رئيس التحرير: عادل صبري 12:12 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأكراد في حضن الأسد.. مواجهة وشيكة بين الجيشين التركي والسوري

الأكراد في حضن الأسد.. مواجهة وشيكة بين الجيشين التركي والسوري

العرب والعالم

بشار الأسد- أردوغان

الأكراد في حضن الأسد.. مواجهة وشيكة بين الجيشين التركي والسوري

معتز بالله محمد 13 أكتوبر 2019 21:11

بدأت وحدات من الجيش السوري، مساء اليوم الأحد، التحرك باتجاه الشمال، للتصدي لما تصفه دمشق بـ"العدوان التركي" على أراضيها، ممثلا في العملية التي تسميها أنقرة "نبع السلام"، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

 

وإذا ما صحت هذه الأنباء ستكون هذا المعركة الأولى التي يخوضها الجيش السوري، وتحظى بدعم عربي منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

 

ولم تورد الوكالة الرسمية أي تفاصيل حول ما إن كان هذا التحرك يأتي في اطار اتفاق مع الأكراد.

 

إلا أن مصدراً عسكرياً سورياً كان قد صرح في وقت سابق الأحد لوكالة "سبوتنيك" الروسية بأن وحدات من الجيش السوري بدأت مساء اليوم بالتحرك من مواقعها في محيط مدينة منبج شمال شرقي محافظة حلب شمالي سوريا (تسيطر عليها سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية "قسد") باتجاه مركز المدينة.

 

وكشف المصدر الذي طالب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام عن وجود اتفاق مبدئي بين الجيش السوري والقوات الروسية من جهة مع سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

 

ويقضي الاتفاق بدخول وحدات من الجيش السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة عين عرب (كوباني- تسيطر عليها "قسد") خلال الساعات القليلة القادمة.

 

وبحسب المصدر يتضمن الاتفاق "انتشار وحدات الجيش السوري مع أسلحتها الثقيلة والمتوسطة في مدينة منبج ورفع العلم السوري فوق المراكز الحكومية داخل المدينة وعلى مداخلها ومخارجها".

 

وكان مسؤول في ما تسمى "الإدارة الذاتية الكردية" قد أعلن اليوم الأحد، التوصل إلى اتفاق مع روسيا لتسليم مدينة عين العرب، للنظام السوري.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع تحرك آخر مدرعة أمريكية من مدينة منبج، في وقت تحث فيه واشنطن الخطى لإنهاء مغادرة جنودها وآلياتها العسكرية الشمال السوري الذي يشهد منذ الأربعاء عملية عسكرية تركية تقول أنقرة إنها موجهة ضد التنظيمات الكردية المسلحة التي تهدد أمنها.

 

ويقول خبراء إن الأكراد في شمالي سوريا وبانطلاق العملية العسكرية التركية الواسعة، وجدوا أنفسهم أمام خيار وحيد ممثلاً في التقرب من دمشق، التي كثيراً ما اتهمتهم بالخيانة على خلفية تحالفهم مع واشنطن الذين كانوا شركاء لها في دحر تنظيم "داعش" الإرهابي من سوريا.

 

ويعتبر الأكراد انسحاب القوات الأمريكية من الشمال السوري، تمهيدا للعملية التركية، "خيانة" من قبل واشنطن التي تركتهم وحدهم على خط النار.

 

لذلك فإن غياب القوات الأمريكية هو ما دفع غالبا الأكراد إلى العودة مجددا للنظام السوري طلباً للمساعدة.

 

وفي هذا الصدد يقول الباحث في معهد الأمن الأمريكي الجديد نيكولاس هيراس لوكالة الصحافة الفرنسية: "لا يود الأكراد التصالح مع الأسد وفقا لشروط دمشق التي ستؤدي إلى خسارتهم لإدارتهم الذاتية".

 

ويستدرك قائلاً "اللجوء إلى الأسد قد ينجح في إبعاد تركيا، ولكنه سيكون خيارا مرا من الصعب على قيادة قوات سوريا الديموقراطية تجرعه".

 

وكان الأكراد قد استغلوا الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا إبان ثورة عام 2011، وانسحاب قوات النظام من مناطق يشكلون غالبية سكانها، وقاموا بتشكيل إدارة ذاتية، وبنوا مؤسساتهم الخاصة.

 

واحتلت القوات الكردية "قسد" بلدات عربية بشمالي سوريا، حتى باتت تسيطر على نحو 30 بالمئة من مساحة البلاد، إثر طردها- بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن- تنظيم "داعش" من شمال وشمال شرقي البلاد.

 

وباستغاثتهم بدمشق لمواجهة الهجوم التركي، سيجد الأكراد أنفسهم أمام خيار صعب يقضي بالتخلي عن إداراتهم الذاتية والحفاظ على المكتسبات التي حققوها خلال السنوات الماضية، حيث ترفض دمشق أي شكل من أشكال الحكم الذاتي على أراضيها وسبق وطالبت بتفكيك قوات "قسد" وانضمامها للجيش السوري، وإعادة المناطق التي سيطروا عليها إلى حضن الدولة.

 

ولا يعرف تحديداً مآلات المعارك حال اندلعت بين الجيش التركي ومسلحين سوريين موالين له من جهة، وكل من الجيش السوري (مدعوماً بروسيا) وسوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى.

 

لكن مراقبين يرون أنه باندلاع المواجهة سيجد الجيش التركي نفسه في يمكن اعتباره "فخ" داخل سوريا، وسيضطر في النهاية للتفاوض مع دمشق عبر موسكو، فيما سيكون النظام السوري هو أكثر المستفيدين، لاسيما فيما يتعلق بإعادة ترميم شرعيته التي تآكلت بفعل المذابح التي ارتكبها على مدى سنوات ضد شعب ثار يوماً على حكمه.

 

وأطلق الجيش التركي بالتعاون مع ما يسمى "الجيش الوطني السوري"، الأربعاء الماضي، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.

 

وتقول أنقرة إن العملية تهدف إلى تطهير المنطقة من مسلحي تنظيم قوات حماية الشعب الكردية ( "ي ب ك" يشكل العود الفقري لقوات "قسد") الذي يعد امتداداً لتنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، واللذين تعتبرهما تركية تنظيمين إرهابيين، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان