندلعت الكثير من أعمال الشغب الجمعة الماضية في طرقٍ رئيسية ببيروت.

 

ويرى مراقبون أن فرصة دياب في تشكيل حكومة جديدة ستكون صعبة للغاية، خاصة مع تدهور اقتصادي متسارع تزامنًا مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ منتصف أكتوبر الماضي.

 

انقسام مجتمعي

 

كما أن مسألة التوافق بين القوى السياسية والمحاصصة أمر سيعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى ربط المجتمع الدولي دعمه إلى لبنان بتشكيل حكومة قادرة على الخروج بلبنان من أزماته المختلفة، وعلى رأسها تحقيق حياة أفضل للشعب اللبناني.

 

بدورها قالت الكاتبة اللبنانية فاطمة حوحو، إنّه على الرغم من محاولات الرئيس المكلف إعطاء أجواء إيجابية عن تشكيل سريع للحكومة إلا أنّ هناك صعوبات جدية في تحقيق الأمر نتيجة استمرار التحركات الشعبية في الشارع .

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الثوار بدأوا يعدون العدة لخطة جديدة لمواجهة قوى السلطة التي تعمل على تقسيم الشارع تحت عنوان تمثيل الحراك الشعبي في الحكومة.

 

صعوبة التوافق

 

وأوضحت أنّ حياة حسان  دياب العملية وما يمثّله دياب سياسيًا منذ إدخاله المعترك السياسي بحكومة اللون الواحد وإبقاء اسمه مكتومًا لدى حزب الله والتيار الوطني الحر لأكثر من أسبوع ثمّ إنزاله، فجأة وبالوقت المناسب والآن وفي أحاديثه ولقاءاته يكرر أنّه من الحراك ويسعى لتطبيق ما يطلبونه كل ذلك يتطلب الحذر منه.

 

فيما قال الباحث قال الباحث السياسي في المركز العربي الإفريقي للدراسات محمود كمال: إن تكليف حسان دياب لتشكيل حكومة لبنانية جددية من قبل الرئيس ميشال عون اختيار خاطئ وقد يرجع لبنان إلى الوراء عشرات السنوات.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن عون هو أحد أذرع إيران في المنطقة بالإضافة إلى بالطبع إلى حزب الله الذي يسيطر بشكل كبير على مفاصل لبنان عسكريًا وسياسيًا والآن هو يريد الاستحواذ على الحكومة وهذا أمر مستحيل وذلك لطبيعة التركيبة اللبنانية.

 

إثارة القلاقل

 

وأوضح أن عون لا يريد حل سياسي ولا حل لأزمة الحراك الموجود في الشارع، حيث إن اختياره لهذه الشخصية تحديدًا تشير إلى أنه يريد أن تعم الفوضى في بلد متعدد الطوائف مثل لبنان، كما أنّ الشارع اللبناني الملتهب بالفعل لا يوافق على دياب، وبالتالي لابدّ من إعادة النظر قبل فوات الآوان.

 

وأشار إلى أن حديث إيران عن قرب اكتمال ما تسميه بالهلال الشيعي في المنطقة تقصد به دول سوريا والعراق واليمن ولبنان الأخيرة وهذا ما يتم الإعداد له الآن، مؤكدًا أنّ طهران دفعت المليارات لإثارة القلاقل بالمنطقة العربية من أجل مشروعها الصفوي لإحياء الإمبراطورية الفارسية بغطاء شيعي.

 

وأكد أنّ إيران زرعت الفتن في سوريا حتى دمرتها وقبلها العراق ثم اليمن وجاء الدور على لبنان، مشيرًا إلى أن شعوب هذه الدول وحدهم هم من يدفعون الثمن من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

 

ويشهد لبنان احتجاجات شعبية بدأت في كثير من المحافظات بدأت في أكتوبر الماضي، وذلك ضد الفساد السياسي والحكومي في لبنان، وكذلك ضد المحاصصة والطائفية المقيتة كما يصفها المحتجين.

 

 وتحذر العديد من المنظمات الدولية والأهلية من آثار استمرار الاحتجاجات، حيث بات 50 بالمائة من الأسر اللبنانية تعيش تحت خط الفقر لأسباب عددية منها أن حوالي 60 ألف لبناني حصلوا على نصف مرتباتهم منذ بدء الاحتجاجات وذلك بحسب تقارير اقتصادية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان