رئيس التحرير: عادل صبري 11:24 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الهجوم التركي المحتمل.. مخاوف من انتعاشة داعشية

الهجوم التركي المحتمل.. مخاوف من انتعاشة داعشية

أحمد علاء 08 أكتوبر 2019 21:33
أثار الضوء الأخضر الذي منحته الولايات المتحدة لتركيا من أجل شنّ هجومها في شمال سوريا، مخاوف كردية وأوروبية من أن يؤدي ذلك إلى انتعاش تنظيم "داعش"، رغم تأكيد أنقرة التزامها بالحؤول دون ذلك.
 
وأمس الاثنين، بدأت واشنطن سحب قواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، على وقع تهديد أنقرة بهجوم وشيك ضد المقاتلين الأكراد الذين كانوا الشريك الرئيسي لواشنطن في قتال التنظيم المتطرف على مدى سنوات، فيما أعلنت أنقرة - اليوم - استكمال الاستعدادات لشن العملية العسكرية.
 
وحذّرت سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، من أن من شأن أي هجوم أن يقوّض الجهود الناجحة التي بذلتها لدحر التنظيم، وسيسمح بعودة قادته المتوارين عن الأنظار.
 
وعكست سلسلة تصريحات على لسان مسؤولين أوروبيين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، الخشية من أن يمهد أي هجوم محتمل لعودة ظهور التنظيم الذي ما زال يُشكِّل تهديدًا كبيرًا.
 
في هذا السياق، يرى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر في تصريحات للوكالة، أنّ من مصلحة سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية التحذير من خطر التنظيم في حال اندلاع أي مواجهة مفتوحة مع تركيا.
 
وأضاف: "الواقع هو أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا، وعلى الأرجح سينتشر في حال حوّلت سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية اهتمامها ومواردها.. لصالح معركة دفاعية ضد تركيا".
 
ورغم تمكّن سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من دحر التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، إلا أنه لا يزال قادرًا على التحرّك عبر خلايا نائمة وفي البادية السورية، حيث يشنّ بين الحين والآخر هجمات دامية ضد قوات النظام السوري.
 
ويقول رئيس هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبد الكريم عمر: "هذه المعركة لم تنته وهناك المئات من الخلايا النائمة في المناطق التي تم تحريرها مؤخرًا".
 
وخاضت سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية معارك عدة ضد التنظيم آخرها في شرق سوريا، حيث أعلنت القضاء على "الخلافة" التي كان التنظيم أعلنها على مناطق سيطرته في سوريا والعراق المجاور في العام 2014.
 
وتحتجز هذه القوات عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم، وبينهم عدد كبير من الأجانب، وتخشى اليوم أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلباً على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات.
 
ويقول عمر: "ليست لدينا معتقلات مضبوطة أمنيًا، هي مجرد أبنية تم وضع هؤلاء الدواعش داخلها"، محذرًا من أن أي حالة فراغ أو فوضى يمكن أن تشكل فرصة لفرار هؤلاء المجرمين.
 
ويبدي خشيته تحديدًا في شأن مصير مخيم الهول، وهو أكبر المخيمات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية ولو أنه يقع في شمال شرق سوريا على بعد عشرات الكيلومترات من المنطقة العازلة التي ترغب تركيا بإقامتها، ويصفه عبد الكريم عمر بـ"قنبلة موقوتة"، بعدما شهد مؤخرًا حوادث اعتداء وفوضى خصوصاً في القسم المخصص لعائلات مقاتلي التنظيم الأجانب.
 
ويؤوي المخيم المكتظ أكثر من ثلاثة آلاف عائلة من عائلات مقاتلي التنظيم من إجمالي أكثر من 70 ألف شخص، وفق الإدارة الذاتية الكردية.
 
وحذرت الإدارة الذاتية في تقرير، من أنّ "المهاجرات"، وهي تسمية تُطلق على زوجات الإرهابيين الأجنبيات، لسن أقلّ خطورة من آلاف مقاتلي التنظيم في مراكز التوقيف.
 
وبحسب تقرير صدر الأسبوع الماضي عن معهد دراسات الحرب، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، فإن مقاتلي التنظيم يقدمون على رشوة حراس السجن وجمع الأموال لتهريب النساء خارج المخيمات، وبينها الهول.
 
ويرجّح المعهد أن يكون التنظيم بصدد الإعداد على الأرجح لعمليات أكثر تنظيماً وتنسيقاً لإطلاق سراح عناصره المعتقلين.
 
ويشكل هذا السيناريو هاجسًا لدول أوروبية عدة منضوية في التحالف الدولي بينها فرنسا، حيث حذّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون در مول في بيان لها: "تنظيم داعش الذي انتقل الى العمل السري منذ هزيمته على الأرض، يبقى تهديدًا كبيرًا لأمننا الوطني".
 
وشددت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر على أنه لا ينبغي إضعاف النصر الذي حققه أكراد سوريا بدعم من التحالف ضد التنظيم.
 
في مواجهة هذه المخاوف، سارعت تركيا على لسان المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم كالين إلى التأكيد أنها ستواصل معركتها ضد داعش ولن تسمح له بالعودة بشكل أو بآخر، غير أنّ محللين يرجّحون أن أنقرة ستستهم من دون تعمّد في إنعاش التنظيم.
 
ويوضح هيلر: "ما يُرجّح حصوله هو أن هذه المنشآت التي تشهد حالات فوضى ومحاولات فرار، ستصبح أكثر هشاشة في ما لو أعادت سوريا الديمقراطية" target="_blank">قوات سوريا الديمقراطية نشر عناصرها الذين يتولون الحراسة لقتال تركيا".
 
ويضيف: "إذا فرّت كوادر التنظيم وسط الفوضى، فباستطاعتهم تحفيز عمليات التنظيم محليًّا، وفي حال تمكنوا من الهرب من الساحة السورية، فبمقدورهم زيادة حجم المجموعات المسلحة دوليًّا".
 
ولطالما حذر مسؤولون أمريكيون من أن التنظيم رغم خسائره الميدانية ما زال يعمل على تعزيز قدراته.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان