رئيس التحرير: عادل صبري 07:52 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بوساطة تقودها أمريكا.. هل يرى اتفاق «عدم الاعتداء» بين إسرائيل ودول الخليج النور قريبًا؟

بوساطة تقودها أمريكا.. هل يرى اتفاق «عدم الاعتداء» بين إسرائيل ودول الخليج النور قريبًا؟

العرب والعالم

يسرائيل كاتس

بوساطة تقودها أمريكا.. هل يرى اتفاق «عدم الاعتداء» بين إسرائيل ودول الخليج النور قريبًا؟

إنجي الخولي 03 ديسمبر 2019 04:00

تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي التي زادت من وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة بأشكال متعددة مع الدول العربية والخليجية، إلىتتويج جهودها الناجحة في التطبيع مع الدول التي تعتبر رسميًا في حالة حرب معها، بعقد اتفاق "عدم اعتداء" وتشكيل "تحالف مشترك".

 

وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته ، بنيامين نتنياهو، مرارا سعيه إلى تشكيل تحالف مع "الدول المعتدلة" في المنطقة لمواجهة إيران، متحدثا بصورة متزايدة عن التوجه نحو التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج.

 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، إن وفداً من بلاده وصل إلى واشنطن لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق عدم اعتداء مع دول الخليج.

 

وأضاف كاتس، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "وفداً إسرائيلياً وصل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء محادثات متطورة حول إمكانية التوصل لاتفاق (عدم الاعتداء) بين إسرائيل ودول الخليج".

 

ولفت إلى أنّ "واشنطن تعمل مع دول الخليج لتحقيق ذلك"، مشيراً إلى أنّ الوفد يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والعدل ومجلس الأمن القومي والجيش.

 

ونوه كاتس بأنّ الوفد الإسرائيلي يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والعدل ومجلس الأمن القومي والجيش.

 

ولم يتحدث الوزير الإسرائيلي عما إذا كانت المحادثات ستقتصر على الجانب الأمريكي، أم ستشهد مشاركة مسئولين بدول الخليج.

 

 وباستثناء مصر والأردن، لا تقيم الدول العربية علاقات دبلوماسية علنية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

تفاصيل المبادرة

 

في أكتوبر الماضي، قالت "القناة 12" العبرية إن وزير خارجية الاحتلال  قدّم مبادرة لعدد من وزراء خارجية دول الخليج والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، على هامش أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أواخر سبتمبر الماضي.

 

وأوضحت القناة أن "هذه المبادرة التاريخية تهدف إلى إنهاء النزاع مع دول الخليج"، مشيرة إلى أن "الفكرة التي تتمحور حولها هذه الجهود تتمثل باستغلال المصلحة المشتركة ضد إيران من أجل تطبيع العلاقات في مجالي الاقتصاد ومحاربة الإرهاب".

 

ومع ذلك شدد تقرير القناة العبرية على أن المبادرة "لا تنص في هذه المرحلة على إمكانية توقيع اتفاقيات سلام كاملة، بسبب بقاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني".

 

وتشمل المبادرة "تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الطرفين وتعزيزها وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي"، و"اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة" لضمان منع اتخاذ أي خطوات خاصة بالتهديد بالحرب والعداء والأعمال التخريبية والعنف والتحريض بين الطرفين.

 

كما تنص المبادرة على عدم انضمام أي من طرفي الاتفاق (إسرائيل أو دول خليجية) إلى ائتلاف أو منظمة أو تحالف مع أي طرف ثالث ذي طابع عسكري أو أمني، أو الترويج له أو مساعدته.

 

وتقضي المبادرة بأن تُحَل أي خلافات بشأن هذا الاتفاق عن طريق المشاورات.

 

وأشار الوزير الإسرائيلي، في تصريحات صحفية سابقة، في نوفمبر الماضي، إلى أن إسرائيل تعمل على تسوية «اللاحرب» مع دول الخليج، كما اتهم إيران بأنها التهديد الرئيسي في المنطقة، من خلال دعمها لمنظمات «إرهابية» على حد تعبيره، مضيفاً أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران مهمة، ويجب استمرار الضغط عليها.

 

كما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن كاتس، في تصريحات أدلى بها في مؤتمر «جيروزاليم بوست» الدبلوماسي السنوي، 21 نوفمبر : «الولايات المتحدة تعمل إلى جانب إسرائيل على تسوية اللاحرب بين إسرائيل ودول الخليج».

كاتس كان قد أشار إلى أنه «بموجب خطة الرئيس ترامب للسلام، سيتم بناء خط سكة حديد يربط الخليج عبر الأردن إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في مدينة حيفا».

 

في حين قال إن «العقوبات الأمريكية على إيران مهمة، ويجب الاستمرار في سياسة الضغط القصوى عليها»، مضيفاً أن «الاحتجاجات التي نشهدها هذه الأيام في العراق ولبنان وإيران دليل على أن الضغط ينجح».

 

وفي سبتمبر الماضي، أعلن كاتس أنه اجتمع بوزير خارجية إحدى الدول العربية، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، من دون تحديد هوية الوزير العربي.

 

كما سبق أن أعلن عن زيارة لكاتس إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات في يوليو الماضي، وفق بيان له.

والتقى كاتس مسئولين عربين رفيعين مرتين على الأقل خلال الفترة الماضية، الأولى مطلع يوليو، بمسئول إماراتي لم يذكر اسمه أثناء زيارة للعاصمة الإماراتية أبو ظبي.

 

أما الثانية فكانت في وقت لاحق من الشهر نفسه مع وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة خلال المشاركة في مؤتمر استضافته وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن.

 

والتقط النظيران الإسرائيلي والبحريني صورةً بثت علناً في خطوة توثيقية نادرة للقاء بين مسؤول عربي بارز مع مسؤولين إسرائيليين.

وسبق أن زار كاتس سلطنة عُمان، في نوفمبر عام 2018، لحضور مؤتمر مواصلات دولي، وقال من هناك "يمكن للتعاون بين إسرائيل ودول الخليج أن يتوسع"، لافتاً إلى أنه "لدى إسرائيل أيضاً الكثير لتقدمه عندما يتعلق الأمر بتحلية المياه والري والزراعة والدواء".

 

الاتفاق أصبح ممكن

 

ويرى رئيس مركز أوروبا والشرق الأوسط بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الكسندر شوميلين، أن الاتفاق العربي الإسرائيلي، الذي تحدث عنه وزير الخارجية الإسرائيلي، ممكن تماما.

 

فلم تعد ممالك الخليج، عمليا، تعد إسرائيل عدواً يشكل خطرا عليها. فيما ينظرون، على النقيض من ذلك، إلى إيران، بالدرجة الأولى المملكة العربية السعودية، كمنافس جيوسياسي وقوة مدمرة تسعى إلى زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط.

 

ووفقا لشوميلين، من المستبعد أن تعارض قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية الآن بشكل جدي معاهدة عدم اعتداء بين الدول العربية وإسرائيل.

 

وقالت صحيفة "الجريدة" الكويتية، في 7 أكتوبر الماضي ، إنها علمت "من مصادر رفيعة" أن الكويت رفضت تسلم مبادرة "عدم اعتداء" إسرائيلية مزعومة مع دول الخليج العربي، مبيّنةً أن مبادرة تل أبيب قوبلت بـ"رد سلبي من الدول الخليجية التي عُرِضت عليها".

 

وفي هذا الإطار، نقلت "الجريدة" الكويتية عن مصادرها، أن "الوزير الإسرائيلي التقى وزيري خارجية دولتين خليجيتين، تحتفظ إسرائيل بنوع من الاتصالات معهما، وعرض عليهما، كل على حدة، تلك المبادرة، لكنه سمع من كليهما تحفظاً شديداً حولها، معتبرَين أنها تفتقر إلى الواقعية في الظروف الحالية".

 

وأضافت: "الوزير الإسرائيلي بعث بمبادرته إلى وزير خارجية دولة خليجية ثالثة، عبر وسيط، لكنه تلقى جواباً سلبياً، ليس باسم دولة هذا الوزير فقط، بل باسمَي دولتين خليجيتين أخريين"، وأن "الكويت رفضت تسلم هذه المبادرة من الأساس حتى من دون الاطلاع على مضمونها".

 

يشار إلى ان مصر والأردن هما البلدان الوحيدان المرتبطان باتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال ، فبعد أربعة حروب طاحنة، كانت مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي طرفيها الرئيسين في 1948 و1956 و1967 و1973، وقّعا إطار سلام في اتفاقية كامب ديفيد التي مهّدت لتوقيع "معاهدة السلام" في 26 مارس 1979، وبموجب الاتفاقية أنتهت حالة الحرب بينهما وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها،  الاتفاقية لم تحظ وقته بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين، وفي 1994وقعت الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي اتفاقية "وادي عربة".

 

 وشهد عام 2018 و 2019، تطورا متسارعًا غير مسبوق في العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، التي لا تربطها بالدولة العبرية معاهدة سلام والتي لطالما وضعت شروطًا للتطبيع.

 

وظهر ذلك التطور جليا في الآونة الأخيرة، من خلال الزيارات السياسية والاقتصادية والنشاطات الثقافية والرياضية المتبادلة التي أخذ الكثير منها طابعا علنيا، فيما اعتبرتها مصادر عبرية أنها مقدمة للتطبيع الكامل.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان