رئيس التحرير: عادل صبري 01:39 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

اليمن السعيد.. «تعيس» في 2019

اليمن السعيد.. «تعيس» في 2019

العرب والعالم

الفقر في اليمن

اليمن السعيد.. «تعيس» في 2019

أيمن الأمين 05 ديسمبر 2019 12:33

اليمن السعيد، لم يعد سعيدا، شعبه بات من أتعس شعوب العالم، فقر ومرض وجوع وبارود، هكذا حال اليمن في العام 2019.

 

دولة اليمن حققت في العام الجاري 2019 أرقاما قياسية في كل شيء، فهي الدولة الأولى في عدد من قتلوا بالبارود، والأولى من حيث الدمار والصراعات السياسية والعسكرية، والأولى جوعا وفقرا، حتى الأمراض حققت فيها أرقاما قياسية، إصابة نحو 700 ألف شخص بوباء الكوليرا القاتل. 

 

ويأتي المرض أيضا كأحد الأزمات التي طاردت اليمنيين عام 2019، كانت الكوليرا أخطرها.

 

ووصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم، فالأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.

وأكدت المنظمة، أن عشرين مليون يمني يحتاجون إلى رعاية صحية، ويعانون بسبب انعدام الأمن الغذائي.

 

وأشارت إلى أنه منذ مطلع هذا العام توفي نحو ألف شخص بمرض الكوليرا، من أصل سبعمئة ألف إصابة، وأدى تفشي مرض الخُناق أو الدفتيريا لوفاة نحو مئة شخص.

وكانت منظمة الصحة العالمية رصدت 913 حالة وفاة بالكوليرا في اليمن منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية سبتمبر الماضي، من نحو 700 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا في هذا البلد، ويشكل الأطفال دون سن الخامسة نحو 25% من هذه الحالات.

 

كما سبق أن أعلن برنامج الغذاء العالمي أن أكثر من عشرين مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، يواجه نصفهم نقصا حادا في الغذاء.

 

في حين تفشى مرض حمى الضنك، حيث أصيب الآلاف بهذا المرض اللعين في العام الجاري.

 

وأكد وزير الصحة في حكومة صنعاء أن أكثر من مئة ألف طفل يموتون سنوياً نتيجة بعض الأمراض الفتاكة، خاصة سوء التغذية. وأضاف أن سبعة وتسعين في المئة من معدات المستشفيات اليمنية تجاوزت عمرها الافتراضي بسبب الحرب، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض وزيادة نسبة الوفيات والمرضى .

وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال" قالت إن نحو 193 طفلا لقوا مصرعهم في اليمن نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا في النصف الأول من عام 2019، وأشارت إلى أن هذا العدد يفوق عدد المتوفين بالمرض في العام 2018 كله.

 

وحذرت المنظمة، في بيان حديث، من أن يؤدي موسم الفيضان الحالي في اليمن إلى زيادة انتشار المرض الذي تنقله المياه.

 

منظمة يونيسيف أيضا، أكدت من جانبها أن اليمن لا يزال ضمن أسوأ البلدان للأطفال في العالم، وأن استمرار النزاع الدامي وما ترتب عنه من أزمة اقتصادية وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار، وستنجم عن ذلك عواقب بعيدة المدى على الأطفال.

 

بعيدا عن الأمراض، يأتي البارود واستهداف الأطفال والنساء، كأحد الأزمات التي أدخلت التعاسة على اليمنيين.

فالحرب لم تترك مكانا إلا ودمرته، آلة الحرب الغاشمة شردت ملايين اليمنيين، داخل اليمن وخارجها.

 

أيضا، يأتي الجوع في مقدمة الأزمات التي تلاحق اليمنيين، وفق تقارير أكدتها صحيفة اندبندنت البريطانية قبل أيام، في تقرير عن وضع الأطفال في اليمن وتأثيرات الحرب عليهم، والتي قالت، إنه حتى لو انتهت الحرب في اليمن، فإن الأمر سيستغرق عقدين من الزمن حتى يصل أطفال البلد الفقير إلى مستوى أقل من سوء التغذية الذي يعانوه أثناء الحرب وفقًا لتقرير خاص بجمعية ومنظمة خيرية.

 

وقال التقرير المكون من 20 صفحة  اليمن الآن موطن لأكبر عدد من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم كون 80% من السكان يواجهون المجاعة والأطفال أكثرهم.

 

وأشار التقرير إلى تأثير الغارات الجوية السعودية المدمر على المدنيين وكذلك الحصار على المناطق المأهولة بالسكان، وأن المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية هي شريان الحياة الوحيد للبلاد التي تعاني من انهيار اقتصادي بسبب الحرب.

 

عبد العزيز العريقان، ناشط حقوقي يمني قال في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" إن اليمن كله يحتاج للمساعدة وليس الأطفال وحدهم، اليمنيون يموتون من الجوع والفقر والمرض بسبب الحرب، فهم مجبرون على البقاء في بلدهم المحاصر من قبل التحالف والحوثي.

 

وأوضح أن غالبية من قتلوا في الحرب الدائرة منذ 4 سنوات من الأطفال والنساء، وللأسف العالم كله يشاهد القتل والانتهاكات ولا يتحدث أحد، قائلا: الخليج والغرب من صالحهم استمرار الحرب في اليمن.

 

وتابع: الأطفال في بلدنا ضاعت فرحتهم بطفولتهم، فهم الآن مقاتلون زجت بهم جماعة الحوثي وميليشيات صالح في معارك ضارية في الشمال والجنوب وعلى الحدود مع السعودية، بعضهم مصيره مجهول ممن وقع في الأسر، والآخر بين قتيل وجريح، وما تبقى منهم يقاتل مع التحالف على الأرض في عدن وتعز وغالبية المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية.

يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير من العام ذاته.

 

وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.

 

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 5 أعوام، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

 

وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.

 

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.

 

ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

 

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان