رئيس التحرير: عادل صبري 10:55 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

دماء وبارود وغاز المتوسط.. 5 أسئلة توضح ما يحدث في ليبيا

دماء وبارود وغاز المتوسط.. 5 أسئلة توضح ما يحدث في ليبيا

العرب والعالم

قتال في ليبيا

دماء وبارود وغاز المتوسط.. 5 أسئلة توضح ما يحدث في ليبيا

أيمن الأمين 15 ديسمبر 2019 12:54

اشتباكات وبارود، رصاص ودماء وانقسام سياسي، تدخلات عسكرية عربية وغربية.. هذا ملخص ما يحدث في ليبيا في الأيام الأخيرة.

 

ليبيا البلد العربي الذي مزقته الصراعات العسكرية والانقسام السياسي، باتت مسرحا للحرب الداخلية تارة، والخارجية في أخرى.

 

الساعات الأخيرة، تحديدا عقب اتفاق حكومة الوفاق الليبي وتركيا، باتت محط أنظار الجميع، لما تحمله المنطقة من أهمية.

 

التقرير التالي يوضح أبرز المحطات التي تمر بالأزمة داخل ليبيا:

 

 

ما آخر المستجدات في معارك العاصمة طرابلس؟

 

لا تزال المعارك مشتعلة في محيط العاصمة طرابلس، بين قوات الوفاق وقوات الجنرال العسكري خليفة حفتر، وسط أنباء عن تقدم الأخير شرقي العاصمة.

 

وقبل ساعات، تجددت الاشتباكات في منطقة وادي الربيع جنوب تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، تلك المنطقة التي تبعد عن مركز العاصمة حوالي 37 كيلو مترا.

 

في السياق، أكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر في بيان لها، بأن منصات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة استهدفت طائرة مسيرة تركية وقامت بإسقاطها في سماء العمليات، تحديداً بمحور عين زاره.

 

فيما أكدت معلومات أخرى وفق تقارير إعلامية، تقدم الوحدات العسكرية في كافة محاور العاصمة طرابلس، حيث سيطر الجيش على معسكر حمزة، وتقدم في أكثر من محور بالمنطقة الغربية.

 

من جهة أخرى، أعلن الجيش الليبي، أن قواته الجوية، دمّرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التركية ومواقع لتخزين الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية، خلال قصف جوّي على الكلية الجوية بمصراتة.

 

على الجهة الأخرى، وبعد المكاسب التي حققها الجيش الوطني الليبي بقيادته في طرابلس، نقل المشير خليفة حفتر المعركة إلى مصراتة.

 

وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، استهداف مواقع عسكرية في مدينة مصراتة (غرب).

وقالت، في بيان، إنه تم رصد شحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات، والمعدات العسكرية المتنوعة، من عدة منافذ تركية بحرية وجوية إلى المنافذ البحرية والجوية التي تسيطر عليها حكومة (الوفاق).

 

 

ما سيناريوهات التصعيد في شرق المتوسط؟

 

غاز المتوسط، واحد من أهم الحلقات المشتعلة والتي تسببت مؤخرا في تأزم المشهد داخل ليبيا، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التوتر بين دول شرق البحر المتوسط التي تسعى جميعها للحصول على ما تراه حصتها في حقوق الغاز، سواء تلك المكتشفة أو التي لم تكتشف بعد، لا سيما أن التقديرات تشير إلى أن هذه المنطقة تحتوي على ما يصل إلى 120 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

 

حلقات الصراع بشأن غاز المتوسط، ارتفعت حدتها، في بلدان مصر واليونان وقبرص، في مواجهة التقدم التركي تجاه السيطرة على تلك المناطق النفطية الهامة.

 

القاهرة من جهتها، أعلنت عن استعداداتها العسكرية لحماية مياهها الملاحية، فبدأ القوات البحرية المصرية بتدريبات عسكرية وإطلاق صواريخ "هاربون" المضادة للسفن على متن غواصة في البحر المتوسط، وفق تقارير إعلامية.

 

وفي اليونان التي أعلنت طرد السفير الليبي لديها، نشر الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية لوانيس نيكيتاس قبل أيام عبر حسابه على تويتر تغريدة مرفقة بصورة التقطها من داخل مقاتلة يونانية من طراز "ميراج 2000" تظهر مؤشر الهدف وفي مركزه فرقاطة تركية في مياه بحر إيجة.

 

وعلق نيكيتاس على الصورة قائلا "الفرقاطة التركية في مرمى الميراج التابعة للقوات اليونانية خلال مهمة بحرية في بحر إيجة.. هذه هي اللغة التي يفهمها الأتراك، لا تراجع في ما يتعلق بالمصلحة الوطنية، لا انتقاص من السيادة الوطنية".

 

أما تركيا التي أعلنت رفضها اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل وقبرص عام 2010، وتلك الموقعة بين مصر وقبرص عام 2013، فقد بدأت التنقيب في المنطقة، حيث أرسلت تركيا سفينة لهذا الغرض ترافقها سفن حربية للحماية، وهو ما وصفته أطراف في المنطقة بغير القانوني، واعتبرته استفزازا تركيا غير مقبول، وهو ما رفضته دول غربية.  

 

 

لماذا الصراع الآن على الغاز؟

 

بداية ومع اشتعال المنطقة، يجب الرجوع إلى أسباب الصراع على الغاز، فعمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط زادت حدة التوتر بين الدول في منطقة اكتشف فجأة أنها غنية بالغاز، لكنها مزدحمة بالأطماع الاقتصادية والمشاريع السياسية المتعارضة.

 

كما أن أبرز الحقول المكتشفة في المنطقة حتى الآن هو حقل "ظهر" قبالة السواحل المصرية، ويقدر الاحتياطي فيه بنحو ثلاثين تريليون قدم مكعبة من الغاز، وحقل "لوثيان" الواقع قبالة حيفا، وتقدر احتياطياته بنحو 18 تريليون قدم مكعبة، وحقل "تامار" الذي يقع قبالة سواحل سوريا ولبنان وقبرص والأراضي الفلسطينية المحتلة، ويضم احتياطيا تقديريا من الغاز يصل إلى عشرة تريليونات قدم مكعبة، وحقل "أفروديت" الذي يقع في المياه الإقليمية القبرصية ويحوي احتياطيا من الغاز يبلغ ثمانية تريليونات قدم مكعبة.

                     

وحسب بيانات هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية والشركات العاملة في التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، فإن المنطقة تعوم فوق بحيرة من الغاز يقدر مخزونها بنحو 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، و1.7 مليار برميل من احتياطيات النفط.

 

على الجانب الآخر، فتدير عمليات التنقيب في المنطقة شركات نفط عالمية، أبرزها شركة إيني الإيطاليّة في مصر وقبرص، وتوتال الفرنسيّة في قبرص، ونوبل إينرجي الأميركية في الأراضي المحتلة، ونوفاتك الروسية في لبنان.

 

 

ما علاقة تركيا بغاز المتوسط؟

 

تركيا كغيرها من الدول التي تبحث عن موطأ قدم في شرقي المتوسط، وها هي ترى في الاتفاق الذي وقعته أنقرة واسطنبول قبل أسبوع طوق نجاة لاقتصادها.

 

ومع تزايد رغبة الأتراك في التمدد داخل شرق المتوسط، فقد أعلنت تركيا رفض اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين قبرص وإسرائيل عام 2010، وكذلك اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص عام 2013؛ بسبب ما اعتبرته مسا بالمصالح الاقتصادية التركية. وفق تقارير إعلامية تركية.

 

في السياق، بدأت أنقرة التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص التركية بحثا عن ثروة ترى أنها من حق القبارصة الأتراك، فضلا عن الدفاع عن مصالح تركيا الخالصة، وهو التحرك الذي أثار زوبعة انتقادات من اليونان ومصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.

 

التحركات التركية، قالت عنها أنقرة، إن تحركاتها في التنقيب والبحث عن النفط والغاز تتم ضمن القانون الدولي، وأن التنقيب يجري داخل "جرفها القاري"، وأدت التوترات المتزايدة إلى إحياء النقاش في تركيا حول إقامة قاعدة بحرية دائمة في الجزء التركي من قبرص.

 

 

 

هل تتدخل تركيا عسكريا في ليبيا لوقف الهجوم على طرابلس؟

 

كل التوقعات محتملة، تحديدا مع تزايد اشتعال المنطقة، عقب الأحداث الأخيرة، وقرب سقوط العاصمة بيد قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر.

 

فالأزمة في محيط طرابلس ازدادت توترا، مع إعلان الاتفاق الاقتصادي والعسكري بين طرابلس وأنقرة، وهو ما دعا قائد الجيش الليبي خليفة حفتر على تكثيف الهجوم على طرابلس.

 

ووفق البي بي سي، يقول عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن "الكثير من المراقبين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن تؤدي هذه الخطوة التي تتزامن مع تصعيد متفاقم بين مصر وتركيا حول ليبيا إلى حدوث مواجهات عسكرية...على أرضية الاتفاق البحري الذي وقعته حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج مع نظيرتها التركية، والذي يقسم شرق المتوسط الغني بالغاز بين البلدين".

 

ويتساءل عطوان "هل ستطلب حكومة الوفاق نجدة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي تعهد بحمايتها؟ وكيف سيكون رد مصر الداعمة لحفتر إلى جانب الإمارات، وهل ستقصف طائراتها السفن التركية المحملة بالجنود والمعدات في حال وصولها إلى الموانئ الليبية؟"

 

ويختتم الكاتب بالقول "لا نعتقد أن حفتر يمكن أن يطلق الرصاصة الأولى في حرب السيطرة الكاملة على طرابلس إلا إذا كان قد حصل على ضوء أخصر من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا وتغافل أمريكا، والكرة الآن في ملعب إردوغان".

 

وتحت عنوان "هل فوضت أمريكا بوتين والسيسي باحتلال ليبيا؟"، قالت القدس العربي اللندنية قبل يومين "لا يبدو الموقفان الأمريكي، والأوروبي، غريبين، فالرئيس الأمريكي سبق له أن قام بمهاتفة حفتر بعيد بدئه حركته العسكرية ضد حكومة الوفاق، بطريقة فهمت كتصديق أمريكي على الهجوم، أما فرنسا فكانت لاعبا أساسيا في دعم حفتر والمراهنة على إمكان استيلائه السريع على طرابلس، وبالتالي، إحكام سيطرته على ليبيا".

 

وتضيف الصحيفة "في الوقت الذي تتدخل روسيا ومصر والإمارات بشكل حاسم لصالح حفتر، تؤكد أمريكا وأوروبا على معطيات لفظية وتقدم مشاريع مؤتمرات (كمؤتمر برلين الموعود حول ليبيا الشهر المقبل)".

 

وفي الشرق الأوسط اللندنية، كتب عبد الرحمن الراشد مقالاً بعنوان "هل ستحارب تركيا في ليبيا؟" يقول فيه إن توقيع السراج على الاتفاقية البحرية مع تركيا "جلب للوفاق المزيد من العداوات مع الأوروبيين. ورداً عليهم تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه سيرسل للوفاق قوات تركية للقتال إلى جانبهم، لكن لا أحد يصدق وعوده. حتى وزير خارجية تركيا سارع للتنصل قائلاً: لا نستطيع، لأن هناك حظرا دولياً على التدخل عسكريا، ولن نرسل أسلحة، سنرسل فقط مدربين".

 

ويضيف الراشد "الأرجح أن يكرر إردوغان مع حلفائه الليبيين ما سبق وفعله مع حلفائه السوريين، أن يسهل انتقال المزيد من المتطرفين المسلحين الهاربين من سوريا إلى ليبيا. خياره الثاني أن يعقد صفقة مع الروس، ويفعل ما فعله مع السوريين، عندما أجبرهم على التوقف عن القتال وفاوض على حسابهم".

 

ويؤكد الكاتب أن "سمعة أردوغان في الوحل، عند معظم العرب لا السوريين فقط، فهو على مدى ثماني سنوات من الحرب والمظالم والمذابح في سوريا لم يرسل جندياً واحداً لمساعدة الشعب السوري رغم وعوده. فلماذا يصدقه أحد أنه سيرسل قواته بالسفن للقتال في ليبيا؟"

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان