رئيس التحرير: عادل صبري 12:35 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«تصويت الأرمن» يعمق الأزمة.. أردوغان قد يُلغي زيارته لأمريكا

«تصويت الأرمن» يعمق الأزمة.. أردوغان قد يُلغي زيارته لأمريكا

العرب والعالم

أردوغان وترامب

«تصويت الأرمن» يعمق الأزمة.. أردوغان قد يُلغي زيارته لأمريكا

إنجي الخولي 05 نوفمبر 2019 05:04

يبدو أن أزمة جديدة بين واشنطن وأنقرة تلوح في الأفق مع توقعات بتأجيل أو إلغاء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في الـ13 من الشهر الجاري؛ احتجاجاً واعتراضاً على القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي حول الأرمن.

 

وقال ثلاثة مسئولين أتراك، إن أردوغان ربما يلغي زيارة لواشنطن؛ احتجاجاً على تصويت في مجلس النواب الأمريكي باعتبار قتل الأرمن قبل قرن مضى، إبادة جماعية، وسعي المجلس لفرض عقوبات على تركيا.

 

ومن المقرر أن يزور أردوغان واشنطن في الـ13 من نوفمبر، بدعوة من الرئيس دونالد ترامب، لكنه قال الأسبوع الماضي، إن التصويت يضع «علامة استفهام» على خطط الزيارة.

 

وقال مسئول تركي كبير: «هذه التحركات تلقي بظلالها بشدة على العلاقات بين البلدين، وبسبب هذه القرارات فإن زيارة أردوغان قد عُلِّقت»، مضيفاً أن قراراً نهائياً لم يُتخذ بعد.

 

وتقول مصادر تركية إن ترامب وأردوغان بينهما رابط قوي رغم الغضب في الكونغرس من العملية التركية بسوريا، وشراء أنقرة منظومة دفاع جوية روسية، ورغم ما تعتبره أنقرة تصريحات هوجاء من ترامب.

 

وتلعب هذه الروابط دوراً مهماً في ظل شراء تركيا منظومة إس-400 الدفاعية الروسية، وهي صفقة تستوجب عقوبات بموجب القانون الأمريكي.

 

وتم تعليق مشاركة تركيا في برنامج طائرات إف-35، الذي تلعب فيه دور المنتِج والمستهلِك، كما هيّأ الهجوم الذي شنته على القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، يوم 9 أكتوبر الماضي، الأجواء لمزيد من الردود الأمريكية.

 

ورغم أن ترامب بدا كأنه يُخلي الطريق للغزو التركي بسحب القوات الأمريكية، فقد فرض البيت الأبيض عقوبات لفترة قصيرة، قبل أن يرفعها بموجب اتفاق لوقف القتال وإجلاء المقاتلين الأكراد من الحدود.

 

لكن بعد ذلك بأسبوعين، أثار التصويت في الكونغرس غضب تركيا مرة أخرى.

 

الكونجرس و"أزمة الأرمن"

 

وكان مجلس النواب الأمريكي قد اتهم تركيا بارتكاب جرائم ضد الأرمن ، حيث أيد مجلس النواب الأمريكي، بأغلبية ساحقة، قراراً يعترف بأن عمليات القتل الجماعي التي تعرَّض لها الأرمن قبل 100 عام، إبادة جماعية، في تصويت رمزي لكنه تاريخي، سارعت تركيا إلى التنديد به.

 

وللمرة الأولى يصل مشروع قانون للاعتراف بمزاعم "الإبادة الأرمنية" إلى التصويت في الكونغرس بعد محاولات عدة سابقة كانت تبوء بالفشل، ما يبدو أنه مزيد من الضغط على الحكومة التركية بسبب عملية "نبع السلام" التي قامت بها للدفاع عن أمنها القومي، ومنع قيام مشروع انفصالي في المناطق الشمالية من سوريا.

 

وصوّت المجلس بأكثرية 405 أصوات مقابل 11 صوتاً على القرار الذي يؤكد أن سياسة الولايات المتحدة التي تعتبر مقتل 1.5 مليون أرمني على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الفترة من 1915 إلى 1923، إبادة جماعية.

 

وحول ذلك قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي (من الحزب الديمقراطي): "تشرفت بالانضمام إلى زملائي في إحياء ذكرى إحدى أكبر الفظائع في القرن العشرين؛ القتل المنهجي لأكثر من مليون ونصف مليون من الرجال والنساء والأطفال الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية".

 

وقدم مشروع القانون رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، آدم شيف، في أبريل الماضي، ومن المنتظر عرض القانون للتصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي خلال مدة قصيرة، وفي حال الموافقة عليه سيكون نافذاً.

 

وفي عام 2015، وللمزيد من الضغط على حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، في ملفات متعددة، قامت حكومات وبرلمانات من 29 بلداً، من ضمنها روسيا، والبرازيل، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا، وكذلك 44 ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الأمم المتحدة؛ بالاعتراف بأن الأحداث التي حصلت للأرمن كانت إبادة جماعية.

 

وفي سياق متصل، صوت أعضاء مجلس النواب الأمريكي، بأغلبية 403 أصوات مقابل 16 صوتاً، تأييداً للقرار، الذي يطالب الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات وقيود أخرى على تركيا والمسؤولين الأتراك بسبب عملية "نبع السلام" أيضاً.

 

وهدد ترامب ومشرعون أمريكيون أنقرة بعقوبات اقتصادية إذا لم توقف عملية "نبع السلام" فوراً، لكن إصرار تركيا على الاستمرار في العملية أدى إلى اتفاق بينها وبين الولايات المتحدة يقضي بانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة لعمق 30 كم خلال 120 ساعة، تلاه اتفاق مع روسيا في 22 أكتوبر الجاري يؤكد انسحاب تلك الوحدات وتسيير دوريات مشتركة مع الروس في المنطقة.

 

ويسلط ذلك التشريع الضوء على إحباط الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس من الحكومة التركية.

 

وبعد قليل من ذلك التصويت، وافق مجلس النواب بأغلبية ساحقة أيضاً على قرار يطالب الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات وقيود أخرى على تركيا والمسئولين الأتراك، بسبب هجوم أنقرة في شمال سوريا.

 

وصوَّت أعضاء المجلس، بأغلبية 403 أصوات، لصالح القرار مقابل 16 صوتاً. ويندرج في إطار مساعي الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين في الكونغرس لدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته إلى إنهاء الهجوم على القوات الكردية، التي ساعدت القوات الأمريكية في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وتقبل تركيا بأن كثيراً من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في الأرقام وتنفي حدوث القتل على نحو ممنهج أو أنه يمثل إبادة جماعية.

 

وتعتبر أنقرة أن التدخل الخارجي في هذه القضية تهديد لسيادتها.

 

رفض تركي لموقف «النواب الأمريكي»

 

وسارعت تركيا إلى التنديد بكلا التشريعين، قائلةً إن قرار الإبادة الجماعية «يخلو من أي أساس تاريخي أو قانوني… وباعتباره خطوة سياسية بلا معنى، فإنه موجَّه فحسب إلى جماعات الضغط الأرمنية وتلك المناهضة لتركيا».

 

وفيما يتعلق بقرار العقوبات، قالت وزارة خارجيتها إن التدابير العقابية التي تستهدف كبار المسئولين الأتراك والقوات المسلحة التركية «لا تتفق مع روح تحالفنا في حلف شمال الأطلسي»، وتتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار في شمال سوريا، الذي جرى التوصل إليه مع إدارة ترامب في 17 أكتوبر.

 

وقالت الوزارة في بيان: «نحث الكونغرس الأمريكي على عدم استغلال القضايا الثنائية في الاستهلاك السياسي المحلي، وعلى العمل وفقاً لروح تحالفنا وشراكتنا»، داعيةً إدارة ترامب إلى التحرك، لكيلا يلحق مزيد من الضرر بالعلاقات.

 

وتعتبر تركيا الأكراد في شمال سوريا تهديداً أمنياً. ويشعر كثير من أعضاء الكونغرس بغضب شديد من الهجوم على القوات الكردية، التي كانت تقاتل حتى وقت قريب، إلى جانب القوات الأمريكية ضد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

سبق أن رد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، على ذلك بأنه "قرار مخز من قبل أشخاص يستغلون التاريخ في السياسة"، وأضاف أن هذا القرار "لاغ وباطل" بالنسبة لتركيا.

 

في حين قال السفير التركي لدى واشنطن، سردار قليج، على حسابه بموقع "تويتر": إن "مثل هذه القرارات لا تلحق أي أذى بتاريخنا المشرف، لا سيما أنها قرارات جاءت تحت ضغط اللوبيات المعروفة بشكل يفتقر إلى الحيادية، وبعيد كل البعد عن الحقائق التاريخية التي تقتضي إجراء عملية بحث في أرشيفات الدول المعنية".

 

بدوره علق رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، يوم الأربعاء الماضي، إن "مشروع القرار (إبادة الأرمن) هذا يعد تطوراً يثير قلق كل من يقدّر العلاقات التركية – الأمريكية"، مضيفاً أن "الذين صوتوا على المشروع بنعم سيتحملون مسؤولية تدهور العلاقات الحساسة من الناحية الاستراتيجية في منطقة مضطربة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان