يرى المحلل السياسي اليمني والباحث في الشؤون الاستراتيجية وإدارة الأزمات الدكتور عمر الشرعبي أنّ استراتيجية المملكة العربية السعودية في التعامل مع الأزمة اليمنية كانت ولا تزال خاطئة، متحدثًا عمّا وصفها بـ"ارتجالية وعشوائية" في القيادة العامة للتحالف العربي والحرب إجمالاً.
ويقول في حوارٍ مع "مصر العربية"، أنّ "الفشل السعودي" أحد أسباب ظهور الأزمات ومنها الأزمة العسكرية اليمنية والأزمة الاقتصادية والأزمة الإنسانية، معتبرًا أنّ أغلب المحليين والخبراء العسكريين والسياسيين يحاولون فقط الدعم المعنوي للمملكة والتحالف فقط.
ويضيف الشرعبي أنّ العرض الحوثي بوقف هجماتها على المملكة مقابل وقف عمليات التحالف في اليمن له أبعاد سياسية وعسكرية، متوقّعًا أنّ توافق الرياض على هذا العرض في نهاية المطاف.
إلى نص الحوار:
كيف تُقيّمون الاستراتيجية السعودية في اليمن؟
استراتيجية السعودية كانت ولا زالت خاطئة في التعامل مع الأزمة اليمنية بحربها التي دخلت عامها الخامس، ما يحدث على الأرض يؤكد أنّ هناك ارتجالية وعشوائية في القيادة العامة للتحالف العربي والحرب إجمالاً.
وما النتائج التي ترتبت على هذه الحالة؟
الفشل السعودي أحد أسباب ظهور الأزمات ومنها الأزمة العسكرية اليمنية والأزمة الاقتصادية والأزمة الإنسانية، ونلحظ أنّ أغلب المحليين والخبراء العسكريين والسياسيين يحاولون فقط الدعم المعنوي للمملكة والتحالف فقط وهذا جزء مهم لأنّ أغلب الحروب تأخذ طابعُا إعلاميًّا وسياسيًّا أكبر من المواجهات الميدانية.
كيف تنتظرون إلى العرض الحوثي للسعودية؟
العرض المقدم من مليشيا الحوثي للملكة العربية السعودية بإيقاف الضربات الصاروخية وكذلك الطائرات المسيرة مقابل وقف عمليات التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن له أبعاد سياسية وعسكرية.
أي أبعاد يحملها هذا العرض؟
البعد السياسي فرض واقع جديد للمناورات السياسية والتفاوض بالمستقبل القريب والبعد العسكري أنّه سوف يتم إيقاف الحرب الجوية، ويتم الاعتماد على الحرب البرية بشقيها الميداني للحكومة الشرعية وكذلك قوات التحالف الأخرى المتواجدة في بعض المحافظات الجنوبية والحديدة ومأرب.
ما فرص نجاح هذه المبادرة؟
احتمال تحقُّق العرض هذا سوف يكون وقتيًّا إن تمّ فعليًّا لأنّ الحرب الجوية لها أهمية كبيرة في الانتصار للحرب البرية إجمالًا في الحروب الحديثة لأنها حرب غير تقليدية.
عادل الجبير فتح الباب مفتوحًا أمام هذا العرض.. لم يوافق ولم يرفض.. برأيكم، كيف تتعامل الرياض مع الأمر؟
السيناريو المحتمل أنّ الرياض ستوافق بالوقت الحالي لالتقاط الأنفاس لاعادة ترتيب البيت العسكري ووضع استراتيجية حرب جديدة لأن الواقع الميداني تغير نوعًا ما.
وما انعكاسات هذه الموافقة إن تمت؟
بالطبع هذا العرض لو تمت التوافق عليه سوف يعكس سياسيًّا على العودة إلى طاولة المفاوضات غير المجدية لاختلاف المصالح بين جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات السابقة.
هذه التطورات جاءت بعد هجوم أرامكو.. كيف نظّرتم إلى هذا الاعتداء؟
الهجوم على معملي أرامكو يحمل بصمة حوثية واضحة، فالضربات والهجمات الصاروخية البالستية وغيرها من الضربات الجوية على السعودية التي أعلنتها جماعة الحوثي سابقًا تؤكّد أنّها تُطوِّر منظوماتها الصاروخية بشكل سريع لضرب الأهداف السعودية بشكل عام وهذا ما حدث فعليًّا.
وكيف يمكن أن يكون الرد على هذا الهجوم؟
الضربة الأخيرة على معملي شركة أرامكو النفطية أعلنت جماعة الحوثي المسؤولية عنها، كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنّها ضربات ذات طابع إيراني، وبالتالي من خلال مفاهيم علم الحروب يمكن القول إنّ جميع السيناريوهات قد تكون ممكنة.
من يمكن أن يكون المنفذ.. الحوثي أم إيران؟
أعتقد أن هذه الهجمات ذات طابع حوثي وليس إيرانيًّا لأنّ الجيش اليمني كان ولا يزال يمتلك خبرات عسكرية مؤهلة للقيام بتلك المهام القتالية والتطويرية للأسلحة بشكل عام.