رئيس التحرير: عادل صبري 01:33 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد شهر من الاحتجاجات.. مخاض عسير في تشكيل الحكومة اللبنانية؟

بعد شهر من الاحتجاجات.. مخاض عسير في تشكيل الحكومة اللبنانية؟

العرب والعالم

مظاهرات لبنان

بعد شهر من الاحتجاجات.. مخاض عسير في تشكيل الحكومة اللبنانية؟

أحمد جدوع 18 نوفمبر 2019 20:19

في الوقت الذي أصبح لبنان فيه على صفيح ساخن في الأسبوع الرابع من الاحتجاجات تعمّقت الأزمة بين النخب السياسية في بيروت، لأسباب تتعلق بتشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط بعيدًا عن المحاصصة.

 

وتتسارع المشاورات التي يجريها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري؛ حيث التقى الرئيس اللبناني مشيل عون، كما التقى مسئولين كبارًا في حزب الله وحركة أمل، لينتهي الأمر  لانسداد كبير لا سبيل إلى إنكاره.

 

فثمة مقارنتان للأزمة التي تتفاقم الأولى يتبناها الحريري وتقوم على حكومة تكنوقراط بلا سياسيين أما الثانية يدفع باتجاهها حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر وتريد حكومة سيادية تجمع بين التكنوقراط والساسة.

 

حكومة التكنوقراط

 

وتتشكل حكومة التكنوقراط من وزراء غير حزبيين، يمتلكون الخبرة في مجال وزاراتهم، بحيث يكون وزير الاقتصاد ذا خلفية اقتصادية أكاديمية أو مهنية، أو الاثنتين معًا.

 

عاصر لبنان 11 حكومة تكنوقراط،7 منها قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، واثنتين خلالها، واثنتين منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، وفق مركز الدولية للمعلومات.

 

 وسرّبت وسائل إعلام لبنانية أنّ كلا الطرفين لا يريد التراجع عن مطلبه وخاصة الحريري المتمسك بحكومة خالية من حزب الله وهو الطرح الذي بدا قول رئيس كتلة حزب الله البرلمانية إنّ أحدًا لا يستطيع أن يلوي ذراع الحزب أو يحيده عن تحقيق أهدافه.

 

انفراجة مأمولة

 

وعلى الأرض يهدد بما هو أسوأ بالانهيار الكبير وفق التحذيرات اللبنانية خاصة بعد تهديد موظفي المصارف بالإضراب العام حتى عودة الهدوء، جاء ذلك قُبَيل جلسة لمجلس النواب الذي أعلن تأجيل جلساته أسبوعًا كاملًا.

 

وأرجع نبيه برّي رئيس مجلس النواب اللبناني تأجيل الجلسات إلى الوضع الأمني بينما يقول منتقدوه إنه يسعى لتأجيل مواجهة مفترضة على أمل التوصل إلى انفراجة مأمولة قبل عقد أي جلسة للبرلمان.

 

ورغم تلك الأحداث والمشاورات في أروقة الحكم في لبنان إلا أنّ للشارع اللبناني كلمة مختلفة فمازالت المظاهرات تجوب الشوارع وتطالب بما هو أوسع من تشكيل حكومة قد تأتي بشخصيات مختلفة، لكن أفعالها لا تختلف عن السابقين.

 

خيارات مختلفة

 

وكان الحريري قد استقال من منصبه في 29 أكتوبر الماضي، واستمرّت حكومته في تصريف الأعمال، وبدأت تُطرح خيارات عن شكل الحكومة المقبلة في أوساط المحتجين والقوى السياسية الفاعلة.

 

واندلعت الاحتجاجات في لبنان يوم 17 أكتوبر الماضي احتجاجًا على تدهور الوضع الاقتصادي وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الفساد

 

 بدورها قالت الكاتبة الصحفية اللبنانية فاطمة حوحو: إن ما يحدث  في لبنان ليس مجرد تظاهرات مطلبية، وإنما هي أبعد من ذلك فهي ثورة حقيقية ضد الفساد والظلم وموبقات النظام ورجالات السياسة والأحزاب والنقابات السلطوية.

 

فساد سياسي

 

وأضافت في تصريحات لـ«مصر العربية» أن الطبقة الحاكمة اعتقدت على مرّ السنوات الماضية أنها تمسك بالشارع اللبناني عبر التحريض الطائفي والمذهبي والهيمنة بفعل الانتخابات البرلمانية وبواسطة قوانين مفصلة على قياس الزعامات الطائفية والتسويات السياسية التي تفبرك في الغرف السوداء إلى حد لم يعد بالإمكان السكوت عنها.

 

وأوضحت أنّ المواطن العادي غير الحزبي ليس له مكان، والشباب ليس لهم مستقبل في وطنهم، كما أن كبار السن ليس لهم ضمانات صحية أو اجتماعية في وقت تخطت فيه نسبة البطالة أكثر من ٥٠% لا وظائف في الدولة إلا إذا كانوا يتبعون أحزاب السلطة الفاسدة على حد تعبيرها.

 

وأكدت أن الشعب اللبناني كان يخزن في ذاكرته فساد السلطة وتقاسم ثروات البلد وعقد الصفقات ليستفيد منها رؤساء ووزراء ونواب وحزبيين من الكهرباء إلى النفط حتى جاءت الحرائق ليجد اللبناني نفسه أمام فضيحة كبيرة الناس كادت تحترق في منازلها والدولة عاجزة عن إطفاء الحرائق بسبب أن الطائرات التي تم شراؤها سابقا لم تجر لها صيانة والمبلغ زهيد ٤٥٠ ألف دولار عندها كان لابد من صرخة ثورة ادهشت اللبنانيين أنفسهم وليس العالم فقط.

 

كسر الحواجز

 

وتابعت: "اللبنانيون اجتمعوا وكسروا الحواجز من أجل أن يكونوا مواطنين في دولة وانهم لا يطالبون بتحقيق مطالب وإنما يطالبون بحقوقهم الإنسانية بالماء بالكهرباء والصحة والتعليم والعمل وقضاء عادل ونبذ الفاسدين ووضعهم بالسجون واسترجاع الأموال المنهوبة وكان الشعار كلن يعني كلن لا يستثني أحدا متهم ممن يدعي أنه مقاومة أو يدعي أنه يحفظ حقوق مسيحيين أو يدعي أنه أبو السنة".

أما بخصوص تشكيل الحكومة فقالت: إن هناك إصرارًا من الثائرين على عدم القبول بأي شخصية من الطبقة الحالية فقد طرح اسم الوزير السابق محمد الصفدي فظهرت له ملفات فساده وسقط بعد ساعتين من طرح الإسم، مؤكدة على أن هناك إصرار على حكومة تكنوقراط من شخصيات مستقلة غير متغمسة في ملفات الفساد ولبنان مليء بالكادرات والكفاءات.

وأشارت إلى أن حزب الله يريد حكومة سياسية هو وحليفه التيار الوطني الحر ليجري الحفاظ على موقع جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون المكروه من قبل غالبية الشعب اللبناني بسبب عنجهيته وكذبه الفاضح وكونه ورط لبنان في مواقف غير صحية مع الدول العربية وهو يأمل بأن يحقق له حزب الله مطابخ بأن يكون رئيسا الجمهورية، وطبعًا هذا كـ«حلم إبليس في الجنة».

 

وأكدت الكاتبة الصحفية اللبنانية أن السلطة الحاكمة في لبنان في مأزق كبير وهي تتخبط على وقع رفض الثوار لأي حكومة غير مستقلة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان