رئيس التحرير: عادل صبري 06:13 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل تصلح باكستان ما أفسدته السياسة بين الرياض وطهران؟

هل تصلح باكستان ما أفسدته السياسة بين الرياض وطهران؟

العرب والعالم

محمد بن سلمان وعمران خان

هل تصلح باكستان ما أفسدته السياسة بين الرياض وطهران؟

أحمد جدوع 21 أكتوبر 2019 19:22

"هل تصلح باكستان شيئًا مما أفسده التوتر السياسي بين الرياض وطهران؟"..سؤال يطرح نفسه بعد وساطة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي يحاول من خلال مبادرته إذابة الجليد بين السعودية وإيران.

 

وعلى الرغم من أن المبادرة الباكستانية الحالية لتبديد التوتر المتصاعد بين طهران والرياض ليست الأولى إلا أن باكستان يبدو أنها عازمه في تلك المحاوله على إيجاد حل للسلام بين البلدين .

 

وتحاول باكستان التوسط مستغلة علاقتها مع الطرفين لكنها محاولة دونها عقبات عديدة منها ما هو متعلق بتعقيدات الملفات الإقليمية ومنها ماهو متعلق بتدخلات أمريكية وإسرائيلية.

 

علاقات دبلوماسية

 

وترتبط باكستان بعلاقات دبلوماسية وعسكرية قوية مع السعودية حيث يعيش 2,5 مليون باكستاني. وتمثّل إسلام أباد أيضًا المصالح القنصلية لإيران في الولايات المتحدة في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

 

وبغض النظر عن المعوقات فقد استقبلت طهران المبادرة الباكستانية بإيجابية وترحيب من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني والذي أكد أن النوايا الحسنه ستقابل بالنوايا الحسنة وأن مفتاح حل الأزمة بين بلاده والسعودية هى إنهاء حرب اليمن.

 

المسئول الباكستاني الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع البلدين، طار إلى المملكة محملًا بـ"وجهة نظر الإيرانيين"، لنقلها إلى المسئولين السعوديين، بحسب ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني.

 

4 عقود من التوتر

 

بيد فإنه حتى الآن مازالت تفاصيل محاولات باكستان في عودة العلاقات السعودية الإيرانية المتوترة منذ 4 عقود في طي الكتمان خاصة وأن بعض الدوائر من كل جانب تسرب أحيانا بعض المعلومات لكنها غير رسمية.

 

وكانت وكالة أنباء إيرانية ذكرت أن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، توجه إلى إيران بطلب سعودي حاملا مبادرة جديدة لحل الخلاف. فيما نفت وزارة الخارجية الباكستانية ما تردد من تقارير إعلامية عن طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من رئيس الوزراء، عمران خان، الوساطة مع إيران.

 

وتصاعدت التوترات بين إيران وجماعات حليفة لها في دول عربية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء خليجيين (خاصة السعودية) وغربيين لها من جهة أخرى، على خلفية ملفات عديدة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، وحرية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وأمن منشآت النفط في الخليج.

 

مبادرات للصلح

 

وفي الفترة الأخيرة تراجعت حدة التوترات بين الرياض وطهران بعد نفي الأخيرة استهداف منشأتي نفط لشركة "أرامكو" السعودية الشهر الماضي.

 

بدوره قال المحلل السياسي عبد الشافي مقلد، إن الوساطة الباكستانية بين السعودية وإيران ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لترميم الشرخ وحل الشقاق بين الدولتين والنتيجة واحدة وهى اللا صلح فى ظل تشبث كل دولة بسياساتها وشروطها ورفض كلا منهما تقديم أية تنازلات.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أنه لن تفلح أى مساعى للصلح بين الرياض وطهران فى ظل تمسك كل طرف بأن يكون "السيد" فى طبيعة العلاقات بينهما ولى ذراع الآخر، مؤكدا أن نجاح المصالحة مرهون بتقديم تنازلات متبادلة وتحييد نقاط الشقاق الجوهرية إذا ما كان الطرفين حريصين على تلك المصالحة وهو ما لم يحدث.

 

وأوضح أن المبادرات و الوساطات ستظل مستمرة بين السعودية وإيران لكنها دون جدوى، ما يجعل مستقبل العلاقات بين الدولتين غامض فى ظل تلك الحالة والتربص والتعنت.

 

خلاف عقائدي

 

 فيما يرى الباحث في العلاقات الدولية مؤمن رميح إن التوتر بين طهران والرياض معقد لأن الخلاف فضلا عن أنه تاريخي فهو عقائدي كما أن حرب اليمن رسخت هذا الخلاف الذي أصبح يمثل خطرا على الوجود السعودي.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن مبادرة السلام الباكستانية تصب في مصلحة إسلام أباد المحاصرة هى الأخرى بالتوتر مع جارتها بسبب الخلاف على كشمير وهو خلاف يزيد من نزيف الاقتصاد الباكستاني.

 

وأوضح أن من مصلحة الدول الثلاث باكستان والسعودية وإيران أن تنجح هذه المبادر فالرياض استنزفت من حرب اليمن وطهران محاصرة دوليا بسبب دعمها للحوثي والمشهد أصبح ملغم ولابد من خروج الجميع من هذه الأزمة.

 

تسوية الخلافات

 

وأشار رميح إلى أن تسريب بعض التصريحات من كلا الطرفين ( السعودية – وإيران) والمتعلقة بأن الطرف الآخر هو الذي يريد التقارب من باب حفظ ماء الوجه ستكون الثغرة التي ستفشل تلك المحاولة.

 

وأكد أنه يجب على الطرفين أن يصغيا لصوت العقل لأن طبيعة المرحلة تستوجب تسوية الخلافات ولو بشكل مؤقت للخروج من عنق الزجاجة وإنهاء حرب اليمن.

 

ومنذ 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن؛ دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان