رئيس التحرير: عادل صبري 12:33 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالفيديو| ترامب ونانسي بيلوسي.. علاقات متدهورة على صفيح ساخن

بالفيديو| ترامب ونانسي بيلوسي.. علاقات متدهورة على صفيح ساخن

العرب والعالم

بيلوسي وترامب

بالفيديو| ترامب ونانسي بيلوسي.. علاقات متدهورة على صفيح ساخن

سارة نور 17 أكتوبر 2019 17:46

منذ وصول نانسي بيلوسي إلى رئاسة مجلس النواب الأمريكي، اتسمت العلاقات بينها وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعداء؛ إذ يصرون على تبادل الاتهامات والتصريحات العدائية التي تصل إلى حد السخرية والتهكم. 

 

ترامب كان يخشى وصول بيلوسي إلى رئاسة مجلس النواب، إذ توجه لأنصاره من الجمهوريين في أحد التجمعات بولاية مينيسوتا قائلا: (أيمكنكم تصوُّر نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب؟)، مضيفا: (لا تفعلوا هذا بي! لا أتصور ذلك، ولا أنتم).

 

ورغم ذلك، حصلت السياسية المخضرمة نانسي بيلوسي التي تنتمي للحزب الديمقراطي على أصوات الأغلبية بمجلس النواب في يناير 2019، ومن هنا بدأ التحدي بين بيلوسي  وترامب يظهر في تعطيل أجندة الأخير الانتخابية. 

 

التحدي الأول بين نانسي بولسي وترامب منذ توليها لرئاسة مجلس النواب كان التصويت  على اقتراح ترامب بشأن الإغلاق الحكومي الذي استمر أسابيع عدة بسبب نقص الميزانية في ينايرالماضي، إذ لم ينل اقتراح ترامب تأييد العدد المطلوب من مجلس الشيوخ.

 

والاقتراح الذي طرحه ترامب كان يحتاج إلى ستين صوتا لإحالته على التصويت في مجلس الشيوخ، لكن الأمر كان متعذرا لأن الجمهوريين الذين ينتمي إليهم ترامب لا يملكون سوى 53 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ. 

 

ورفضت أنذاك بيلوسي، إلقاء ترامب خطابه سنوي أمام الكونجرس حتى انتهاء إغلاق الحكومة، وفي رسالة وجهتها بيلوسي لترامب أبلغته بأن "مجلس النواب لن ينظر في الوثيقة المشتركة (من غرفتي الكونجرس) التي تخول خطاب رئيس الدولة حول حالة البلاد في مجلس النواب إلى حين إعادة فتح الحكومة".

والسبب الرئيس الذي أدي إلى توقف جزئي لعمل ربع المؤسسات الحكومية منذ الـ22 من ديسمبر 2018 حتى نهاية يناير الماضي، يرجع إلى التأخر في إقرار الميزانية الحكومية المؤقتة للعام الجاري جراء خلاف بين ترامب والنواب الديمقراطيين بشأن تشييد الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك. 

 

وبعد نحو شهر من أزمة الإغلاق الحكومي، انتشر مقطع فيديوظهرت بيلوسي وكأنها تسخر من خطاب ترامب، خلال خطابه السنوي المعتاد أمام الكونجراس الأمريكي، لكن  نانسي فسرت الفعل على أنه ترحيب وليس سخرية،قائلة: "لم يكن الأمر ساخرًا كنت أريد من الرئيس الأمريكي أن يعرف أنه كان موضع ترحيب كبير".

غير أن ما أثار الشبهات حول حسن نية بيلوسي، هو أن تصفيقها جاء بعد وعد ترامب، خلال خطابه، بأنه سيساعد في نبذ سياسات الانتقام، واغتنام التعاون والوفاق، لكنه عاد ليحذر الديموقراطيين المسيطرين على مجلس النواب، من توسيع تحقيقاتهم بشأن علاقاته مع روسيا، لافتًا إلى أن التحقيقات السخيفة والمنحازة تهدد اقتصاد أمريكا.

 

وفي أزمة هجوم ترامب على النائب الديمقراطي إليجا كومينغز الذي تعود أصوله إلى أفريقيا، تزعمت بيلوسي الرد على ترامب، إذ اتهمته بالعنصرية،موضحة أن هجوم ترامب عنصريا لأن نسبة السود في دائرة كومينغز تتعدى الـ50%. 

 

وكان ترامب هاجم النائب الديمقراطي إليجا كومينغز ومقاطعته الكائنة في ولاية ميريلاند على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"،في يوليو الماضي قائلا: إن دائرة كومينغز ذات الأغلبية السوداء "ممتلئة بالقوارض"، مشيرا إلى أن "كومينغز بلطجي".

 

وكان كومينغز، وهو رئيس لجنة الرقابة التابعة لمجلس النواب، باشر بسلسلة تحقيقات بشأن سياسات إدارة ترامب، ومنها معاملة المهاجرين في مراكز الاحتجاز، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. 

 

وفي أعقاب مطالبة ترامب نائبات الكونجرس إلهان عمر ورشيدة طليب بالعودة لبلادهن، نددت نانسى بيلوسى بـ«هجوم» الرئيس، قائلة: (أرفض تعليقات ترامب التى تنمّ عن الرهاب من الأجانب وتهدف إلى تقسيم أمّتنت).

وأضافت نانسي بيلوسي في تصريحات صحفية أن تعليقات ترامب تؤكد أن خطّته (اجعلوا أمريكا عظيمة مجدّدًا) كانت دائمًا تتعلّق بجعلها بيضاء مجددًا. 

 

أما الأزمة الأكبر والأهم في علاقة الرئيس الأمريكي بالكونجرس الذي تتزعمه نانسي بيلوسي، هي أزمة التحقيق مع ترامب في مزاعم ضغطه على نظيره الأوكراني لفتح التحقيق مجددا مع نجل النائب الديمقراطي جو بايدن المرشح الأبرز للرئاسة الأمريكية. 

 

وفي 24 سبتمبر، أعلنت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية فتح تحقيق رسمي بهدف عزل الرئيس دونالد ترامب المشتبه بانتهاكه الدستور عبر السعي للحصول على مساعدة دولة أجنبية لإيذاء خصمه الديموقراطي جو بايدن.

وقالت بيلوسي إن "تصرفات رئاسة ترامب كشفت عن الحقائق المشينة لخيانة الرئيس لقسمه وخيانته لأمننا القومي وخيانته لنزاهة انتخاباتنا:، مضيفة: "لذلك، أعلن اليوم أن مجلس النواب يفتح تحقيقاً رسمياً لعزل الرئيس".

 

في المقابل، رد ترامب على حملة الديمقراطيين لعزلة قائلا عبر تويتر: ( يوم بمثل هذه الأهمية في الأمم المتحدة، كثير من العمل وكثير من النجاح، لكن الديموقراطيين قرروا إفساد كل شيء  حملة مطاردة نتنة. أمر سيء جداً لبلدنا).

 

وفي 7 أكتوبر الجاري، شن ترامب هجوما حادا على رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي في تغريدة له عبر تويتر قائلا: ( إن بيلوسي قد تكون مدانة بالخيانة بسبب، ما وصفه، بعلمها بتوصيف عضو ديمقراطي كبير لمكالمته الهاتفية مع رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي).

 

وأوضح أن بيلوسي كانت تعرف كل أكاذيب رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي آدم شيف"، وعلى دراية بعمليات التحايل الكبيرة التي ارتكبها بحق الكونغرس والشعب الأمريكي، على حد قوله، مضيفا: بيلوسي مذنبة مثل شيف وغيره ممن تواطئوا، داعيا إلى ضرورة عزلهم جميعا فورا.

وتفاقمت درجة التصريحات العدائية المتبادلة خلال جلسة عُقدت في البيت الأبيض لمناقشة السياسة الأمريكية في سوريا، واحتد السجال المتبادل بين ترامب و بيلوسي، وأطلق عليها ترامب وصف" نانسي العصبية".

 

وقال ترامب في تغريدة على تويتر : "نانسي بيلوسي تحتاج إلى مساعدة وبسرعة! إما أن شيئًا ما لا يعمل في عقلها أو أنها ببساطة لا تحب بلدنا.. انهارت بالكامل في البيت الأبيض اليوم، من الحزن رؤية ذلك.. صلوا من أجلها إنها إنسانة مضطربة جدًا"، ونشر صورة لبيلوسي وهي وافقة وتوجه أصبع اتهام إليه".

 

في المقابل قالت  نانسي بيلوسي، إن الرئيس دونالد ترامب غضب وفض اجتماع قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري معه بشأن سوريا فور علمه بتمرير تشريع يدين قراره سحب القوات هناك، مضيفة أن إن ترمب أُسْقِط في يده عندما ضغط عليه الديمقراطيون بشأن خطته لقتال تنظيم الدولة.

 

وأضافت أنها ستصلي من أجل صحة ترامب عقب انفجاره غاضبا في اجتماع البيت الأبيض، فيما  اتهمت  ترامب بفعل ما يسهل النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وأضافت أن ترامب قال إنه وعد بإعادة الجنود إلى الوطن، متسائلة "هل الوطن هو السعودية؟.

وكشاهد عيان على هذه الجلسة وأحد المشاركين فيها، قال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن ترامب بدأ بتوجيه "نقد لاذع ومبتذل"، ونانسي قالت إن الرئيس يعاني من حالة انهيار.

 

وأضاف شومر أن بعد مغادرة الاجتماع: "كان يوزع الإهانات، وخاصة لرئيسة مجلس النواب، موضحاً أنه "وصفها بأنها سياسية من الدرجة الثالثة"، مشيرا إلى أن مشرّعين آخرين من الحزبين الديموقراطي والجمهوري استمروا في حضور الاجتماع.

 

فيما قال الديموقراطي المخضرم في مجلس النواب ستيني هوير أنّه وآخرين شعروا بالإهانة الشديدة بسبب معاملة ترامب لبيلوسي، وبدا منزعجًا من شدة السجال في البيت الأبيض،قائلا : "لقد حضرت الكثير والكثير من هذه الاجتماعات"، لكن "لم يسبق لي أن رأيت رئيساً يعامل هيئة حكومية موازية بهذا القدر من قلة الاحترام".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان