رئيس التحرير: عادل صبري 01:02 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«تحالف أمل» روحاني لضمان الملاحة.. قابل للتنفيذ أم مبادرة دعائية ؟

«تحالف أمل» روحاني لضمان الملاحة.. قابل للتنفيذ أم مبادرة دعائية ؟

العرب والعالم

روحاني في الأمم المتحدة

«تحالف أمل» روحاني لضمان الملاحة.. قابل للتنفيذ أم مبادرة دعائية ؟

إنجي الخولي 26 سبتمبر 2019 04:52

لم تكن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك ومشاركته في أعمال الدورة الـ47 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمرا عابر، بل حظيت باهتمام عالمي،  أطلق خلالها روحاني مبادرة "مبادرة هرمز للسلام"؛ بهدف تحقيق التقدم والرخاء، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة.

 

وتأتي المبادرة التي تهدف إلى إنشاء "تحالف أمل" لضمان سلامة الملاحة في مضيق هرمز، فيما تعمل واشنطن على خطتها الخاصة بتشكيل تحالف عسكري، يضمن أكثر من 50 دولة لضمان الملاحة في مياه الخليج، على خلفية تزايد الحوادث المتعلقة بناقلات النفط في المنطقة.

 

وانضمت المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومن قبلهما البحرين للتحالف الأمريكي العسكري.

 

وتأتي دعوة إيران لدول المنطقة للانضمام في تحالف الأمل وسط أجواء مشحونة بينها وبين السعودية بعد حادث استهداف شركة أرامكو، حيث تصاعد التوتر بين إيران ومجموعات حليفة لها في دول عربية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء خليجيين وغربيين لها من جهة أخرى، على خلفية ملفات، أبرزها: حرية الملاحة البحرية في ممرات المنطقة، وخاصة مضيق هرمز، وأمن منشآت النفط، والبرنامج النووي الإيراني.

 

تحالف "الأمل"

 

دعا روحاني إلى تشكيل تحالف جديد يسمي تحالف "الأمل" لضمان الأمن في منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، ويكون بمشاركة دول المنطقة، وتحت مظلة أممية.

 

وقال روحاني خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء:" أدعو كافة الدول المتأثرة بالتطورات في الخليج للمشاركة بتحالف الأمل، اي مبادرة هرمز للسلام".

وأضاف روحاني "هذه المبادرة تشمل مجالات التعاون المختلفة كالعمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة وتتدفق النفط من وإلى مضيق هرمز، وأبعد منها".

 

وأوضح الرئيس الإيراني "يقوم التحالف على أسس مهمة، أهمها هما مبدأ عدم الاعتداء وعدم التدخل في شؤون بعضنا البعض"، مشددا "المظلة الأممية مهمة لإضفاء شرعية علي تحالف الأمن وتشكيل دولة أجنبية لمثل ذلك التحالف يعد تدخلا بشؤون المنطقة".

 

وشدد روحاني على أن "أمن المنطقة يتحقق بخروج القوات الأمريكية وليس بوجودها"، معتبراً أن "الاستقرار في الخليج والشرق الأوسط يجب البحث عنه في الشرق الأوسط وليس خارج المنطقة".

ووجه حديثه للسعودية قائلاً: إن "أمريكا ليست جارة لكم وإنما الجمهورية الإسلامية هي جارتكم"، ولفت إلى أن أمن السعودية يتحقق من خلال "إنهاء الحرب في اليمن وليس من خلال الاستعانة بالأجانب"، مؤكداً في الوقت ذاته أن المنطقة "تقف على حافة الهاوية، وسنرد بحزم على أي اعتداء يستهدف أراضينا".

 

وخاطب قادة العالم قائلًا: "فلنستثمر في بناء مستقبل أفضل، بدلًا من الاستثمار في الحرب والعنف، ولنعد إلى العدالة والسلام والعهود.. وإلى طاولة المفاوضات".

 

 ورأى أن "أمن المنطقة سيتحقق بخروج القوات الأمريكية.. الحل النهائي للسلام يأتي عبر الديمقراطية في الداخل والدبلوماسية في الخارج".

 

واستطرد: "إن كانت الشرارة بلغت أراضي الحجاز (يقصد الهجمات على شركة "أرامكو" النفطية بالسعودية) فيجب البحث عمن أشعل النيران.. أمن السعودية لن يتحقق باستدعاء الأجانب، ولن يتحقق إلا بوقف الاعتداء على اليمن".

 

ومنذ 2015، تقود السعودية تحالفًا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة قوات الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

 

تفاصيل التحالف

 

سبق وأن أعلنت الحكومة الإيرانية عن مبادرة تشكيل تحالف دولي لضمان الأمن في منطقة الخليج، يضم كلا من إيران والسعودية والعراق والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت برعاية الأمم المتحدة.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الاثنين الماضي: "يجب أن يضم هذا التحالف مبدئيا إيران والعراق والسعودية والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت وربما اليمن".

 

وأوضح ظريف: "لسنا ضد انضمام اليمن إلى التحالف، لكن من غير الواضح حاليا ماذا يحدث هناك. ومن المفترض أن تعمل هذه الدول تحت رعاية الأمم المتحدة".

 

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه سيكون على استعداد، بعد ذلك، لتوضيح كل تفاصيل الخطة لجميع الدول المعنية بهذا المقترح.

 

وبين ظريف أن "هذه المبادرة هي بمثابة تغيير الاتجاه من رؤية شراء الأمن نحو الاستناد على شعوب المنطقة ذاتها والتعاون فيما بينها، لأنها تشكل دعامة الأمن الإقليمي ومن دونها سيكون الأمن وهما بعيد المنال".

 

وردًا على المبادرة ،  صرح وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن بلاده لن تشارك في التحالف الأمني في الخليج الذي اقترحته طهران.

 

وقال الوزير على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نحن نرى أنه اقتراح مضاد للائتلاف الذي نحن جزء منه، وهو تحالف في مضيق هرمز".

 

وأشار الوزير إلى أنه "لا يمكننا العمل ضمن تحالفين".

 

إمكانية التطبيق

 

محمد محسن أبوالنور، رئيس المندى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، قال إن "تحالف الأمل والسلام الذي دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني لتشكيله، غير قابل للتنفيذ".

 

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إيران لديها عداءات كارثية مع أغلب دول العالم، خصوصا الكبرى منها في الغرب وأوروبا، وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا لا يمكن لهذا التحالف أن يكتب له النجاح أو البقاء".

 

وتابع: "إيران من خلال هذا الإعلان تحاول أن تغير وجهة القوى في الخليج العربي من الجانب الغربي للخليج إلى الجانب الشرقي، وذلك لتثبت تموضعها الاستراتيجي والعسكري في مضيق هرمز، تحديدًا في الجزر الثلاثة (لارك وفارو وفارس)، والتي يتمركز فيها القوى التي تفتش السفن العابرة للمضيق".

 

ومضى قائلًا: "تاريخيًا ترفض إيران تواجد أي قوات أجنبية في الخليج، وسبق وأن امتعضت من دخول القوات التركية إلى قطر في عام 2017 بعد المقاطعة العربية، وذلك لأن تواجد مثل هذه القوات يعني تهميش الدور الإيراني، وجعلها قوى هامشية، وهذ يضر بسمعتها السياسية والاستراتيجية".

 

وأنهى أبوالنور حديثه قائلًا: "التحالف الإيراني دعائي، تريد من خلاله إيران التأكيد على أنها تمد يدها بالسلام، رغم العقوبات الأمريكية المستمرة".

 

وعلق المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، على المبادرة، وقال في تغريدة عبر "تويتر" "لا قيمة لأي مبادرة يقدمها روحاني والتي سماها تحالف الأمل في ظل عدم ضمان تأييد الحرس الثوري لها وخامنئي".

 

وأضاف: "نقاط وشعار المبادرة عدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بينما الواقع يقول أن إيران هي من تفعل ذلك، فهل تقصد نفسها بهذه المبادرة؟! هي فقط تناقض أفعالها وأقوالها".

 

ومن جانبه قال المحلل السياسي الإيراني علي دورهاكي، إن "إيران تسعى دائمًا لمبادرات بناءة، فهي دائمًا متعاونة لتبديد القلق والمخاوف في المنطقة".

 

وأضاف في تصريحات صحفية أن "الدول المساندة لأمريكا يمتنعون عن التجاوب، وتلقى إيران عرقلة لتنفيذ المبادرات بشكل أو بآخر، حتى أن آخر مبادرة هي مبادرة روسية، لم تتجاوب هذه الدول مع هذه المبادرة بشكل مرضي".

 

وتابع: "هم ما داموا يعتمدون على أمريكا والغرب ويعملون وفق هذه القناعة والعقلية كأنهم لا يريدون حل المشكلات بين بلدان المنطقة، يريدون حلاً آخر من خارج المنطقة".

 

وبشأن التحالف الأمريكي، يقول: "إذا بدأوا بالتصعيد العسكري ووقعت الحرب سيكون الخاسر الأكبر بلدان المنطقة وليس أمريكا والغرب".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان