رئيس التحرير: عادل صبري 10:11 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الخلاف مرشَّح للاستمرار.. ملك المغرب يدعو لـ«صفحة جديدة» وتبون يشترط الاعتذار

الخلاف مرشَّح للاستمرار.. ملك المغرب يدعو لـ«صفحة جديدة» وتبون يشترط الاعتذار

العرب والعالم

الملك محمد السادس وعبدالمجيد تبون

الخلاف مرشَّح للاستمرار.. ملك المغرب يدعو لـ«صفحة جديدة» وتبون يشترط الاعتذار

إنجي الخولي 16 ديسمبر 2019 04:59

مثّلت العلاقات المغربية -الجزائرية والحدود المغلقة بين البلدين المنتميين لوحدة مغاربية غير مفعّلة، أحد المحاور الرئيسية التي علق عليها الرئيس الجزائري الجديد، عبدالمجيد تبون في اليوم الأول له، بعد فوزه بالرئاسة.

 

وقال تبون في مؤتمر صحفي عقب خطابه الأول بعد انتخابه رئيسا للجزائر، تعليقا على الأزمة مع المغرب ومسألة غلق الحدود بين البلدين "الأزمة مع المغرب وإغلاق الحدود لها أسبابها، وزوال العلة يكون بزوال أسبابها".

 

وبعد مرور ثلاثة أيام على اقتراع 12 ديسمبر، دعا ملك المغربي محمد السادس،الأحد، تبون، لـ"فتح صفحة جديدة"

في علاقات البلدين خلال برقية تهنئة بفوزه بالرئاسة الجزائر.

 

وجاء ذلك في البرقية التي أرسلها الملك للرئيس الجزائري المنتخب، ونشرتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية: "يطيب لي أن أعرب لكم عن أصدق التهاني، مقرونة بمتمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية".

 

وأضاف الملك في برقيته "إذ أجدد دعوتي السابقة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين، على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء، أرجو أن تتفضلوا، صاحب الفخامة بقبول أصدق عبارات تقديري".

 

ويطبع التوتر العلاقات بين المغرب والجزائرمنذ عقود ، حيث يمثل النزاع بشأن الصحراء المغربية أحد أكبر المعوقات التي تواجه العلاقات المغربية الجزائرية إذ تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب، كما أن الحدود بين البلدين مغلقة منذ 1994، ويعود آخر لقاء بين زعيمي البلدين إلى 2005.

وسبق لملك المغرب أن وجه أكثر من دعوة لإصلاح العلاقات الثنائية، ففي العام الماضي دعا الى إحداث "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" بين المغرب والجزائر لتحسين العلاقات وتطبيعها بين البلدين، لكن هذه الدعوة لم تلق تجاوبا من الجزائر.

 

والمحادثات حول مصير الصحراء الغربية معطلة منذ عقود رغم أن الأمم المتحدة حاولت إحياءها أخيرا، إلا أن مغادرة الممثل الخاص للأمم المتحدة هورست كولر منصبه في مايو الماضي "لدواع صحية"، من دون تعيين خلف له علق المحادثات.

 

وعلى الرغم من أن تبون، لا يبدوا متحمّسا كثيرا للحديث عن علاقات بلاده الخارجية، مفضلا تركيز الاهتمام على الشأن الداخلي، ومسائل التنمية الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية ، إلا أنه يتوقع أن تتصدّر الخلافات المستعصية مع الجار المغربي حول الحدود المغلقة ونزاع الصحراء، أجندة السياسة الخارجية للرئيس الجزائري المنتخب.

 

وفي سؤال لتبون ،الرجل الوفيّ لتكوينه كمحافظ سابق ووزير في قطاعات داخلية، بعد فوزه بالرئاسة عن أول دولة سيقوم بزيارتها، أوضح بأنه لا يملك فكرة عن ذلك وسيكون خاضعا للأجندة الدولية التي سيكون فيها ممثلا لبلاده في الخارج، ثم انتقل بسرعة للقول إن ما يهمه هو زيارة ولايات الجزائر، بل قُراها واحدة واحدة، على حد تعبيره.

 

والملاحظ أن برنامج تبون، الذي لم يسبق له تمثيل الجزائر في الخارج في محافل دولية أو تولي مهام ذات طابع دبلوماسي في مساره، كان قد قطع على نفسه 54 إلتزاما،ركز اهتمامه على المسائل الداخلية، ولم يركز على السياسة الخارجية للبلاد التي أطاحت بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في احتجاجات شعبية.

 

لكن تبون خلال حملته الانتخابية،وتحت ضغط إعلامي شديد، أعطى بعض الإشارات حول كيفية إدارته للدبلوماسية الجزائرية تجاه العلاقات مع المغرب، التي تعرف جمودا منذ سنوات طويلة .

 

وقال تبون، عند سؤاله في الحملة الانتخابية، عن مستقبل علاقات بلاده مع المغرب، إنه يرفض تحميل الجزائر أي مسئولية بخصوص ملف غلق الحدود .

 

واعتبر أن الاستجابة لمطلب فتح الحدود الذي يكرّره المغرب، يتطلّب اعتذاراً رسمياً مغربيا، حول الاتهام غير الحقيقي الذي وجهته الرباط للجزائر، فيما يخص الاعتداء الإرهابي سنة 1994 الذي طال مدينة مراكش، والذي فرضت على إثره المغرب التأشيرة على الجزائريين وقابلتها الجزائر بغلق الحدود.

 

وتبون بهذه التصريحات بدا محتفظا بنفس المقاربة التي تحكم الدبلوماسية الجزائرية في هذا الملف، إلا أن تصريحه الأخير بشأن فتح الحدود مع زوال العلة  في إشارة منه إلى مطالبته السابقة باعتذار الرباط، قد تعطي أمل لحل الخلاف خاصة وإنه توقف هذه المرة عند الروابط الطيبة التي قال إنها تجمع بين الشعبين الجزائري والمغربي.

 

ويبدو أن خلاف غلق الحدود قابلً للحل مقارنة بمشكلة الصحراء، خصوصاً أن الرئيس الجزائري لا يطالب إلا بالاعتذار عن هذا الاتهام، ولا يرفض الفكرة من أساسها.

 

 

وكانت السلطات المغربية قد فرضت تأشيرة لدخول الجزائريين لأراضيها بعد تفجير استهدف فندق "أطلس أسني" في مرّاكش في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1994 خلّف سبعة وثلاثين قتيلا، أُدين جزائريون ومغاربة بتنفيذه واتّهمت الرباط المخابرات الجزائرية بالتخطيط له.

 

وعلى الرغم من تأكيد الخبراء على أن حلّ الأزمة الجزائرية المغربية، يتطلب سياسة جديدة تماما تقوم على فكرة "الحوار المباشر" بين البلدين،إلا أن النزاع الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو الساعية إلى الانفصال في الصحراء المغرب، مستخدمة الأسلوب العسكري منذ عام 1975، يعتبر اللغم الحقيقي الذي يواجه تبون في علاقات الجزائر الخارجية مع أقرب جيرانها.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان