رئيس التحرير: عادل صبري 01:04 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رغبة سعودية ورفض إماراتي.. هل تتحقق المصالحة فعليا مع قطر؟

رغبة سعودية ورفض إماراتي.. هل تتحقق المصالحة فعليا مع قطر؟

العرب والعالم

هل تتحقق المصالحة الخليجية قريبا؟

رغبة سعودية ورفض إماراتي.. هل تتحقق المصالحة فعليا مع قطر؟

محمد الوقاد 30 نوفمبر 2019 20:00

ما بين النزاع حول الأولويات الإقليمية وجداول الأعمال والأهداف النهائية التي ظهرت بين السعودية والإمارات، ظهر هلال التصالح مع قطر، ويبدو وفقا لتلك المقدمة أن قرار التصالح هواه سعودي وليس إماراتي.

 

أبرز التباينات بين أبوظبي والرياض كانت حيال التعامل مع طهران، وفي الآونة الأخيرة، أرسلت أبوظبي وفودا سياسية وأمنية إلى إيران علنا وسرا، وأعلنت أنها ستنسق مع إيران في أمن الخليج، وسحبت بعض قواتها من اليمن، وأخيرا وليس آخرا، أفرجت عن 700 مليون دولار من أموال إيران المجمدة، مع تعهد بزيادة التجارة الثنائية مع طهران إلى ما بين 20 و25 مليار دولار.

 

وعلى الرغم من أن أبوظبي تعيد ضبط علاقاتها مع إيران، استمرت الإمارة في مهاجمة جارتها الخليجية قطر، ولم تتخذ أي مبادرة إيجابية تجاهها.

 

وعندما أعلنت الكتلة التي تقودها السعودية، مقاطعة قطر، كان العامل الإيراني، أو ما يسمى بالعلاقات القوية بين الدوحة وطهران، أحد الذرائع التي تم الإعلان عنها لتبرير ما حدث.

وفي الواقع، كان ذلك هو العنصر الأول في قائمة المطالب  الـ 13 لحل الأزمة.

 

ومع ذلك، يعني التحول الكبير في سياسة الإمارات تجاه إيران في الآونة الأخيرة أن السعودية ليست بحاجة إلى إطالة أمد الأزمة مع قطر.

 

تراجع سعودي

 

وفي حين كان من الملحوظ أن كبار المسؤولين السعوديين تراجعوا عن التصريحات الحادة التي صدرت ضد قطر في الأشهر القليلة الماضية، إلا أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، "أنور قرقاش"، استمر في مهاجمة الدوحة والتحريض على المشاعر المناهضة لقطر.

 

ويتفق هذا مع المؤشرات التي تشير إلى أن الإمارات كانت تقاوم الجهود الرامية إلى حل أزمة الخليج.

 

ويعد أحد الأسباب الجيدة لتفسير الموقف الإماراتي هو خوف أبوظبي من أن يؤدي حل الأزمة وتحسين العلاقات السعودية القطرية إلى نتائج عكسية بالنسبة لها.

 

وبحسب تحليل نشره موقع "إنسايد أرابيا"، قبل أيام، توفر دبلوماسية كرة القدم للكتلة التي تقودها السعودية التمهيد اللازم لإذابة جليد العلاقات مع قطر.

 

ومع ذلك، فهذه مجرد بداية. ولا تزال هناك حاجة لمزيد من الخطوات إذا كانت تلك الكتلة تعتزم حقا السير في هذا الطريق.

 

وفي الأسبوع الماضي، التقى وزير الخارجية القطري بنظيره الأمريكي، "مايك بومبيو"، وصرح بأن الدوحة مستعدة للحوار غير المشروط القائم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأطراف.

 

ومن وجهة نظر قطر، فإن أي قرارات تبتعد عن رفع المقاطعة المفروضة، وإلغاء التدابير العدائية التي تم اتخاذها ضد الإمارة الخليجية الصغيرة في بداية الأزمة، لن تُظهر أي إرادة جادة لحل المشكلة.

 

ومع ذلك، إذا كانت الأمور تتسارع في الاتجاه الصحيح، فمن المحتمل أن يرغب القطريون في أن يتم منح الكويت وأميرها الشيخ "صباح الصباح" الفضل الحقيقي في تخفيف الأزمة وحلها.

 

وقد يتطلب مثل هذا التطور من دول مجلس التعاون الخليجي نقل قمة المجلس المفترض عقدها في الإمارات هذا العام إلى الكويت.

 

ومع ذلك، قد يقترح البعض الآخر الولايات المتحدة الأمريكية كمكان للإعلان عن حل أزمة الخليج.

 

تحديان

 

ويثقول التحليل إنه إذا ساد سيناريو المصالحة في الفترة المقبلة، فسيظهر تحديان رئيسيان.

 

أولا، هناك حاجة إلى سياسة موحدة ضد إيران. وهذا مهم لأن دول مجلس التعاون الخليجي لم تكن لديها قط سياسات موحدة تجاه إيران.

 

ومع ذلك، تحاول الإدارة الأمريكية تحقيق هذا الهدف مع الضغط على كلا المعسكرين لحل الأزمة.

 

وقد شدد وزير الخارجية الأمريكي "بومبيو" مرارا وتكرارا على حقيقة أنه كلما عملت دول الخليج معا، فإنها تكون أكثر قوة، وأن النزاعات بين الدول ذات الأهداف المشتركة لن تكون مفيدة أبدا، في الوقت الذي تواجه فيه تحديا مشتركا مثل إيران.

 

ومن المفارقات أن أحدث تصعيد إيراني خطير في الخليج يثبت أن هناك إمكانية لتوحيد دول الخليج.

 

وقد هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز عدة مرات، فضلا عن التهديد باستهداف القواعد الأمريكية في الخليج.

 

ويعني هذا أنه حتى دول الخليج التي تتمتع بعلاقات جيدة نسبيا مع إيران لن تنجو من آثار هذا السيناريو.

 

وسيكون جهد الولايات المتحدة في الاستفادة من القدرات الجماعية لدول المجلس الخليجي في مواجهة إيران عاملا حاسما في الفترة المقبلة.

 

أما التحدي الثاني فهو انعدام الثقة بين قطر من ناحية، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من ناحية أخرى.

 

وبغض النظر عن مدى صدق جهود المصالحة، سيكون من الصعب على قطر أن تثق في الدول التي قاطعتها مستقبلا.

 

وبينما قد يكون القطريون على استعداد للتفاعل بشكل إيجابي مع السعوديين، فقد لا يكون هذا هو الحال فيما يتعلق بالإمارات.

 

ويعتقد الكثير من القطريين أن أبوظبي، وليس الرياض، هي التي قادت حملة المقاطعة ضدها، وأن الإماراتيين يستخدمون السعوديين كدرع حتى لا يتحملون المسؤولية عما يحدث بعد ذلك، ولكن بالنسبة لقطر، في ضوء الحقائق الجغرافية على أرض الواقع، تعد السعودية أكثر أهمية من الإمارات.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان