يبدو أن هناك سباقاً بين القوات التركية وقوات النظام السوري على دخول مدينة منبج الاستراتيجية ، ضمن عملية "نبع السلام" التركية ، فبعد أن أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن بلاده ستنفذ خططها بشأن منبج، أعلن الإعلام الرسمي للنظام السوري أن وحدات من الجيش دخلت منبج.. فما الذي يحدث في المدينة؟.
بدأ الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري المعارض، مساء الاثنين، هجوماً باتجاه مدينة منبج، شمال شرقي حلب، بعد إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الاتفاق مع قوات النظام على دخول المدينة.
وقالت مصادر عسكرية، إن القوات التركية قصفت العديد من المواقع التي تتمركز فيها "قسد" في محيط منبج بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، في محاولة لكسر دفاع "قسد" حول المدينة.
وقالت فصائل المعارضة المسلحة أنها حشدت قواتها منذ مدة وأنها "بدأت عملية السيطرة على منبج وطرد مسلحي قسد من المدن وإعادة المدينة إلى أهلها ".
وتقع منبج على بعد ثلاثين كيلومتراً من الحدود التركية. وسبق أن انتشرت وحدات من النظام في ديسمبر على تخومها بناء على طلب كردي أيضاً لردع هجوم لوحت تركيا بشنه آنذاك. إلا أن وجودها كان "رمزياً" بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانبه، أقر مصدر في مجلس منبج العسكري التابع للإدارة الكردية بأن" فصائل المعارضة بدأت عملية عسكرية في ريف منبج الشمالي والغربي، وقواتنا تواجه القوات التركية المعتدية".
وأعلن المتحدث باسم الجيش الوطني يوسف حمود، أن الجيش الوطني استولى على دبابة لقوات النظام كانت متجهة إلى مدينة منبج.
وأشارت حسابات تابعة للفصائل العاملة في الجيش الوطني إلى أن مقاتلي الفصائل سيطروا على قرى الياشلي والدندنية والأزوري في محيط منبج.
ويأتي هذا التحرك رداً على إعلان الولايات المتحدة إخلاء مواقعها العسكرية في عين العرب، وأعلان "قسد" عن عقدها اتفاقا مع النظام السوري، يقضي الأخير بالانتشار في المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرتها، شمال شرقي سوريا، ودخول قواتها إلى مدينة عين العرب، وفرض سيطرتها عليها، تفاديا لاقتحامها من قبل القوات التركية، والجيش الوطني السوري، في إطار عملية "نبع السلام".
ويسيطر مجلس منبج العسكري، الذي يضم مقاتلين محليين ويرتبط بالإدارة الذاتية الكردية، على المدينة منذ صيف العام 2018، بعد انسحاب الوحدات الكردية منها بموجب اتفاق أبرمته واشنطن مع تركيا آنذاك.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، طردت في أغسطس 2016 تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من منبج بعد معارك عنيفة وبغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال إعلام النظام السوري، صباح الاثنين، إن وحدات من قوات الأسد دخلت مدينتي منبج وعين العرب في ريف حلب، بعد يوم من اتفاق بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وفي المقابل، نشرت صحيفة "صباح" التركية مشاهد، قالت إنها لطلعات نفذتها المقاتلات التركية، فوق مدينة منبج بعد بدء الهجوم.
وشوهدت آليات مجنزرة تركية، تحمل جسورا معدنية كبيرة لتركيبها على ضفتي النهر، من أجل انتقال الآليات العسكرية.
#عاجل الجيش الوطني السوري يبدأ معركة #منبج pic.twitter.com/8tVdyQghOP
— آرام ميديا (@AramMedia_N) October 14, 2019
ولفت نشطاء سوريون إلى أنه تم تحرير قرية الدندنية، التابعة لريف منبج.
وأرسل الجيش التركي، الاثنين، تعزيزات عسكرية إلى قواته المشاركة في عملية "نبع السلام" شمال سوريا.
واتجهت حافلات على متنها قوة عسكرية، و مختلف المعدات العسكرية، في اتجاه ولاية شانلي أورفا الحدودية، و ذلك من أجل استخدامها في العملية.
وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه "لا يوجد خلاف مع روسيا بشأن منطقة عين العرب (كوباني)، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى نهجاً إيجابياً بشأن الوضع على الحدود".
#منبج
— منبج نيوز Manbij News (@manbij_news) October 14, 2019
حاملة جسور ودبابات للجيش التركي تتوجه نحو نقاط التماس في منبج مع ميلشيات #قسد pic.twitter.com/XVjdTXJAWh
وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن القوات التركية الآن في مرحلة تطبيق قرار دخول منبج، في إطار العملية العسكرية التي تشنها أنقرة على مواقع الأكراد في شمال سوريا.
وفي السياق ذاته قالت وسائل إعلام تركية: "إن اتصالات هاتفيا، جرى بين وزير الدفاع خلوصي أكار ونظيره الروسي سيرجي شويغو، تم خلاله تبادل وجهات النظر، حول قضايا الأمن والدفاع".
كما أشارت إلى اتصال هاتفي جرى بين رئيس الأركان، يشار غولر مع نظيره الروسي، فاليري غراسيموف، لبحث الأوضاع الأمنية في سوريا، في ظل العملية العسكرية الجارية شمال سوريا.
قوات الجيش الوطني السوري تدخل قرية "الياشلي" بريف #منبج وتواصل تقدمها من عدة محاور
— مروان سالم (@marwan_salem_sy) October 14, 2019
تعزيزات عسكرية تركية إلى منبج pic.twitter.com/3PFgpmX1yz
وكانت العمليات العسكرية قد أسفرت، الاحد، عن تقدم واسع لقوات الجيش الوطني والجيش التركي، حيث بسط الأخيران سيطرتهما على مدينة تل أبيض وعلى العديد من القرى والبلدات في محوري تل أبيض ورأس العين.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية وصول القوات إلى الطريق الدولي الواصل بين القامشلي ومنبج "m4" بعد التوغل لمسافة 30-35 كلم في الأراضي السورية.
الجيش الوطني السوري يستنفر قواته على أطراف مدينة #منبج شرق حلب منعاً لحصول أي تقدم لنظام الأسد إلى المدينة واستعداداً لبدء معركة ضد مواقع ميليشيات الحماية في المنطقة. pic.twitter.com/yFmzFBLuc9
— خالد حاج حمود (@Khaledhamoud904) October 14, 2019
وقالت وسائل الاعلام التركية أن 7 من أفراد قوات المعارضة السورية، قتلوا خلال اليومين الماضيين إثر المعارك ، فيما أصيب إثر المعارك 51 مقاتلا، خلال اليومين الماضيين.
وحتى الآن قتل 23 من أفراد المعارضة السورية، وأُصيب 108 آخرون، منذ انطلاق العملية العسكرية، كما تم السيطرة على مركزي مدينتين، وبلدة، وعشرات القرى في المنطقة.
وبدأت العملية بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي بشنّ غارات جوية من الجيش التركي وضربات مدفعية على مواقع المليشيات في منطقتي تل أبيض ورأس العين.
بدأت قوات الجيشين التركي و الوطني بالتحرك للعمل على تحرير #منبج بعد طرد التنظيمات الإرهابية الإنفصالية منها#نبع_السلام pic.twitter.com/zTgzsS66rK
— دارين (@dareen_hora) October 14, 2019