لليوم الثالث على التوالي، تشهد عدة مدن إيرانية احتجاجات واسعة ضد قيام الحكومة برفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، تخللتها أعمال شغب ومحاولات لإحراق بعض مستودعات النفط، وإغلاق بعض الطرق.
الاحتجاجات بدأت صباح الجمعة الماضية، واتسعت رقعتها لتشمل العديد من المناطق، وبحسب وكالات أنباء فإن العاصمة طهران ومدن أخرى تشهد هدوءا حذرا، اليوم الأحد، وسط انقطاع خدمة الإنترنت بمعظم أنحاء إيران بعد موجة الاحتجاجات العنيفة.
شاهد الفيديو التالي لمعرفة القصة الكاملة حول الاحتجاجات الأخيرة في إيران:
دعم خامنئي
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قال إن الزعيم الأعلى علي خامنئي أيد رفع سعر البنزين ملقيا باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب.
وقال خامنئي: "هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك.. ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا.. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما أعمال التخريب والإخلال بالأمن ويواصلون فعل ذلك.. للأسف حدثت بعض المشاكل وفقد عدد من الأشخاص أرواحهم ودُمرت بعض المرافق".
وأشارت تقارير صحفية إلى وقوع عدة وفيات بعد اشتباكات شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن مع محتجين في طهران وعشرات المدن في أنحاء إيران يوم السبت فيما اتخذت الاحتجاجات منحى سياسيا.
Ali Khamenei, weighed in today, expressing support for the abrupt fuel price hike, calling the protesters “villains.” He openly ordered for a decisive crackdown on the protesters & instructed the security forces to act in line of their “duties.” #Iran #IranProtests @SecPompeo pic.twitter.com/Xr4mdG85Uk
— IRAN HRM (@IranHrm) November 17, 2019
ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب تطبيقها لكنه دعا المسؤولين إلى الحيلولة دون ارتفاع أسعار السلع الأخرى.
فيما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنه تم تقييد الوصول إلى الإنترنت في إيران بناء على أمر من مجلس معني بأمن الدولة وذلك بعد يومين من الاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين والعمل بنظام الحصص.
بدوره ، قال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي للتلفزيون الرسمي إن قوات الأمن ستتحرك لاستعادة الهدوء إذا ألحق المحتجون "أضرارا بالممتلكات العامة" وذلك مع انتشار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد.
#Iran, Nov 16- Millions of citizens across the country take to streets, closing the roads to protest against tripling gas prices. Video sent form the city of Shiraz. pic.twitter.com/a6FSw9gAEN
— Persian Reuters (@PersianReuters) November 16, 2019
وأضاف "قوات الأمن ضبطت نفسها حتى الآن وتساهلت مع الاحتجاجات. لكن الأولوية لدينا هي الهدوء وأمن الأفراد وستنجز (القوات) مهمتها باستعادة الهدوء إذا استمرت الهجمات على الممتلكات العامة والخاصة"، وفق ما نقلته إذاعة دويتشه فيله.
ظروف معيشية صعبة
أزمة ارتفاع الوقود جاءت في وقت يرى فيه كثير من الإيرانيين أن البنزين الرخيص في الدولة المنتجة للنفط حق لهم.
كما أشعلت زيادة سعر البنزين مخاوف من حدوث المزيد من الضغوط المعيشية، على الرغم من تأكيدات السلطات أن عائد الزيادة سيستخدم في مساعدة الأسر الفقيرة.
وباتت قدرة الإيرانيين على شراء لوازمهم أضعف بوضوح منذ العام الماضي عندما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015 النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى وعودة العقوبات الأمريكية عليها.
فيديو لإضرام النيران في "المصرف الوطني" بمدينة #بهبهان، جنوب غربي #إيران#احتجاجات_إيران pic.twitter.com/d18EyXJu2S
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) November 16, 2019
وبالإضافة إلى ارتفاع التضخم وزيادة البطالة وانخفاض الريال واستشراء الفساد ألحقت سياسة (الضغوط القصوى) التي تنتهجها واشنطن المزيد من الضرر بالاقتصاد الإيراني.