رئيس التحرير: عادل صبري 10:22 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تشكيل حكومة الاحتلال.. هل فُقِد الأمل؟

تشكيل حكومة الاحتلال.. هل فُقِد الأمل؟

العرب والعالم

نتنياهو وجانتس

تشكيل حكومة الاحتلال.. هل فُقِد الأمل؟

أحمد علاء 20 نوفمبر 2019 18:48
انتهت المهلة الممنوحة لـ"بيني جانتس" رئيس تحالف أزرق-أبيض لتشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلية الجديدة دون أن يحقق هذه المهمة إلى الآن.
 
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اجتمع مع بيني جانتس، الذي يتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، حيث استغرق اللقاء مدة ساعة تقريبًا في مكتب رئيس الوزراء في القدس، في محاولة لسد الثغرات التي تعرقل مفاوضات الائتلاف، فيما لم يصدر الاثنان بيانًا مشتركًا إلى وسائل الإعلام. 
 
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ ثلاثةً من أقطاب تحالف "أزرق ابيض"، يعارضون الانضمام الى حكومة برئاسة نتنياهو، وهم لابيد وياعلون واشكنازي، وفي حال فشل في مهمة تشكيل حكومة، فسوف ييعيد خطاب التكليف إلى رئيس الدولة ريفلين. 
 
ومن المقرر أن يتم غدًا الخميس، إطلاق المرحلة الثالثة من محاولات تشكيل الحكومة والتي تستغرق 21 يومًا، وخلال هذه المرحلة سيتم تحويل هذه المهمة إلى الكنيست حيث يستطيع أي عضو كنيست من تولي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة شرط أن يحظى بتأييد 61 نائبًا هم أكثر من نصف عدد أعضاء البرلمان الـ 120.
 
وفي حال لم يفلح أي من أعضاء الكنيست من إنجاز المهمة خلال الـ 21 يوما، فيتم حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة ثالثة في غضون عام واحد.
 
وقال نتنياهو، الذي يرأس حزب الليكود في نهاية الاجتماع مع بيني جانتس: "كانت هذه هي اللحظة الأخيرة لاتخاذ قرار تاريخي سيكون له أثر على أمن الدولة ومستقبلها. للأسف، أدركت اليوم خلال الاجتماع مع جانتس أنه يرفض اقتراح الرئيس ريفلين ويتعمد تجاهل رغبة المواطنين بأن نشكل حكومة وحدة وطنية واسعة معًا". 
 
وأضاف: "ينوي جانتس تشكيل حكومة أقلية تعتمد على دعم القائمة العربية المشتركة، سيبذل رئيس الوزراء نتنياهو مزيدًا من الجهود غدًا مع أفيغدور ليبرمان لتشكيل حكومة وحدة وطنية بهدف منع إجراء انتخابات غير ضرورية أو حكومة أقلية خطيرة لدولة إسرائيل".
 
وفي أول تصريح له عقب اجتماعه مع نتنياهو، قال جانتس: "في بداية الاجتماع اليوم، كررت قولي الذي أردده منذ دخولي الحلبة السياسية، إن إسرائيل تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية ليبرالية واسعة، تتألف بشكل أساسي من الحزبين السياسيين الرئيسيين اللذين فازا بالانتخابات".
 
وأوضح جانتس: "ستؤدي حكومة الوحدة إلى جانب درء المخاوف الأمنية والاقتصادية، دورها رأب التصدعات والانقسامات التي اتسعت في المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة. إنها الحكومة التي سيتم تحديد خطوطها الأساسية بالاعتماد على الأحزاب الرئيسية، وبالتالي لا يمكن أن تبنى على أساس فئوي أي كان".
 
وتابع: "الانتخابات للمرة الثالثة هو أمر سيئ، ولكننا لا نتراجع عن مبادئنا وقيمنا الأساسية.. وسنواصل بذل كل جهد ممكن في محاولة للتوصل إلى تفاهمات وتشكيل حكومة حتى في الوقت المتبقي، من أجل منع إجراء انتخابات مكلفة وغير ضرورية تتعارض مع إرادة مواطني إسرائيل".
 
في سياق متصل، اتفق نتنياهو، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، على مواصلة الجهود لتشكيل حكومة جديدة.
 
وبحث نتنياهو وليبرمان أمس الثلاثاء، سبل الخروج من مأزق تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة مكلف بها زعيم حزب الجنرالات "أزرق أبيض" والذي تنتهي المدة القانونية الممنوحة له منتصف ليل الأربعاء - الخميس.
 
ونقلت القناة عن ليبرمان قوله: "قررت خلال الاجتماع زيادة الضغط على نتنياهو، لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
 
ويدور صراع بين جانتس، وخصمه السياسي نتنياهو، على ضم ليبرمان، الذي بات بمثابة "بيضة القبان" التي يمكنها ترجيح كفة على أخرى من حيث الأفكار وعدد المقاعد في الكنيست (9 مقاعد).
 
وقالت قناة "آي. 24 نيوز" إن "الخط الأساسي الذي يفصل اليمين المؤيد (لدولة إسرائيل الكبرى) عن اليسار الداعي إلى إبرام تسوية مع الفلسطينيين، هو علاقة الدين اليهودي بالدولة الإسرائيلية. ويعتبر اليمين محافظًا، بينما يميل اليسار إلى العلمانية، لكن حزب (إسرائيل بيتنا) يعتبر يمينيا وعلمانيا متشددًا".
 
وأضافت أنّ رغبة نتنياهو بضم ليبرمان إلى حكومته، أدى إلى أزمة بينه وبين حلفائه (الحريديم) وهم اليهود المتشددين دينيًّا، الذين استهجنوا انتقاد نتنياهو لهم، في تعنّتهم إزاء قضايا الدين والدولة، وهو ما يحول دون انضمام ليبرمان إلى حكومة نتنياهو اليمينية، التي يعتبر المتدينون عمودها الفقري.
 
ويتمسَّك ليبرمان بموقفه من عدم الانضمام لحكومة أقلية، سواء كانت يمينية أو يسارية، ويشدد على أن "الحل الوحيد للخروج من المأزق والفراغ السياسي، هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، من أكبر قائمتين في الكنيست"، الأولى "أزرق أبيض" وهي مع الأحزاب والكتل الحليفة تحوز على 54 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا) و"الليكود" (مع الأحزاب الحليفة 55 مقعدًا).
 
وفشلت الأحزاب الإسرائيلية بالتوافق على حكومة، بعد إجراء انتخابات مرتين في غضون أقل من عام. وأسفرت الانتخابات الأخيرة عن عدم حصول أي من المعسكرين السياسيين على الأغلبية المطلوبة في الكنيست لتشكيل الحكومة. وفي نظام برلماني كإسرائيل، يجب على الحكومة أن تحظى بثقة غالبية أعضاء الكنيست، البالغ عددهم 120.
 
وفي معرض تعليقه على هذا الأمر، يؤكّد الأكاديمي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أنّ الأمور تتجه نحو فقدان الأمل في تشكيل حكومة إسرائيلية، في ظل الأزمة السياسية الراهنة.
 
ويقول في تصريحات لـ"مصر العربية": "ليبرمان يصل إلى اتفاق مع جانتس وبالتالي لم يدعم تشكيل الحكومة، ولن يستطيع جانتس تشكيل الحكومة بعيدًا عن اللكود إلا إذا قرر العرب دعم هذه الحكومة، وأيضًا إذا قرر ليبرمان إمّا أن يُصوِّت لصالحه أو يقرر ألا يحضر هذه الجلسة، وبالتالي يشكل حكومة بأقلية".
 
ويضيف: "فرصة أن يكلف رئيس دولة الاحتلال خلال 12 يومًا شخصية أخرى بتشكيل الحكومة أمرًا قد يكون صعبًا، وبالتالي قد نشهد انتخابات جديدة العام المقبل".
 
ويرى الرقب أنّ الأمور تتجّه إلى فقدان الأمل في تشكيل حكومة لدى دولة الاحتلال، ما يُعضِّد إمكانية الذهاب إلى انتخابات ثالثة، ويتابع: "تصريحات وزير الخارجية الأمريكي يتفق مع هذا الأمر الذي يدعم نتنياهو، الذي يسعى بدوره إلى استغلال ضم مناطق غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية، وهو ما يعتبره نتنياهو فرصة لتعزيز نفوذه".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان