رئيس التحرير: عادل صبري 02:05 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مع تصوّيت «الكونجرس» على تحقيق العزل .. هل ينقذ مقتل البغدادي ترامب؟

مع تصوّيت «الكونجرس» على تحقيق العزل .. هل ينقذ مقتل البغدادي ترامب؟

العرب والعالم

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

مع تصوّيت «الكونجرس» على تحقيق العزل .. هل ينقذ مقتل البغدادي ترامب؟

إنجي الخولي 29 أكتوبر 2019 03:16

أعلن مجلس النواب الأمريكي أنه سيتخذ الخطوة الرسمية الأولى في التحقيق الذي قد ينتهي بعزل الرئيس دونالد ترامب، خلال جلسة تصويت الخميس، بالتزامن مع حالة الانتصار التي يعيشها الرئيس الأمريكي عقب إعلانه تصفية زعيم تنظيم القاعدة أبو بكر البغدادي الذي اعتبره إنجازاً يُحسب له يأمل في أن يسهم في تخفيف الانتقادات المتزايدة في صفوف أنصاره.

 

وعلى الرغم من هذا الإنجاز إلا أنه لا يتوقع أن يقلب الدفه لصالح الرئيس الذي يواجه تحقيقاً يجريه الديمقراطيون يرمي لعزله، لاتهامه بسوء استغلال للسلطة ربما عرض الأمن الوطني الأمريكي للخطر مع محاولته إقناع رئيس أوكرانيا بالتحقيق في تصرفات منافسه السياسي جو بايدن.

 

وقال لانهي تشين الباحث بمؤسسة هوفر الذي عمل مستشاراً لحملة ماركو روبيو في انتخابات الرئاسة عام 2016 وحملة ميت رومني في 2012 «لا أعتقد أن هذا الحدث يغير بالضرورة مسار حياتنا السياسية بأي شكل من الأشكال، لكنه من دون شك انتصار هائل للرئيس ترامب».

وسيكون بمقدور ترامب الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر2020 التباهي بنجاح العملية خلال الدعاية الانتخابية باعتبارها سبباً آخر لبقائه في منصبه بالإضافة إلى موقفه المتشدد من الهجرة غير الشرعية وسجله على صعيد الاقتصاد.

 

العملية أغضبت الكونجرس

 

ورغم نجاح العملية إلا ان كثيرين انتقدوا الرئيس لخروجه عن العرف بتقاعسه عن إطلاع جميع قيادات الكونغرس التي يطلق عليها اسم «عصابة الثمانية» قبل الغارة.

 

وكان ترامب قد تعمد يوم الأحد الإشارة إلى أنه لم يبلغ نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب خصمه الرئيسي من الديمقراطيين والتي لعبت دوراً رئيسياً في التحقيق في تعاملاته في أوكرانيا بهدف عزله وعزا ذلك إلى مخاوفه من تسرب المعلومات وتعريض حياة الجنود الأمريكيين للخطر.

 

وقالت بيلوسي في بيان أشادت فيه بالقوات المسلحة «لا بد من إطلاع المجلس على هذه الغارة التي تم إخطار الروس بها مسبقاً دون قيادات الكونغرس الكبرى وكذلك على استراتيجية الإدارة عموماً في المنطقة».

ومن المستبعد أن يصرف سقوط البغدادي أنظار النواب عن تحقيق العزل الذي اكتسب زخماً في أعقاب سلسلة من الشهادات الضارة بموقف ترامب التي يسعى الجمهوريون على نحو متزايد لتفنيد ما جاء فيها.

 

دفع التحقيق إلى العلن

 

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن جلسة الخميس خطوة يصفها الديمقراطيون بأنها "مهمة" لدفع التحقيق قدمًا، وإخراجه إلى العلن.

 

وعرضت الصحيفة نص رسالة أرسلتها  بيلوسي، قالت فيها إن هذا القرار "يؤسس الإجراءات الخاصة بجلسة الاستماع المفتوحة أمام الشعب الأمريكي، ويجيز الكشف عن النصوص المتعلقة بالقضية، ويضع الخطوط العريضة لإجراءات نقل الأدلة إلى اللجنة القضائية التي ستنظر في مواد المساءلة المحتملة، ويحدد بموجب الإجراءات حقوق الرئيس ومحاميه".

 

وقال النائب عن الحزب الديمقراطي، جون ماكغوفيرن، إنه سيعرض نص القرار الثلاثاء، على أن تنظر لجنته فيه يوم الأربعاء، ليلي ذلك التصويت عليه من قبل المجلس بالكامل يوم الخميس.

 

وأضاف ماكغوفيرن: "نحن نتخذ هذه الخطوة للتخلص من أي شك في ما إذا كانت إدارة ترامب ستحجب وثائق أو تمنع شهادات أو تتجاهل مذكرات الاستدعاء المجازة وفق الأصول أو تواصل عرقلة عمل مجلس النواب".

 

وبعد أن استدعى نواب ديمقراطيون الكثير من المسئولين الأميركيين الذين لا يحظون بشهرة كبيرة للإدلاء بشهاداتهم، هذا الأسبوع، ضمن تحقيقات المساءلة، يصوّب هؤلاء أعينهم على شخصية أكثر أهمية، وهي مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.

ويريد الديمقراطيون الذين يجرون التحقيق في مجلس النواب، سماع شهادة مباشرة من بولتون الذي أشارت شهادات مسؤولين آخرين إلى انزعاجه بسبب جهود البيت الأبيض للضغط على رئيس أوكرانيا للتحقيق في أنشطة منافسين سياسيين لترامب، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

 

وقال آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات في المجلس، وأحد الديمقراطيين الذين يقودون تلك الجهود، لمحطة "إيه.بي.سي" التلفزيونية: "من الواضح أنّ لديه معلومات وثيقة الصلة (بما نحقق فيه) ونريده أن يدلي بشهادته"، في إشارة لبولتون.

 

وقد لا يكون الأمر سهلاً. فقد حاول مسئولون في البيت الأبيض منع مسئولين حاليين وسابقين من الإدلاء بشهاداتهم في التحقيق، وحققوا بعض النجاح.

 

ومن بين من رفضوا الانصياع لمذكرات تطلب وثائق وزير الخارجية مايك بومبيو، وكبير موظفي البيت الأبيض مايك مولفاني، وأيضاً رودي جولياني المحامي الشخصي لترامب.

 

لكن بعض الشهود الآخرين مثلوا أمام اللجنة، برغم أوامر من الإدارة برفض ذلك.

 

هل يفعلها بولتون ويشهد ضد ترامب؟

 

وبعد شهرين على انطلاق تحقيقات مجلس النواب الساعية لبدء إجراءات العزل ، تترقب الدوائر الأميركية حسم قضية استدعاء مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون للإدلاء بشهادته في جلسة سرية أمام لجان المجلس.

 

وحتى الآن لم يتأكد إدلاء بولتون بشهادته، خاصة بعدما رفض مسئول ملف أوكرانيا السابق في مجلس الأمن القومي تشارلز كوبرمان الإدلاء بشهادته إلا بعد الحصول على إذن قضائي.

 

وقالت مصادر في الكونغرس، لوكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، إنّهم قد يقومون باستدعاء بولتون للشهادة في جلسات علنية من المتوقع أن تبدأ في الأسابيع المقبلة.

 

وقال شيف، الأحد، إنّه يتوقع أن يحاول البيت الأبيض منع المستشار السابق من المثول أمام اللجنة، لكنه لم يقل إن كان يعتزم استدعاء بولتون للشهادة في جلسة علنية أم مغلقة.

 

ويرتبط بولتون بعلاقات قوية مع كوبرمان، مما دفعهما للاستعانة بنفس شركة المحاماة التي يرأسها صديقهما المقرب تشاركز كوبر.

وبرر كوبرمان طلبه بأنه يواجه معضلة كبيرة، إذ يرفض البيت الأبيض أن يدلي بشهادته في وقت يطالبه الكونغرس بالمثول أمام اللجنة القضائية للإدلاء بشهادته.

 

الجدير بالذكر أن كوبرمان كان بجانب الرئيس ترامب أثناء محادثته الهاتفية مع الرئيس الأوكراني يوم 25 يوليو الماضي.

 

ويدور التحقيق حول تلك المكالمة الهاتفية وهل ربط ترامب خلالها تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بفتحها تحقيقات فساد تتعلق بهانتر بايدن، وهو نجل الديمقراطي جو بايدن المنافس المحتمل لترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

ولم يعلق بولتون الذي أقاله ترامب، في سبتمبر ، بعد خلاف بينهما بشأن كيفية التعامل مع تحديات السياسة الخارجية، على مساعي مساءلة الرئيس.

 

ويرغب الديمقراطيون في استدعاء مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون للإدلاء بشهادته، خاصة بعدما أشارت تقارير صحفية إلى غضبه ورفضه لمحتوى المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع الرئيس الأوكراني.

 

كما أشارت التقارير إلى انزعاج بولتون من الدور الكبير الذي منحه ترامب لمحاميه الخاص رودي جولياني في التخطيط لدفع أوكرانيا إلى بدء تحقيقات حول بايدن.

 

وخلال المرة الوحيدة التي تحدث فيها بعد مغادرته منصبه الشهر الماضي، هاجم بولتون سياسة ترامب الخارجية، وهاجم بشدة الديمقراطيين في الوقت ذاته.

 

وتقليديا يرى الديمقراطيون بولتون داعية للحروب وشخصا شديد التطرف، إلا أنه أصبح يمثل أملهم الأكبر في توفير معلومات تضر بموقف ترامب.

 

وتشير نتائج التحقيقات حتى اليوم إلى أن بولتون عارض أي تأجيل في منح أوكرانيا المساعدات العسكرية رغم محاولات ترامب ومحاميه جولياني تأجيلها.

 

ويعتبر بولتون على معرفة قوية بدهاليز البيروقراطية السياسية الأميركية بحكم خلفيته كدارس للقانون في جامعة ييل العريقة، وعمله السابق بوزارة العدل أثناء حكم الرئيس رونالد ريغان، وانضمامه إلى وزارة الخارجية في عهد جورج بوش الابن. وفي الوقت ذاته، يمثل ولاؤه الراسخ للجمهوريين نقطة يصعب معها توقع ما سيقدم عليه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان