الأوضاع هنا مأساوية، والأهالي بين خيارين أحلاهما مُر، إما الموت من الدواعش في العراء، وإما البقاء في المنازل ينتظرون هجوم الأتراك.. بتلك العبارات تحدث الكردي بانكين عبد الله لـ"مصر العربية".
وأضاف أحد شهود العيان بمدينة كوباني الكردية، أن الآلاف من المدنيين ينزحون للعراء هربا من هجوم الجيش التركي، موضحا أن القرى الحدودية المتاخمة لمدينة كوباني خالية من السكان، بسبب عمليات النزوح الجماعية.
وتابع: الحياة هنا توقفت في كوباني، حتى المشافي خارج الخدمة، باستثناء مشفى واحد، لا يزال يستقبل القتلى والجرحى.
للوقوف على آخر المستجدات بمناطق الكرد، أجرت "مصر العربية" حوارا مع أحد أهالي مدينة "كوباني" الكردية.
إلى نص الحوار..
بداية.. حدثنا عن آخر المستجدات بمدينة كوباني بعد 8 أيام من بدء العملية العسكرية التركية شمال سوريا؟
مع الأسف، بالنسبة للقرى الحدودية فسكانها لا يزالون نازحين، يسكنون العراء في الجبال خوفا من استهداف منازلهم، وأيضا خوفا من خلايا داعش ممن سيطروا على غرب كوباني، فكان اليوم ظهور كبير لهذه الخلايا في مناطق خراب عشق وغيرها..
أهالي كوباني الآن بين خيارين أحلاهما مر، إما أن يموتوا بالعراء على أيدي الخلايا النائمة للدواعش، أو أن يرجعوا للمدينة ينتظرون الاشتباكات مع الجيش التركي.
هل هناك اشتباكات داخل كوباني الآن؟
هناك رشق بالصواريخ التركية على بعض المناطق، تحديدا بغرب وشرق كوباني.
وماذا عن الأوضاع الإنسانية؟
الأهالي هنا في حالة قلق واكتئاب ورعب كبير، يسألون عن الاتفاقيات التي لا نسمعها إلا في الإعلام، ربما الوضع من حيث المظهر آمن، لكن في داخل كل شخص لغط كبير، يسأل كل شخص عن مصيره ومستقبله.
.PNG)
هل من استعدادات للمقاتلين الكرد في كوباني للتصدي سواء للدواعش أو للأتراك؟
نعم.. طبعا هناك استعدادات من قوات الأساييش ومن الأهالي ممن تطوعوا وحملوا السلاح للدفاع عن مدنهم وأرضهم، لكن عدد كبير من المدنيين يخرجون بالليل خوفا من القصف، ثم يعودون بالنهار.
وهل من استعدادات إنسانية كالمستشفيات ومناطق للإيواء وغير ذلك؟
مع الأسف بسبب سوء الأوضاع والخوف والذعر، فأغلب الأطباء والممرضين تركوا المشافي وخرجوا من المدينة، في الأساس يوجد مشفيان في كوباني، الأول خرج من الخدمة والآخر يقاوم من أجل البقاء لاستقبال الحالات الحرجة، ومن ثم إذا حدثت أية كارثة فلن يكون هناك أية استعدادات لاستيعاب الوضع لأنه الآن مكتظ بالجرحى.
ترددت أنباء عن اتفاقيات بين جيش الأسد والأمريكان على حدود كوباني.. ما حقيقة الأمر؟
بالنسبة للاتفاق الذي أبرم بين قوات قسد وجيش النظام، فهناك أنباء متضاربة عن الخبر، لم نصل إلى الخبر الصحيح، هناك من يقول أن جيش النظام سيتوزع على الحدود بعمق 1 كيلو متر في كوباني، ومن بعد رأس العين حتى حدود العراق باستثناء تل أبيض..
طبعا دخل جيش النظام إلى المناطق الحدودية في منبج وإلى الآن لم يدخل مناطق كوباني، خصوصا وأن القوات الأمريكية منعت دخولهم، خوفا من حدوث اشتباكات، بحسب تبريراتهم.
الأتراك على لسان الأمريكان وعدوا بعدم الدخول لكوباني.. هل تتوقع أن يفي الجيش التركي بذلك؟
بحسب المعطيات والضغوطات الخارجية فلن تدخل تركيا مدينة كوباني، أما إذا كان الحديث عن الالتزام من قبل الجانب التركي بالوعود، فأعتقد أن تركيا وأخلاقياتها السياسية بعيدة كل البعد عن الالتزامات، فهي تخترق كل البنود والمواثيق الدولية، وما حدث في روجافا خير دليل..
إذ لم تكن هناك قرارات دولية تمنع تركيا من الدخول لكوباني، فلا أعتقد أن تركيا ستلتزم بوعودها، لذا نأمل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومن الولايات المتحدة أن تحمينا، وأن يضغطوا وأن يعملوا على هذه النقطة، بأن يمنعوا تركيا من الدخول لكوباني، خصوصا وأن أردوغان لن يلتزم بوعوده، فقد تعودنا على الخداع، أو اللهجة الدبلوماسية لأردوغان.
