رئيس التحرير: عادل صبري 04:15 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل تذهب أمريكا إلى الحرب من أجل السعودية؟.. 5 نقاط ترد

هل تذهب أمريكا إلى الحرب من أجل السعودية؟.. 5 نقاط ترد

العرب والعالم

هل المنطقة على شفى حرب جديدة؟

هل تذهب أمريكا إلى الحرب من أجل السعودية؟.. 5 نقاط ترد

محمد الوقاد 28 سبتمبر 2019 18:41

خلال اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس "عبدالفتاح السيسي" بنظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، على هامش اجتماعات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حاءت أولى تصريحات "السيسي" بعيدة عن الشأن المصري، حيث بدأ الرئيس كلمته بشكر "ترامب" على "حكمته البالغة" في عدم التسرع بالرد عسكريا على إيران، بعد أزمة الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية، منتصف سبتمبر الجاري.

 

الرئيس "السيسي" شكر "ترامب" على جعل الخيار العسكري هو الأخير في التعامل مع تلك الأزمة المتصاعدة، وعكس ذلك التصريح إدراكا من القيادة المصرية لمدى فداحة الثمن الذي يمكن أن تدفعه المنطقة، جراء أي رد عسكري أمريكي على الأزمة، في ضوء التحفز الذي تتعامل به إيران، وأيضا في ضوء عدم اقتناع قوى دولية مهمة بمسؤولية طهران عن هجمات أرامكو في بقيق وخريص.

 

وفي الواقع، ليست القيادة المصرية فقط هي التي تدرك فداحة ثمن الرد العسكري، لكن الولايات المتحدة نفسها تدركه.

 

ورغم أن الأنباء الواردة من واشنطن تشير إلى وجود خطط جاهزة على طاولة "ترامب" للرد العسكري على إيران، من بينها استهداف أكبر مصفاة نفط في طهران بضربة محدودة، لكن يبدو أن واشنطن لن تغامر بدفع الثمن، لمجرد أن الرياض تريد ذلك.

 

ويعدد المحلل "دانييل ديبتريس" خمسة نقاط، تقف وراء رفض أمريكا دخول الحرب مع إيران من أجل السعودية، وهي كالتالي:

 

1- السعودية هي من تعرضت للهجوم وليست واشنطن

 

تعد "بقيق" عبارة عن منشأة مملوكة للسعودية، وتعمل على الأراضي السعودية، وتنتج النفط السعودي، وتعود أرباحها للخزانة السعودية، وقد يكون الهجوم بالطائرات بدون طيار أو الصواريخ على المرفق المهم انتهاكا مباشرا لسيادة المملكة العربية السعودية وسلامتها الإقليمية، لكنه ليس هجوما على الولايات المتحدة أو شعبها.

 

وإذا كان هناك رد، فيجب أن تقوم الرياض بالتخطيط له وتنفيذه، ربما بالاشتراك مع شركائها ذوي التفكير المماثل في الخليج العربي، وكلهم مهتمون بضمان قدرتهم على الاستمرار في تصدير نفطهم بشكل مستقر دون تهديدات لا يمكن التنبؤ بها.

 

ويقول الكاتب إن الجيش الأمريكي موجود للدفاع عن الولايات المتحدة والشعب الأمريكي، ويتم استخدامه كملاذ أخير عندما تتعرض المصالح الأساسية الأمريكية للخطر، ويجب ألا تحدد أي دولة أجنبية، حليفة أو شريكة، متى تستخدم الولايات المتحدة القوة أو لا تستخدمها، وينبغي على واشنطن ألا تسمح لدولة أجنبية بسحب الولايات المتحدة إلى مشاحنات لا علاقة لها بها.

 

2- الحرب مع إيران ستكون مكلفة

 

لا يعد الصراع مع إيران وصفة لمزيد من انعدام الأمن فقط، ولكنه أيضا يعد انتهاكا لاستراتيجية الأمن القومي واستراتيجية الدفاع الوطني الخاصة بإدارة "ترامب"، وقد أظهرت الإدارة في استراتيجياتها الحاجة إلى التعامل مع عالم تسود فيه المنافسة بين القوى العظمى بشكل متزايد على المشهد الأمني ​​العالمي.

 

ويتسبب الغوص مباشرة في الشرق الأوسط، وتخصيص المزيد من الموارد الأمريكية في منطقة تصبح أقل أهمية من الناحية الجيوسياسية مع الوقت، في تقويض الجهود الرامية إلى التركيز على صراع القوى العظمى.

 

3- الحرب تتسبب في زيادة الهجمات

 

بالطبع فإن الزيادات قصيرة الأجل في أسعار النفط الخام أمر مؤسف، لكن لم يحدث اضطراب كبير وطويل الأجل في إمدادات النفط العالمية، لكن ما قد يتسبب في اضطراب طويل الأجل هو تصعيد عسكري قد يتطور بسرعة إلى حرب أخرى لا نهاية لها.

 

ويعالج السعوديون بالفعل زيادات الأسعار بسرعة عن طريق الإفراج عن بعض الطاقة الفائضة، ولن يؤدي شن هجوم انتقامي على الأهداف الإيرانية، خاصة منشآت معالجة النفط كما ينادي بعض أعضاء مجلس الشيوخ، إلا إلى مزيد من النقص في إمدادات النفط في السوق، ما يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات، وربما يؤدي إلى ركود آخر.

 

4- إيران جاهزة للرد

 

هناك ثقة غير مبررة في واشنطن حول قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على احتمالات التصعيد، ويفترض هؤلاء الذين يمارسون ضغوطا من أجل الرد العسكري أن الأثر النفسية للعملية العسكرية سيكون مدمرا للغاية لطهران، بحيث يختار القادة الإيرانيون عدم الرد خوفا مما قد يحدث بعد ذلك، لكن هذا الافتراض وهمي، خاصةً مع معرفة تاريخ إيران كبلد ذي تاريخ حافل بالرهانات المغامرة.

 

ويبقى الأمر الجدير بالانتباه هو أن الذين يتوقون إلى التصعيد هم نفس الأشخاص الذين توقعوا بثقة أن حملة "أقصى ضغط" سوف تجبر الإيرانيين على الاستسلام، والحقيقة بالطبع هي أن طهران هي الطرف الأكثر عدوانية وإقبالا على مخاطر الحرب في الخليج العربي.

 

وتمتلك إيران العديد من الأصول في المنطقة التي قد تستخدمها للانتقام والتسبب في صداع للمنطقة، بما في ذلك المزيد من المضايقات للناقلات المدنية في الخليج.

 

ومن المرجح أن تتصاعد أي ضربة عسكرية أمريكية بسرعة إلى حرب تقليدية لا يريدها أحد، وتبقى أفضل طريقة لتجنب الحرب هي عدم بدء الحرب.

 

5- التنافس السني الشيعي

 

كما ينصح الكثير من الخبراء، يجب على واشنطن ألا تختار جانبا في المعارك السنية الشيعية في المنطقة، ولا يجب أن تخاطر بحياة الجنود الأمريكيين أو الأموال الأمريكية بغرض تنظيف فوضى أي حليف لها، ويعد التنافس بين الرياض وطهران تنافسا على النفوذ بين بلدين يملكان عقودا من التاريخ السيئ بينهما، وقد ساهمت الصورة النمطية للمملكة كحليف للولايات المتحدة وإيران كعدو لها بشكل كبير في زيادة الاضطراب المنطقة.

 

وفي حين يعزى جزء من نجاح "دونالد ترامب" في الوصول لمقعد الرئاسة إلى التزامه بمنع واشنطن من الدخول في حروب جديدة وإنهاء "الحروب التي لا نهاية لها"، فإن عليه اليوم أن يحافظ أحد وعوده الانتخابية الأكثر أهمية بدلا من الاستماع إلى مؤسسات واشنطن الراكدة والمفلسة.

 

يبقى الإشارة إلى أن مصر أيضا هي آخر من تريد تصعيدا قد يغلق مضيق باب المندب في البحر الأحمر، فتخرج قناة السويس من الخدمة، في ظرف اقتصادي بالغ الحساسية تتعرض له البلاد، علاوة على تسبب الحرب في انتهاء الانتعاش النسبي الذي شهده قطاع السياحة في مصر، بالإضافة إلى خسائر أخرى ضخمة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان