رئيس التحرير: عادل صبري 05:06 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«حكومة الوحدة» بإسرائيل تقترب.. برئاسة أم بدون نتنياهو؟

«حكومة الوحدة» بإسرائيل تقترب.. برئاسة أم بدون نتنياهو؟

العرب والعالم

نتنياهو وريفلين وجانتس

«حكومة الوحدة» بإسرائيل تقترب.. برئاسة أم بدون نتنياهو؟

إنجي الخولي 24 سبتمبر 2019 02:35

 يبدو أن جهود رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لتشكيل حكومة وحدة بين زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، وخصمه زعيم حزب "أزرق أبيضبيني جانتس ، تقترب من تحقيق هدفها.

 

والتقى ريفلين، المكلف باختيار المرشح الأوفر حظًا لمحاولة تشكيل الحكومة الائتلافية القادمة، نتنياهو، وجانتس ، مساء الاثنين عقب انتهاء مشاوراته مع الأحزاب، وسط توقعات بأن يحيل ريفلين تشكيل الحكومة إلى جانتس.

 

وحاول الرئيس خلال الاجتماع أن يلعب دور الوسيط بعد الاتهامات المتكررة التي ساقها نتنياهو ضدّ جانتس بأنّه يساري يريد تشكيل حكومة خطرة مع العرب، وإصرار جانتس بالمقابل على أنّ باستطاعته التحالف مع حزب الليكود بدون نتنياهو المتّهم بالفساد.

 

وعقب اللقاء عقد نتنياهو وجانتس محادثات بشأن حكومة وحدة مقترحة، وقال سياسي بارز إن المفاوضات تتركز على من يقود الحكومة أولا في اتفاق على تناوب زعامتها .

وقال نتنياهو وجانتس إنهما بحثا السبل المتاحة للوصول إلى حكومة وحدة وطنية، وأن طواقم المفاوضات ستجتمع الثلاثاء لاستكمال التشاور.

 

ومن المرتقب أن يجتمع رئيسا الفريقين التفاوضيين: ياريف ليفين عن حزب الليكود ويورام توربوفيتش عن التحالف الوسطي "أزرق أبيض" الثلاثاء، على أن يجتمع نتنياهو وجانتس مجددا الأربعاء في مقر إقامة الرئيس لبحث ما توصّل إليه فريقاهما.

 

وفي المقابل، اعتبر ريفلن أن "ما تم الليلة خطوة جدية والآن يبقى التحدي الأول بناء قناة حوار مباشرة مبنية على الثقة بين الطرفين"، مطالبا الطرفين بـ"إيجاد الحلول ومنع انتخابات للمرة الثالثة حتى لو استدعى الأمر دفع ثمن شخصي أو أيديولوجي".

 

وأكد: "أنا على اقتناع بأنه يجب تشكيل حكومة مستقرّة مع الحزبين الكبيرين"، أي الليكود وأزرق أبيض، معتبراً أن هذه "رغبة الشعب".

                                 

حكومة بدون نتنياهو أم برئاسته؟

 

نتنياهو أكد لحلفائه من أحزاب اليمين المتشدد الدينية، في أعقاب لقائه مع جانتس، التزامه بالسعي لتشكيل حكومة يمينية برئاسته.

 

من جانبه، أشار جانتس عقب الاجتماع، إلى أن "الوحدة نوقشت كثيرا"، وأن "المجتمع اختار التغيير، ولا نعتزم التخلي عن قيادة التحالف وعن قيمنا أو شركائنا الطبيعيين".

وأفادت مصادر في "أزرق أبيض" لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن نتنياهو يسعى "لانتخابات تشريعية ثالثة"، واصفة إياه بـ "المخادع".

 

وحسب التقارير الإعلامية، فإن جانتس لا يزال يصر على رحيل نتنياهو عن منصب رئيس الوزراء، ويرفض دخول الأحزاب الدينية للحكومة الائتلافية.

 

وحلّ التحالف الوسطي "أزرق أبيض" بزعامة رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني جانتس في المرتبة الأولى في انتخابات الثلاثاء الفائت بفوزه بـ33 مقعداً من أصل 120 في البرلمان، بينما حلّ الليكود ثانياً بفارق مقعدين.

 

لكنّ كلا الطرفين يبقى عاجزاً، حتى مع دعم حلفاء كل منهما، عن بلوغ أكثرية الـ61 نائباً الضرورية للحصول على غالبية مطلقة في الكنيست وبالتالي تشكيل حكومة أكثرية.

 

جانتس الأوفر حظًا

 

وكانت القائمة العربية المشتركة حسمت موقفها بدعمها ترشيح جانتس، مما دفع مراقبين إلى ترجيح حظوظه على حساب نتنياهو لرئاسة وتشكيل الحكومة الإسرائيلية.

واجتمع جانتس في وقت سابق مع أفيجدور ليبرمان، الذي يعد صانع ملوك محتملا بفضل المقاعد الثمانية التي حصل عليها حزبه.

 

وقال ليبرمان على فيسبوك "من دواعي السرور أن الحزبين الكبيرين أدركا الضرورة الملحة لتشكيل حكومة وحدة برئاسة دورية".

 

وأضاف: "النقاش يدور حاليا الآن حول مسألة من سيتولى منصب رئيس الوزراء أولا، ومن الثاني" ، إلا أنه أكد عدم دعمه أي شخص لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.

 

وبإعلان ليبرمان والقائمة العربية، وهي ائتلاف 4 أحزاب عربية، موقفهما، يتوقع أن يحصل جانتس على أغلبية 57 عضو كنيست مقابل 55  لنتنياهو.

 

يشار إلى أن هذه المرة الأولى التي تصوت فيها القائمة العربية في الترشيحات الحكومية منذ عام 1992، وهدفها الرئيسي إنهاء حكم نتنياهو، الذي اتسمت فترته بالتضييق على العرب والفلسطينيين.

 

والأحزاب التي رشّحت نتنياهو هي بالإضافة إلى حزبه الليكود كل من حزب "إلى اليمين" برئاسة إيليت شاكيد وحزب "شاس" اليهودي المتشدّد بزعامة أرييه درعي وحزب "يهدوت هتوراه" للمتشدّدين الأشكيناز بزعامة يعقوب ليتسمان.

 

بالمقابل حصل جانتس على تأييد كل من حزبه وحزب "المعسكر الديموقراطي" برئاسة نيتسان هيروفيتش وتحالف العمل و"غيشر" برئاسة عمير بيريتس، بالإضافة إلى أصوات عشرة من أعضاء القائمة العربية المشتركة.

 

ويقول مراقبون إن هذا التطور قد يحيل مهمة تشكيل الحكومة إلى جانتس، خاصة في حال حصوله على أصوات كتل أخرى.

 

وتابعوا: "عند ذلك سيتم منح جانتس فترة محددة لتشكيل الحكومة، وفي حاله فشله، فإن ريفلين سيكلف رئيس الحزب الأكبر الآخر وهو نتنياهو لتشكيلها".

 

وبدأ الرئيس الإسرائيلي، الذي يعدّ منصبه فخرياً، مساء الأحد، مشاورات بهدف تسوية المأزق ، وانتهى منها مساء الاثنين بلقاء نتنياهو وجانتس، على أن يصدر قراره النهائي بشأن تشكيل الحكومة الأربعاء.

 

ويواجه الرئيس الإسرائيلي معضلة عدم تمكن نتنياهو أو جانتس من الحصول على تأييد مسبق من 61 عضوا على الأقل، لتشكيل الحكومة المقبلة.

 

وإذا فشل المكلف الأول المنوط به تشكيل حكومة بالمهمة، حتى مهلة قدرها أربعة أسابيع تنتهي في الـ23 من أكتوبر المقبل، فسيتعين على ريفلين تمديد الفترة الممنوحة له لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.

 

وقال ريفلين إنه سيبذل كل ما في وسعه لتجنّب إجراء انتخابات أخرى قد تكون بانتظار الإسرائيليين في الربيع المقبل بعد الانتخابات التي انتهت إلى طريق مسدود في الأسبوع الماضي.

 

حكومة التناوب

 

يشار إلى انه في عام 1984، تشكلت حكومة وحدة وطنية بين "الليكود" وغريمه حزب "العمل" الوسطي، وذلك بعد أن تعادل الحزبان الكبيران في عدد المقاعد بالبرلمان.

 

وجرى الاتفاق على التناوب في رئاسة الحكومة حينها، إذ شغل شمعون بيرس من حزب العمل منصب رئيس الوزراء في الفترة الأولى ومدتها عامين، فيما شغل إسحاق شامير رئاسة الوزراء في الفترة الثانية وبنفس المدة، على أن اتخاذ القرارات كان بالاتفاق بين الاثنين.

 

وشهدت إسرائيل عددا من حكومات الوحدة الوطنية منذ الخمسينيات، لكنها لم تقم على أساس التناوب، بل يتولى حزب رئاسة الحكومة، فيما يمنح الحزب القادم من تيار سياسي مختلف، مناصب رفيعة في الحكومة.

 

وكانت الظروف التي تتشكل فيها حكومات الوحدة الوطنية في إسرائيل، إما حالة طوارئ مثل نشوب حرب أو دخول البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة، أو حين تعجز القوى السياسية عن حسم الغالبية في البرلمان.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان