تجدد التوتر في العاصمة اللبنانية بيروت، وأطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين، عند محاولتهم الدخول لساحة النجمة القريبة من مقر مجلس النواب اللبناني بالعاصمة بيروت، مما تسبب في سقوط عشرات الضحايا من الجانبين.
وأطلقت قوات الأمن اللبنانية ،التي عززت عمل قوات مكافحة الشغب، قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين، في ساحة "رياض الصلح"، وسط بيروت بعد تراشق بين الطرفين، استخدم فيه المحتجون كل ما يقع بين أيديهم.
عم تحموا الحجر! مجلس النواب يعني مجلس الشعب، ساحة النجمة يعني ساحة عامة!
— Yumna Fawaz (@yumnafawaz) December 14, 2019
المجلس للناس والساحة للناس
عم تحموا شو؟ البلطجية كش عالشعب يا "حماة الحجر"#لبنان_ينتفض pic.twitter.com/qttn1DMiGR
ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد المحتجين قوله إن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن انتشرت بشكل كبير في بيروت مساء السبت، ولاحقت المتظاهرين في الشارع وضربت واحتجزت بعضهم.
تم إقتياد عدد من المتظاهرين لجهة ساحة النجمة من قبل عناصر قوى الأمن#لبنان_ينتفض
— Mhّmd (@dankar) December 14, 2019
وبجانب قنابل الغاز المسيل للدموع أطلقت قوات الأمن الرصاص المطاطي لمنع المحتجين من اختراق الحواجز الحديدية التي تغلق الطرق المؤدية إلى البرلمان ومقر الحكومة.
وذكرت الوكالة الوطنية :"أنّ المحتجين يحاولون الدخول إلى ساحة النجمة للاعتصام أمام مجلس النواب، وانتزعوا الحواجز الحديدية لكن عناصر القوى الأمنية أعادوها إلى مكانها، وحصل توتر تخلله إطلاق قنابل مسيلة للدموع، فيما عمد المتظاهرون إلى رمي العناصر الأمنية بكل ما توفر أمامهم".
القوى الامنية تُطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين أمام مجلس النواب
— Mohamad Kleit (@kleitm) December 14, 2019
القوى الامنية توقف بعض الشبان الذين حاولوا دخول ساحة النجمة#لبنان #بيروت pic.twitter.com/mbOwAmyVq6
وذكر الصليب الأحمر اللبناني، عبر "تويتر"، أن 4 فرق من الصليب الأحمر تعمل على إسعاف المصابين، وذكر شهود عيان أنهم بالعشرات، بينما قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغاز المسيل للدموع تسبب في إغماء عدة أشخاص.، وأعلن الصليب الأحمر اللبناني إن 33 شخصاً على الأقل أصيبوا، عشرة منهم في حالة سيئة استدعت نقلهم إلى المستشفى.
#وسط_بيروت : نقل الصليب الاحمر اللبناني ١٠ إصابات و أسعف ٣٣ في المكان pic.twitter.com/S2RkBrg7Px
— Lebanese Red Cross (@RedCrossLebanon) December 14, 2019
وقال جهاز الدفاع المدني اللبناني، في تغريدة له عبر "تويتر": تقديم الإسعافات الأولية لـ 54 شخصا ونقل 36 جريحاً إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة".
وقالت قوى الأمن الداخلي، عبر "تويتر": "تتعرّض عناصر مكافحة الشغب لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص".
فيديو يظهر الاعتداء بالحجارة والمفرقعات النارية على عناصر مكافحة الشغب.#قوى_الامن #لبنان pic.twitter.com/tLXBTxl9zu
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) December 14, 2019
تتعرّض عناصر مكافحة الشغب لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الاشخاص.
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) December 14, 2019
ان #قوى_الامن تطلب وقف هذه الاعتداءات والا ستضطر لاتخاذ اجراءات اضافية واكثر حزماً. pic.twitter.com/5swp7OyF5w
وأعلنت الداخلية اللبنانية الأحد أنه تم نقل 20 عنصرا من قوى الأمن بينهم 3 ضباط إلى المستشفيات، بينما تلقى عدد آخر من المصابين العلاج ميدانيا.
حتى الآن حصيلة الاصابات خلال هذا اليوم في #قوى_الأمن والذين استوجب نقلهم الى المستشفيات هي 20 عنصراً اضافةً الى جرح 3 ضباط ما عدا اصابة العديد من العناصر الذين عولجوا ميدانياً. pic.twitter.com/rL2DFD5B2P
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) December 14, 2019
وقال بيان لـ"قوى الأمن الداخلية"، نُشر عبر "تويتر": "حتى الآن حصيلة الإصابات خلال هذا اليوم في قوى الأمن والذين استوجب نقلهم الى المستشفيات هي 20 عنصراً اضافةً الى جرح 3 ضباط ما عدا اصابة العديد من العناصر الذين عولجوا ميدانيا".
وفي وقت سابق من يوم السبت وقعت اشتباكات كذلك بين قوات الأمن اللبناني وأنصار لجماعة "حزب الله" وحركة "أمل"، وذلك عقب اقتحامهما "ساحة الشهداء" وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ما أسفر عن إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي بحسب وكالة الأناضول .
جسر الرينغ: إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي تم نقله عبر الصليب الاحمر اللبناني الى المستشفى pic.twitter.com/WQ6uQXTe2y
— Lebanese Red Cross (@RedCrossLebanon) December 14, 2019
وعادة ما ينفي "حزب الله" و"أمل"،أي ارتباط بينهما والشباب الذي يعتدي من آن إلى آخر على المشاركين في الاحتجاجات الشعبية المناهضة للسلطة، التي يشهدها لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي.
ونقلت قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال التلفزيونية أن إمام حسينية الحي وجّه نداءات عبر مكبرات الصوت باسم حزب الله وحركة أمل دعا فيه لـ"الانضباط"، وطالب الشبان المعتدون على المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم.
وكانت التقارير أشارت إلى أن حوالي عشرين شابا قدموا من منطقة "الخندق الغميق"، متاخمة لوسط بيروت، إلى "ساحة الشهداء"، ومزقوا وأحرقوا لافتات للحراك الاحتجاجي، وهتفوا: "شيعة.. شيعة"، اعتراضا منهم على وقفة تضامنية مع خيمة "الملتقى"، التي أحرقها غاضبون، الأربعاء الماضي؛ بزعم أنها شهدت ندوة روجت للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "التوتر استمرّ لفترة على جسر الرينغ ومحيطه، حيث وصلت آلية مدرعة لقوى الأمن لتأمين الحماية لعناصر قوى الأمن الداخلي، الذين تعرضوا للرمي بالحجارة والألعاب النارية".
ويعتصم في الساحة محتجون ينادون بحزمة مطالب من أبرزها حاليا تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
ومن المقرر أن تبدأ الإثنين المقبل مشاورات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد، في ظل خلافات بين القوى السياسية.
ومنذ أن دفعت الاحتجاجات سعد الحريري إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء في أواخر أكتوبر وصلت المحادثات بين الأحزاب الرئيسية إلى طريق مسدود بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وبجانب مطالب حكومة التكنوقراط، ينادي المحتجون بانتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.