رئيس التحرير: عادل صبري 10:27 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا انقلبت الدنيا على منح النمساوي «هاندكة» جائزة نوبل؟

لماذا انقلبت الدنيا على منح النمساوي «هاندكة» جائزة نوبل؟

العرب والعالم

الكاتب النمساوي بيتر هاندكه

لماذا انقلبت الدنيا على منح النمساوي «هاندكة» جائزة نوبل؟

معتز بالله محمد 11 ديسمبر 2019 21:44

لم تمنع برودة الجو في العاصمة السويدية استكهولم متظاهرين من الخروج إلى الشوارع احتجاجاً على منح الكاتب النمساوي بيتر هاندكه جائزة نوبل للأدب على خلفية إنكاره للمذبحة التي تعرض لها آلاف المسلمين بمدينة سربرنيتشا البوسنية عام 1995 وتأييده للزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش.

 

 

التظاهرات التي شارك فيها صحفيون وأكاديميون وناشطون من مختلف دول العالم، والتي انطلقت بالتزامن مع وصول هاندكه وباقي الفائزين بفروع الجائزة المختلفة إلى العاصمة السويدية لتسلم جوائزهم من ملك السويد في حفل كبير، لم تكن نهاية المطاف لحالة الغضب التي خلفها منح "الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم" الجائزة لمنكر المذبحة.

 

وأعلنت الطبيبة السويدية كريستينا دوكتير، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 1988، إنها ستعيد ميدالية الجائزة إلى الأكاديمية السويدية، احتجاجا على منح نوبل للآداب للكاتب هاندكه.

 

وتقول دوكتير التي حصلت على الجائزة لمشاركتها كطبيبة في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة بمنطقة البلقان، إبان الحرب البوسنية الصربية، إنها كانت شاهدة على المجازر الجماعية التي ارتكبتها القوات الصربية بحق البوسنيين في عهد الرئيس الصربي ميلوسوفيتش، الذي كان "هاندكه" من مؤيديه.

 

موجة الغضب هذه وصلت تركيا والتي شن رئيسها رجب طيب أردوغان هجوماً حاداً على "نوبل"، واعتبرها مؤسسة مسيّسة ومؤدلجة ولا قيمة لها بالنسبة له.

 

ووصف أردوغان اليوم الأربعاء هاندكه بأنه ممثل "مجموعة مثقفي مصاصي الدماء"، متوجهاً بالشكر لكافة القادة السياسيين (لم يسمهم) الذين أعلنوا مقاطعتهم حفل جوائز نوبل.

 

وكانت ألبانيا والبوسنة وكوسوفو وكرواتيا ومقدونيا الشمالية وأفغانستان إضافة إلى تركيا، قاطعت حفل توزيع الجوائز وشجب بعض قادة تلك البلاد الجائزة.

 

وأمس الثلاثاء قال أردوغان في كلمة له خلال فعالية أقيمت بجامعة "بيلكنت" في العاصمة أنقرة، بمناسبة يوم حقوق الإنسان العالمي، إن بلاده لن تشارك "في حفل توزيع جوائز نوبل"، معتبراً أن "تكريم مثل هذا المجرم (هاندكه) يعتبر مشاركة في الظلم".

 

واعتبر الرئيس التركي أن منح جائزة نوبل للآداب لشخص عنصري لا يعني شيئًا سوى مكافأة انتهاكات حقوق الإنسان.

 

من جانبه، أعلن مجلس كانتون سراييفو (واحدة من 10 كانتونات تابعة لاتحاد البوسنة والهرسك) اليوم الأربعاء، "هاندكه" "شخصا غير مرغوب به" في العاصمة البوسنية سراييفو، على خلفية انكاره الإبادة المرتكبة في البوسنة.

 

وأفاد البيان، أن أسوأ ما في الأمر هو عدم تغيير بيتر هاندكه لأفكاره السابقة المنكرة للإبادة حتى اليوم.

 

وكانت "غون-بريت ساندستروم"، عضو لجنة نوبل في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم قد استقالت الأسبوع الماضي احتجاجا على منح جائزة نوبل في الأداب لـ "هاندكه"، الذي سبق وزعم أن "البوسنيين قتلوا أنفسهم ورموا التهمة على الصرب"، مؤكداً أنه لا يؤمن إطلاقا بأن الصرب ارتكبوا مذبحة بحق البوسنيين في سريبرينيتسا.

 

وسبق أن زار  هاندكه، مجرم الحرب سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي كان يحاكم بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وشارك لاحقا في جنازته عام 2006.

 

وبالنظر لحجم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها، تعد "مجزرة سريبرينيتسا"تعد أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا فيما بعد الحرب العالمية الثانية.

 

ويعود تاريخ المأساة إلى 11 يوليو 1995، وقتها لجأ مدنيون بوسنيون من سريبرينيتسا إلى حماية القوات الهولندية التي كانت ضمن قوات أممية، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، لكن الجنود الهولنديين أعادوا تسليمهم للقوات الصربية، التي قتلت ما يزيد عن 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة الصغيرة، راوحت أعمارهم بين 7 ـ 70 عاما، واغتصبت آلاف النساء.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان