رئيس التحرير: عادل صبري 05:24 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«أوبك للحبوب» تعود من جديد.. هل يلقى الاقتراح الروسي صدى دولي؟

«أوبك للحبوب» تعود من جديد.. هل يلقى الاقتراح الروسي صدى دولي؟

العرب والعالم

روسيا المصدر الأول للقمح

«أوبك للحبوب» تعود من جديد.. هل يلقى الاقتراح الروسي صدى دولي؟

إنجي الخولي 06 أكتوبر 2019 02:51

دأب نائب رئيس الوزراء أليكسي جوردييف، وهو أحد المسئولين المخضرمين في القطاع الزراعي الروسي، على الدعوة لإنشاء "أوبك الحبوب" في السنوات السابقة، واليوم عاد نائب رئيس الوزراء الروسي تقديم الاقتراح، لإنشاء منظمة للحبوب على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

 

وروسيا، أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم، وواحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، ولكنها ليست عضوا في أوبك.

وقدم نائب رئيس الوزراء أليكسي جوردييف، الذي كان وزيرا للزراعة لمدة عشر سنوات حتى عام 2009  المقترح بانشاء "أوبك الحبوب" لكن لم يتخذ أي تحرك دولي بشأن تنفيذه.

 

وتمثل تصريحاته أمس السبت المرة الأولى التي يعود فيها إلى الفكرة بشكل علني منذ عودته إلى الحكومة في عام 2018.

 

ونقلت إنترفاكس عن جوردييف قوله للصحفيين بعد اجتماع مع وزيرة الزراعة الألمانية إن "أوبك الحبوب" ستهدف إلى ضمان الاستقرار في سوق الحبوب وتنسيق سياسة الأسعار وحل مشكلات الجوع في العالم وقد تشمل روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا والأرجنتين وغيرهم.

 

من وافق على المقرح في السابق؟

 

اقترحت وزارة الزراعة الروسية في شهر يونيو 2007 طرح فكرة إنشاء منظمة على شاكلة تلك التي تضم مصدري النفط، أي "أوبك للحبوب" target="_blank">أوبك للحبوب" لتنسيق نشاط المنتجين والمصدرين وتجارة الحبوب في العالم.

 

وقبلت أوكرانيا وكازاخستان وقتها بهذا الاقتراح، فيما أبدت الولايات المتحدة الأمريكية أيضا اهتمامها بهذه المبادرة كما قال الوزير جوردييف وقتها.

 

حيث طرح جوردييف فكرة إنشاء "أوبك للحبوب" target="_blank">أوبك للحبوب " أول مرة في شهر يونيو 2007 في اجتماع اللجنة الروسية الأوكرانية حول مسائل تنمية المجمع الزراعي الصناعي.

 

 وأعجب وزير سياسة الزراعة الأوكراني يوري ميلنيك بهذه الفكرة وأعلن أنه من الضروري أن تنسق روسيا وأوكرانيا وكازاخستان مواقفها وخطواتها في سوق الحبوب.  

ومع زايد القلق من ارتفاع أسعار القمح في أسواق العالم أصبحت فكرة المنظمة الدولية أكثر إلحاحا ، خاصة مع النمو السكاني العالمي  وما يترتب عليه من ارتفاع الطلب على الخبز.

إضافة إلى تواصل الطلب على الحبوب كمادة أولية لصناعة الوقود البيولوجي النباتي الذي يرتفع عاما بعد عام.

 

المخاوف و"الكارتل" الدولي


ما يثير قلق الخبراء ويدفعهم للنصح بانشاء المنظمة الدولية للتحكم في انتاج وزراعة واسعار الحبوب ، أن الظروف المناخية في هذا العام لا تساعد على تغطية الطلب المرتفع على القمح. ويُتوقع أن تظل أسعار الحبوب في الارتفاع .

 

وتصدّر روسيا 12 مليون طن من الحبوب في السنة في المتوسط إلى البلدان الأخرى.

ولأن أسعار الحبوب في الأسواق العالمية مرتفعة فإن مزارعي روسيا يجدون لهم مصلحة في بيع جزء من الإنتاج في الأسواق العالمية في وقت يحذر فيه بعض الخبراء من أن أسعار الخبز في السوق الروسية مرشحة للارتفاع.

 

وفيما يتعلق بارتفاع أسعار الحبوب في العالم، يرى الخبراء الروس أن هذا يعزى إلى نمو استهلاك الحبوب في آسيا وأفريقيا، وحالات التأزم في بعض المناطق.

كما يعود أحد أسباب تلك الظاهرة إلى تحول قسم كبير من محصول الذرة من قطاع صادرات الحبوب إلى قطاع إنتاج الوقود البيولوجي في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

 

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "أوبك" للدول المنتجة للنفط رأت النور في عام 1960 عندها اتحدت خمس دول وهي إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا من أجل التحكم بأسعار النفط العالمية.

 

وانضمت إليها في ما بعد 9 دول أخرى.

 

والهدف من هذا الكارتل الذي يتحكم بنحو ثلثي الاحتياطي العالمي من النفط وبأكثر من 50 بالمائة من صادرات النفط العالمية هو عدم السماح بانخفاض أسعار النفط. وفي حال بدأت الأسعار بالانخفاض، حينها تتخذ حكومات دول "أوبك" قرارا بتقليص استخراج النفط.

يشار إلى حصة روسيا وأوكرانيا وكازاخستان، حسب معطيات معهد دراسة حالات السوق الزراعية (موسكو)، تشكل نحو 20%من سوق صادرات الحبوب.

 

ولكن في حال دخلت الولايات المتحدة في "أوبك" الحبوب، ستتحكم هذه المنظمة في 62 بالمائة تقريبا من صادرات الحبوب على نطاق العالم كله.

 

ولكن من المستبعد أن تتفق الدول المعنية فيما بينها. فهناك ثماني دول كبرى (هي الأرجنتين وكندا والاتحاد الأوروبي عدا الدول الآنفة الذكر) توفر ما نسبته 90 بالمائة من حجم الصادرات العالمية من الحبوب لكنها تتنافس بشدة فيما بينها.

 

"فاو": إنتاج الحبوب أقل وفرة

 

بحسب "رويترز"، بلغ متوسط مؤشر "فاو" لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، 169.9 نقطة في الشهر الماضي دون تغير عن أغسطس 2019.

 

وكانت القراءة السابقة لشهر أغسطس تبلغ 169.8 نقطة، وتتوقع المنظمة أن يكون إنتاج الحبوب أقل وفرة قليلا في 2019، مقارنة بالتوقعات السابقة.

 

ووفق مؤشر "فاو" لم يطرأ تغير كبير على مؤشر أسعار الحبوب عن أغسطس، بالرغم من تحرك مختلف مكوناته في اتجاهات متباينة، بينما ، وكانت أسعار الذرة منخفضة على أساس شهري بسبب معروض كبير في الصادرات، وهبطت أسعار الأرز بفارق ضئيل.

 

وخفضت "فاو" توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي في 2019 بواقع 2.2 مليون طن، ليكون إنتاج الحبوب العالمي عند 2.706 مليار طن، لكنه لا يزال يزيد 2 في المائة على مستويات 2018.

 

وتعزو "الفاو" "الخفض الأخير في أغلبه إلى خفض توقعات الإنتاج العالمي للأرز واللحوم، ما رجح كفة توقعات بإنتاج أكبر للحبوب الخشنة".

 

وكانت توقعات الاستهلاك العالمي للحبوب في 2019-2020 عند 2.714 مليار طن، بانخفاض قدره 1.7 مليون طن عن سبتمبر، لكن بارتفاع 1.3 في المائة عن 2018-2019 وتشكل مستوى مرتفعا قياسيا.

 

ورفعت "فاو" توقعاتها لمخزونات الحبوب العالمية بحلول نهاية موسم 2020 بواقع 2.4 مليون طن إلى 850 مليون طن بانخفاض 2 في المائة عن مستوياتها في بداية الموسم.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان