رئيس التحرير: عادل صبري 10:09 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أوروبا تتحد لتطوير أسلحتها بعيداً عن أمريكا.. هل يتفتت حلف «الناتو»؟

أوروبا تتحد لتطوير أسلحتها بعيداً عن أمريكا.. هل يتفتت حلف «الناتو»؟

العرب والعالم

الاتحاد الاوروبي يتحد ضد امريكا

بينها صواريخ وسفن وطائرات..

أوروبا تتحد لتطوير أسلحتها بعيداً عن أمريكا.. هل يتفتت حلف «الناتو»؟

إنجي الخولي 13 نوفمبر 2019 04:43

 بعد تشكيك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أهمية حلف شمال الأطلسي ، واتفاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معه وتصريحه بأن حلف الأطلسي "ميت سريرًا"، أعطت حكومات دول الاتحاد الأوروبي الضوءَ الأخضر، لبدء 13 مشروعاً دفاعياً جديداً، وفي خطوة لتطوير المزيد من الأسلحة بمنأى عن الولايات المتحدة.

 

ووفقاً لخطط وافق عليها وزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، سيبدأ العمل على بناء سفينة دورية جديدة وسلاح تشويش إلكتروني للطائرات، وتقنية لتتبع الصواريخ الباليستية.

 

واستغرق التفاوض حول هذه المشروعات عدة أشهر، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد قبل أيام الرغبة في تعميق التعاون الدفاعي بين دول الاتحاد الأوروبي، حين قال إن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة يحتضر.

 

ويجري حالياً العمل على نحو 47 مشروعاً دفاعياً مشتركاً بين دول الاتحاد الأوروبي، بعد التوقيع على اتفاق بين فرنسا وألمانيا و23 من حكومات دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في أواخر عام 2017، بشأن تمويل وتطوير ونشر قوات مسلحة بعد قرار بريطانيا الانسحاب من هذا التكتل.

 

ويمكن وضع أي أسلحة برية أو بحرية أو جوية جديدة، وكذلك تلك المتعلقة بالفضاء الإلكتروني، تحت تصرف حلف شمال الأطلسي، لكن تشكيك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أهمية الحلف أعطى قوة دفع لجهود الدفاع الأوروبية.

 

ورغم أن 22 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي شركاءُ في حلف الأطلسي، فإن الاتحاد الأوروبي يأمل في إنشاء صندوق لتمويل الأسلحة بقيمة عدة مليارات من اليورو، بدءاً من عام 2021، وهو ما يتطلَّب تكاتف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتصميم وبناء دبابات وسفن وتقنيات جديدة.

 

وبحسب الخطط والعمليات الدفاعية الأوروبية، وتلك المتعلقة بتطوير الأسلحة، فستضطلع فرنسا بدور كبير، ربما تصل نسبته إلى 60% في المشروعات البالغ عددها 47، والتي يتم معظمها بالتعاون مع ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

 

وبموجب المشروعات الأحدث، تقود فرنسا خطط تطوير سبل تتبع الصواريخ الباليستية في الفضاء، وتطوير سلاح تشويش إلكتروني بالتعاون مع إسبانيا والسويد، لصالح طائرات مقاتلة أوروبية.

 

وبالتعاون مع إيطاليا ستطور فرنسا نموذجاً لسفينة عسكرية من طراز جديد.

 

وتسعى فرنسا والبرتغال وإسبانيا والسويد أيضاً لإنتاج نظام جديد مضاد للغواصات لحماية الممرات والاتصالات البحرية.

 

وتقود فرنسا بالفعل العمل بشأن طائرات هليكوبتر أوروبية جديدة.

وأعلن ماكرون، الثلاثاء، أن النظام السياسي العالمي يعاني «أزمة غير مسبوقة»، داعياً إلى تحالفات من نوع جديد وإلى التعاون لتسوية مشكلات العالم، بحسب ما نقله موقع فرانس 24.

 

تحذير ماكرون جاء بعد أيام على صدور مقابلة أجرتها معه مجلة «ذي إيكونوميست» الخميس، رأى فيها أن الحلف الأطلسي في حالة «موت إكلينيكي»، مشيراً إلى الافتقار للتنسيق وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الأمريكية في ظل قيادة الرئيس دونالد ترامب.

 

وأبدى تشككه كذلك في قاعدة أمنية تفيد بأن الهجوم على عضو بالحلف يعني الهجوم على كل الحلفاء.

 

وخلال افتتاح منتدى باريس الثاني من أجل السلام، قال ماكرون: «إننا نعيش أزمة غير مسبوقة في نظامنا الدولي».

 

وشدد على ضرورة إيجاد «سُبل تعاون جديدة، تحالفات جديدة» بين الدول والمنظمات، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة نفسها باتت «مشلولة».

 

ورأى أن الأنظمة السياسية والمالية العالمية التي عملت بشكل جيد بعد الحرب العالمية الثانية هي اليوم في أزمة.

وقال: «كان النظام مجدياً لمدة 70 عاماً، لكنه سمح بظهور تباينات جديدة»، مضيفاً أن «أزمة في ديمقراطيتنا سمحت بإعادة إحياء النهج الأحادي».

 

وأكد ماكرون الحاجة إلى مزيد من التعاون لمواجهة هذه التحديات، داعياً إلى عدم التردد في مساءلة الهيئات الدولية.

 

وفي تلميح إلى الانتقادات التي أثارها، قال ماكرون الثلاثاء إنه من الأساسي التكلم بصراحة عن المشكلات.

 

وكانت تصريحات ماكرون بشأن حلف الأطلسي قد أحدثت ضجة في العواصم الأوروبية، فقد وصفتها المستشارة أنجيلا ميركل بأنها «مبالغ فيها»، فيما وصفها رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي بأنها «خطيرة».

 

وقال ماكرون: «أعتقد أننا بحاجة إلى الحقيقة. التحفظ والنفاق لم يعودا مجديين في زمننا، لأن مواطنينا يرون ذلك. كما أن الخمول ليس حلاً».

 

وأكد أنه يسعى إلى منع انقسام العالم حول قوتين كبريين هما الولايات المتحدة والصين، مشيراً الى أن «الانقسام بين بعض القوى المهيمنة يولد خيبات» ولا يمكن أن يستمر على المدى البعيد.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أكد أن حلف شمال الأطلسي ربما يكون أحد أهم التحالفات «في التاريخ المدوَّن».

 

وفي روسيا، حظيت تعليقات ماكرون بإشادة باعتبارها تصويراً دقيقاً لوضع الحلف.

 

وقالت ماريا زخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في صفحتها على فيسبوك: «هذا كلام من ذهب… تعريف دقيق للوضع الحالي لحلف الأطلسي».

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان