رئيس التحرير: عادل صبري 05:17 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

حجر عثرة أمام خططه.. اليمين الإسرائيلي يسعى للإطاحة بملك الأردن

الأهداف والطريقة..

حجر عثرة أمام خططه.. اليمين الإسرائيلي يسعى للإطاحة بملك الأردن

إنجي الخولي 23 ديسمبر 2019 03:34


يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت في تنفيذ خطط كبيرة خاصة بالأردن، تستلزم إزاحة الحجرة العثرة- الملك عبدالله الثاني- من المعادلة، مع انتشار عددًا من المقالات لكتاب من اليمين ورجال دعاية لدولة الاحتلال تلمح إلى إسقاط العائلة الهاشمية المالكة وتجسيد حلم أن الأردن هو فلسطين.

 

فالملك عبدالله أثار غضب اليمين الإسرائيلي مع وصفه علاقات بلاده بدولة الاحتلال بأنها "في أسوأ حالاتها" والقرارات التي اتخذها مؤخراً، والتي كان أبرزها إعلانه انتهاء العمل بملحقين في معاهدة السلام، الموقَّعة مع دولة الاحتلال عام 1994، خاصَّين بمنطقتي الباقورة والغمر، إضافة إلى وقوفه أمام رغبة اليهود في تغيير الوضع القائم في الحرم.

 

وخطط اليمين الإسرائيلي ، كشفها الكاتب الإسرائيلي البارز روغل ألفر في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، قال فيه "أن لإسرائيل خططا كبيرة تخص الأردن؛ وهي لا تشمل الملك عبدالله".

 

وأشار الكاتب "إلى عدة مقالات نشرت في الأسبوع الماضي لكتاب من اليمين الإسرائيلي ورجال دعاية النظام في تل أبيب، جميعها طرح مبررات ونتائج متشابهة، وكلها كانت موجهة لهدف واحد، وهو تفجير اتفاق السلام مع الأردن".

وتساءل ألفر: "هل الأمر صدفة؟"، وأكد أن "الأكثر احتمالا؛ أن الخيال المشبوه (الوارد في تلك المقالات) ينبع من تعليمات من ذات الجهة".

 

حلم " الأردن هو فلسطين"

ويرى الكاتب أن "ضم غور الأردن، هو عملية تكتيكية استهدفت ضرب عصفورين بحجر واحد، العمل على ضم الضفة الغربية وإلغاء الاتفاق مع الأردن، والهدف الاستراتيجي هو إسقاط العائلة الهاشمية المالكة، وتجسيد حلم أن الأردن هو فلسطين".

 

وتعهد بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي، الخميس الماضي، بتطبيق السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن بأكملها، وذلك بدعم أمريكي، غير محدود،مشيرا إلى أن جيش الاحتلال مستمر في قوته وبسط سيطرته على المستوطنات، وبأنه سيعمل على فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن بأسرها، وبأن جيش بلاده يعمل على مواجهة من يرغب إعادتهم إلى خطوط حدود 1967.

 

وأكد الكاتب الإسرائيلي في مقاله: "أن هذا الحلم يشارك فيه جميع اليمين الإسرائيلي، سواء كان يمين بيبيا (بنيامين نتنياهو) أو كان يفضل بديل آخر مثل جدعون ساعر؛ المؤيد المتحمس لفكرة أن الأردن هو فلسطين".

 

وقال أن "اليمين يكره الملك عبدالله ويتحدث عنه وكأنه يتحدث عن عبد يحاول التحرر من العبودية، وبعتبرونه عربي وقح تجرأ على رفع رأسه".

 

وبحسب اليمين الإسرائيلي، فإن "الهاشميين تم تتويجهم كملوك بشكل مصطنع من قبل البريطانيين، وبناء على ذلك فإن حكمهم غير شرعي"، وفق ألفر الذي أضاف: "الأنا العنصرية لليمين تثور وتغضب على شخص يثق بنفسه، وهو الملك عبدالله".

 

وأوضح أن اليمين يرى أن عبدالله لا يمكنه الوقوف أمام خططهم قائلا"من الذي سيتجرأ على معارضة ضم الغور من قبل إسرائيل؟ فهي التي تمسكه من نقطة ضعفه، واستمرار حكمه يعتمد عليها وعلى فضلها، وإذا تجرأ على فتح فمه حول الغور فإن إسرائيل ستغلق له صنبور المياه".

 

وأشار إلى أن الهدف "هو إهانة الملك وإخراجه عن طوره، حتى يؤجل أو يلغي اتفاق السلام، وحينها يمكن العمل على إزاحته عن الحكم"، متابعا:" أن اليمين الإسرائيلي يأمل في حدوث ربيع أردني، وانتفاضة ومظاهرات احتجاج حتى تنفيذ انقلاب في الحكم".

 

"عندما يتم طرد الملك عبدالله بشكل مخجل، سيكون بالإمكان استكمال ضم الضفة الغربية وإقامة الكونفدرالية بين السلطة الفلسطينية والأردن الفلسطيني" بحسب الكاتب الذي تابع قائلا:"الفلسطينيون في الضفة سيحصلون على حقوق سياسية في الأردن بالطبع، وليس في إسرائيل؛ وهذه هي الخطة، والملك عبد الله يشوش عليها، وأيضا اتفاق السلام يشوش عليها؛ لذلك سيتم إزاحتهما عن الطريق".

 

وكان الكاتب الإسرائيلي مردخاي نيسان قد نشر دراسته مطولة على موقع "ميدا" الإخباري تزعم أن "الحل المستقبلي للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية في الأردن، في ظل التطلعات الفلسطينية في الضفة الغربية نحو الحدود الشرقية مع المملكة الهاشمية، ووجود صلات عائلية تسكن هناك منذ عشرات السنين".

 

وأدعى الكاتب الإسرائيلي "ان هذه الدولة الواعدة ستحظى بدعم إقليمي ودولي كبير وسخي، وسيتم إقامة مدن جديدة".

وإضافة إلى غور الأردن ، يرى الكاتب روغل ألفر في مقاله" أن اليمين الإسرائيلي "منزعج" من الملك بسبب المسجد الأقصى المبارك"، مشيرا إلى أن كتاب اليمين يتناولون في "مقالات أخرى في رغبة اليهود في تغيير الوضع القائم في الحرم، وطلب السماح لليهود بالحد الأدنى بالوصول بحرية من أجل الصلاة فيه".

 

وأشار إلى أن "الحد الأعلى بالنسبة لليمين، هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه، وما تقوم به دائرة الأوقاف، فهي في نظرهم واثقة من نفسها ووقحة جداً، تزعج اليمين" مؤكد :"هذا سبب آخر لإزاحة من يدعم الأوقاف من الطريق، وهو الملك عبدالله، وإلغاء اتفاق السلام الذي يعترف بمكانة ودور الأردن في الحرم".

 

وبحسب الكاتب الذي نبه أن إلى "اليمين الإسرائيلي يريد تسخين القطاع المقابل للأردن، وأن يملأه بالدم" فإن "قرار الملك عبدالله عدم تجديد اتفاق تأجير أراضي الباقورة والغمر، ربما يكون السبب الذي جعل نتنياهو يعانق الحارس الإسرائيلي الذي قام بقتل المواطنين الأردنيين".

 

وأختتم ألفر مقاله قائلا:"أن إزاحة الملك عبدالله، هي المفتاح من ناحية اليمين الإسرائيلي من أجل ضم الضفة بدون ضم ملايين الفلسطينيين الذين لا توجد لهم حقوق".

 

 

حملة لـ"اللوبي الصهيوني"

ومن جانبه، قال رئيس لجنة فلسطين النيابية في مجلس النواب الأردني، النائب يحيى السعود، أن الملك عبدالله الثاني يتعرض لحملة تحريضية يقودها "اللوبي الصهيوني".

 

وأكد السعود، في تصريح لصحيفة "الخليج أونلاين"، أن الملك الأردني يقف في وجه الولايات المتحدة، وأمام العدوان والسلطنة الصهيونية العالمية، لذلك يتعرض في كل دقيقة لإساءات من قبل اليمين الإسرائيلي".

وأكد السعود: "الملك عبدالله  له شرعية دينية وتاريخية ومهما حاول اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف الإساءة له فلن ينالوا من الأردن شعباً وحكومة".

 

ووصف النائب الأردني العلاقات الأردنية الإسرائيلية بأنها "سيئة للغاية"، عن سبب عدم صدور موقف من الخارجية الأردنية حول ما يتعرض له الملك، أوضح السعود " أن القيادة الأردنية لا تلتفت للتفاهات القادمة من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلي".

 

وفي تعليقه على المقال، قال الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، في تغريدة له على موقع "تويتر": "حبذا لو اطلع الملك عبدالله على مقال ألفر اليوم في هآرتس، الذي حذر فيه من أن إسرائيل تمهد حاليا لإسقاط نظام الحكم الملكي في عمان ليكون الأردن الدولة الفلسطينية".

 

وأشار النعامي إلى "أن خطة إسقاط ملك الأردن، تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى التأثير على تركيبته السكانية، وعلى رأسها ضم غور الأردن".

 

 

يشار إلى أن السلطات الأردنية، بدأت في 9 نوفمبر الماضي، منع الإسرائيليين من دخول الأراضي الأردنية في الباقورة والغمر التي يطلق عليها الإسرائيليون اسم "نهاراييم"، إثر انتهاء العقد الذي سمح للمزارعين الإسرائيليين بالعمل في تلك الأراضي.

 

كذلك أجرى الجيش الأردني تدريبات غير اعتيادية على حدوده مع دولة الاحتلال في بداية ديسمبر الجاري، تحمل "رسالة سياسية" في ظل التوتر في العلاقات بين عمّان وتل أبيب، وفق القناة "13" الإسرائيلية.

 

وبينت القناة أن الخلافات بين تل أبيب وعمّان وصلت إلى ذروتها خلال فترة وجود رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في سدة الحكم، مشيرة إلى خطورة تدهور العلاقات مع دولة تمتلك دولة الاحتلال معها أطول حدود من بين الدول العربية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان