انتشرت حملة إلكترونية للتضامن مع معتقلي الرأي في السعودية، وخصوصًا المعتقلين المضربين عن الطعام، احتجاجًا على الانتهاكات التي تمارس بحقهم.
وجاءت الحملة استجابة لرسالة أحد الناشطين، بعد أن كشف حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر"، الأحد، أن 3 من سجناء الرأي البارزين في السعودية، قرروا الإضراب عن الطعام .
???? نعلن تأييدنا لحراك معتقلي الرأي بالإضراب عن الطعام، ونؤكد أن لا بديل عن الحرية التامة والإفراج الفوري وغير المشروط عن كل من #خالد_العمير و #وليد_أبوالخير و #رائف_بدوي وجميع معتقلي الرأي.
— معتقلي الرأي (@m3takl) December 22, 2019
#إضراب_سجناء_الرأي pic.twitter.com/N1fQUR6jml
وأوضح الحساب أنّ "الناشط خالد العمير شرع في الإضراب عن الطعام اعتبارًا من يوم الأحد وحتى الإفراج عنه" ليصبح بذلك ثالث معتقل يضرب عن الطعام بعد المحامي وليد أبو الخير والناشط رائف بدوي.
???? هام
— معتقلي الرأي (@m3takl) December 22, 2019
ندعو الجميع للمشاركة بالتغريد بوسم #إضراب_سجناء_الرأي، وذلك لدعم معتقلي الرأي الذين شرعوا في إضراب عن الطعام لأجل المطالبة بالإفراج عنهم، ولإيصال صوتهم إلى الجميع وكشف انتهاكات السلطات ضدهم. pic.twitter.com/xNfvqA7ncO
وكانت السلطات السعودية قبضت على العمير عام 2009، أثناء تجمع في أحد شوارع العاصمة الرياض، لبدء مسيرة احتجاج ضد الحرب على قطاع غزة الفلسطيني آنذاك.
وقال العمير، في رسالة نشرها الحساب، إنه قرر الإضراب "احتجاجًا على تجاوز فترة الاعتقال التعسفي للمدة القانونية"، وشدد في رسالته على رفضه "الإذعان لقانون مكافحة الإرهاب".
وطلب في رسالته "مقابلة مندوب حقوقي أممي بشكل فوري". داعيا "جميع معتقلي الرأي" إلى المشاركة في الإضراب ورفض الانتهاكات ضدهم"، مؤكدا: "هذا هو السبيل الوحيد للحصول على الحقوق".
????عاجل
— معتقلي الرأي (@m3takl) December 22, 2019
الناشط #خالد_العمير يشرع في إضراب عن الطعام اعتباراً من اليوم الأحد 22 ديسمبر وحتى الإفراج عنه، احتجاجاً على تجاوز فترة اعتقاله التعسفي المدة القانونية، و يؤكد رفضه الإذعان لقانون مكافحة الإرهاب الجائر، ويطلب مقابلة مندوب حقوقي أممي بشكل فوري.#إضراب_سجناء_الرأي pic.twitter.com/zRnMNjIdAr
وأشار حساب "معتقلي الرأي" إلى أن المحامي وليد أبو الخير والناشط رائف بدوي دخلا في إضراب مفتوح عن الطعام، يوم 11 ديسمبر الماضي، "احتجاجا على وضعهما في العزل الانفرادي بالحراسات المشددة".
وقالت منظمة "القسط" لحقوق الإنسان، في الأول من ديسمبر، أن الناشط السعودي المعارض، وليد أبو الخير أضرب عن الطعام، بعد أن تعرض لعدد من العقوبات خلال الأيام الماضية، منها عقوبات في الشمس وسحب كتبه ومداهمته في الليل وسحب فراشه دون معرفة الأسباب.
علمت القسط أن السلطات السعودية نقلت الناشط الحقوقي #وليد_أبوالخير إلى الحراسات المشددة دون معرفة الأسباب وذلك منذ يوم الثلاثاء 26 نوفمبر، كما نقلت الناشط الحقوقي #عبدالعزيز_الشبيلي من سجن عنيزة الجنائي الى الحراسات المشددة في سجن بريدة الجنائي منذ الخميس الموافق 7 نوفمبر 2019. pic.twitter.com/FKPXrciyzF
— القسط لحقوق الإنسان (@ALQST_ORG) November 30, 2019
وكان القضاء السعودي أمر عام 2014، بسجن رائف بدوي، مؤسس موقع "الليبراليون السعوديون" الإلكتروني، لمدة 10 أعوام، وجلده 1000 جلدة، لـ"معارضته القيم الإسلامية، والسخرية من القيم الدينية"، كما وجهت له اتهامات من بينها جرائم إلكترونية وعقوق والده وهو أمر يجرمه القانون في السعودية. وطالب الادعاء بمحاكمته بتهمة الردة التي يعاقب عليها القانون السعودي بالإعدام لكن القاضي رفض تلك التهمة.
يُذكر أن وليد أبو الخير ناشط حقوقي ومحام بارز قام بالدفاع عن المعارضين السياسيين لسنوات، وتعرض للاعتقال عام 2014 بسبب تصريحاته في وسائل الإعلام وانتقاداته المتكررة لسجل السعودية الحقوقي السيئ إضافة إلى تأسيسه لـ"مرصد حقوق الإنسان السعودي" والذي قامت السلطات بإغلاقه ومطاردة نشاطاته.
وحكمت المحكمة الجزائية المختصة، وهي محكمة مخصصة للإرهاب، على أبو الخير بالسجن 15 عاماً وبالمنع من السفر 15 عاماً أخرى، إضافة إلى غرامة مالية تقدر بـ200 ألف ريال سعودي (ما يعادل 53 ألف دولار أمريكي).
ودانت المحكمة أبو الخير بست تهم هي: "السعي لنزع الولاية الشرعية"، و"الإساءة للنظام العام في الدولة ومسئوليها"، إضافة إلى "تأليب الرأي العام وانتقاص السلطة القضائية وإهانتها"، و"تشويه سمعة المملكة في الخارج باستعداء المنظمات الحقوقية الدولية وإصدار تصريحات مرسلة تضر بسمعة المملكة وتحرض عليها وتنفر منها"، و"تأسيس منظمة غير مرخص لها"، ومخالفة "نظام مكافحة جرائم المعلوماتية" السعودي.
وشهدت المملكة خلال العامين الأخيرين، اعتقال مئات من العلماء والنشطاء والحقوقيين، الذين حاولوا -فيما يبدو- التعبير عن رأيهم ومعارضة ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.
ويشار إلى أن السلطات السعودية لا تفصح عن أعداد سجناء الرأي لديها، ولا تسمح للمؤسسات الحقوقية بزيارتهم أو الإطلاع على أوضاعهم، وفق منظمات حقوقية.
ومن بين أبرز المعتقلين الداعية سلمان العودة، الذي غيبته السجون منذ 10 سبتمبر 2017، بعد أن اعتقلته السلطات السعودية تعسفياً، ووضع في زنزانة انفرادية، ووُجهت إليه 37 تهمة خلال جلسة عقدتها المحكمة الجزائية المتخصّصة في العاصمة الرياض، سابقاً، ويحاكم في جلسات سرية متتالية.
وبدأت الحملة الإلكترونية في الانتشار للتضامن مع المعتقلين، عبر وسم #إضراب_سجناء_الرأي ، في وقت تتحدث فيه منظمات دولية وناشطون عن انتهاكات كبيرة يتعرض لها المئات من المعتقلين لدى سلطات المملكة.
وتكافح السعودية للتغلب على انتقادات دولية شديدة لسجلها في حقوق الإنسان، ومن ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي، العام الماضي، والقبض على ناشطات مدافعات عن حقوق النساء، وحرب اليمن المدمرة.
ورغم أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، تحدث عن انفتاح اقتصادي واجتماعي في المملكة، إلا أن السلطات نفذت عدة حملات اعتقال خلال السنوات الثلاث الأخيرة طالت مئات المنتقدين، في مسعى تسارعت وتيرته في سبتمبر 2017 باعتقال عدد من رجال الدين الإسلامي البارزين، الذين يحتمل أن يواجه بعضهم عقوبة الإعدام.
وفي حملة أخرى جرت في نوفمبرمن العام نفسه، اعتقلت السلطات عددا من الأمراء وكبار رجال الأعمال والمسئولين تحت دعاوى الفساد.
???? حملة #اعتقالات_نوفمبر طالت نحو 10 من المدونين والصحفيين و رواد الأعمال و بينهم صحفيتان.
— معتقلي الرأي (@m3takl) November 25, 2019
جميع أولئك توقفوا منذ فترة طويلة عن النشاط الحقوقي والكتابة السياسية، لكن من الواضح أن السلطات ماضية في محاسبة الجميع حتى على التعبير عن الرأي قبل سنوات. pic.twitter.com/Df088tD7OS
???? هام
— معتقلي الرأي (@m3takl) November 25, 2019
10 أشخاص هم من تم التحقق من اعتقالهم في حملة #اعتقالات_نوفمبر حتى الآن:
الصحفية #مها_الرفيدي
الصحفية #زانة_الشهري
الصحفي #بدر_الراشد
الكاتب #عبدالمجيد_سعود_البلوي
الكاتب #سليمان_الناصر
المدون #وعد_المحيا
المدون #فؤاد_الفرحان
المدون #عبدالعزيز_الحيص
المدون م.ف.
المدون ع.ش.
وفي منتصف 2018، ألقت السلطات القبض على أكثر من عشر نساء من الناشطات الحقوقيات، في وقت رفعت فيه الرياض الحظر عن قيادة النساء للسيارات، وفي أبريل الماضي، اعتقلت ثمانية أشخاص لتعبيرهم عن تضامنهم مع الناشطات المحتجزات.
وفي نوفمبر الماضي كشف الحساب المهتم بشئون المعتقلين السعوديين، عن شن السلطات في المملكة حملة اعتقالات واسعة في أوساط الأكاديميين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق عليها وسم "#اعتقالات_نوفمبر" وبعد 10 أيام أعلنت السلطات الإفراج عنهم بعد التحقيق معهم، وكان لافتا أن هذه الحملة، التي عرفت باسم "اعتقالات نوفمبر"، كان جميع ضحاياها مبتعدين بشكل كامل عن الحديث في الشأن السياسي.
????عاجل:
— معتقلي الرأي (@m3takl) December 2, 2019
تأكد لنا أن السلطات السعودية أفرجت عن بقية معتقلي حملة #اعتقالات_نوفمبر وهم:
- الصحفية #مها_الرفيدي
- الصحفية #زانة_الشهري
- الكاتب #عبدالمجيد_سعود البلوي
وذلك بعد انتهاء التحقيقات معهم.
ومنذ نحو عامين ونصف، تحاكم السلطات السعودية عديد الناشطين المعتقلين، إلا أنها لا تزال تؤجل جلسات الحكم عليهم.