نزوح كبير للمدنيين، لا مشافي ولا مراكز إيواء، يموتون من البرد والصقيع القاتل، تحولت المقاعد الدراسية في مناطقهم إلى مكان تنشر فيه الملابس المبللة، بدلاً من الدراسة في رحابها، كل مقومات الحياة لم تمر من هنا..

بتلك العبارات وصف الكاتب الصحفي الكردي أورهان كمال، حال النازحين الكرد في الشمال السوري.

ويضيف كمال لـ"مصر العربية"، أن العائلات النازحة يتم توزيعها على المدارس في الحسكة، والذي يصل لقرابة 53 مدرسة، وأيضا في القامشلي والتي بها نحو 5 مدارس.

وبين أن العائلات الكردية هي من تتحمل العبء الأكبر للهجوم التركي الأخير في سوريا، الأسر النازحة ترى مدنها بـ سري كانيه ولا تستطيع دخولها.

وتابع أن الإدارة الذاتية المشرفة على تأمين مناطق النزوح تحضر الآن لإنشاء مخيم إيواء في بلدة توينة غربي الحسكة على طريق واصل بين الحسكة وتل تمر.

وأشار الصحفي الكردي إلى أن الأوضاع الإنسانية بمناطق اللجوء شمال سوريا كارثية، فلا مشافي ولا مراكز إيواء، ولا غطاء، الصقيع يطارد الأسر الكردية، حتى الأدوية وحليب الأطفال لم يعد لهم وجود.

وخلال حديثه عن معاناة الكرد، بين، كمال أن الجمعيات والمنظمات الطبية في بعض الأوقات تقدم خدمات في المدارس التي يتواجد بها النازحين، فهذه المنظمات قدمت بعض المساعدات إلى النازحين.

وعن ما يتردد بوجود اشتباكات مسلحة في تلك المناطق، أشار كمال إلى أن مناطق الحسكة والقامشلي ليس بها اشتبكات، فالاشتباكات في الجهة الشرقية من المدينة.

يذكر أن تركيا أعلنت عملية عسكرية في الشمال السوري في التاسع من الشهر الجاري، قبل أن تعلن انتهائها في السابع عشر من الشهر ذاته.

وعلى الرغم من الاتفاق الذي توصلت إليه أنقرة وواشنطن يوم الخميس ١٧ أكتوبر، إلى اتفاق لتعليق العملية العسكرية، والقاضي بأن تنسحب قوات سوريا الديمقراطية من "المنطقة الآمنة" العميقة المقترحة من تركيا، والتي يبلغ طولها 20 ميلاً (32 كم) على حدودها، مقابل وقف لإطلاق النار إلا أنه سجلّت خروقات من الجانب التركي والكردي لهذا الاتفاق.