رئيس التحرير: عادل صبري 10:43 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

سيناريوهات الرد الأمريكي على إيران بعد هجمات السعودية.. ماذا يحدث بالبنتاجون؟

سيناريوهات الرد الأمريكي على إيران بعد هجمات السعودية.. ماذا يحدث بالبنتاجون؟

العرب والعالم

كيف ترد أمريكا على إيران؟

سيناريوهات الرد الأمريكي على إيران بعد هجمات السعودية.. ماذا يحدث بالبنتاجون؟

محمد أبو المجد 19 سبتمبر 2019 19:30

الأصوات القادمة من واشنطن تشير إلى أن صناع القرار في الولايات المتحدة باتوا أمام انقسام حقيقي فيما يتعلق بالتعامل مع تداعيات الهجمات التي استهدفت أبرز منشآت النفط السعودية، في أبقيق وخريص، مطلع الأسبوع الجاري.

 

مبعث الانقسام يدور بشكل أساسي حول صياغة رد أمريكي يكفل إرضاء السعودية، كحليف وثيق للولايات المتحدة يدفع المال اللازم كمقابل للحماية وبات غاضبا الآن بسبب رؤية رد فعل أمريكي باهت مقارنة بفداحة الهجمات، وعدم التسبب في سقوط النظام الإيراني، في ظرف إقليمي ودولي شديد التعقيد والحساسية، وهو ظرف يشير بوضوح إلى أن قطع طريق الرجوع أمام النظام في طهران سيدفعه إلى تفجير نفسه والمنطقة بقوة تدميرية هائلة، ستؤدي – في أبسط جوانبها – إلى تدمير السعودية وعدد من دول الخليج.

 

يقول "مايكل آيزنشتات"، وهو مدير برنامج الدراسات الأمنية والعسكرية في معهد واشنطن، إن السعودية، وبينما تتوق الآن لرد أمريكي رادع ضد إيران، بعد ثبوت تورطها في هجمات "أبقيق وخريص"، فإنها هي نفسها حريصة على ألا يكون هذا الرد من القسوة التي يمكن أن تدفع طهران إلى الانتقام، وواقعيا لا تقوى السعودية الآن على تبعات هذا الانتقام.

 

ردع محسوب

 

الصياغة المثلى إذن، والمتوافق عليها بين واشنطن والرياض، هي رد يردع ولا ينهي، لكن التحفز الإيراني يجعل هذا الأمر مغامرة غير مأمونة العواقب، لذلك فإن واشنطن والرياض قد اتفقتا مبدئيا على تأجيل الرد، ريثما يكتمل بناء قضية بالأدلة تثبت أمام العالم تورط إيران في الهجمات على منشآت "أرامكو".

 

وواقعيا، لا تريد أمريكا والسعودية إقناع العالم، لكنهما يركزان أكثر على إقناع روسيا والصين بأن إيران قد ارتكبت خطأ لا ينبغي السكوت عليه، حيث من المتوقع أن تتصلب الصين وروسيا أمام أي رد أمريكي على إيران، ما لم تصل إلى قناعة تامة بوجوب الصمت، وهذه القناعة لن تأتي بإظهار أدلة إدانة إيران فقط، ولكن أيضا بأموال السعودية، التي سيتعين عليها الدفع أيضا إلى موسكو وبكين.

 

ثمة نقطة أخرى شديدة الأهمية هنا، وهو أن الكبرياء الأمريكي تم جرحه في الهجمات الأخيرة، حيث فشلت أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية المتطورة، من الجيلين الأخيرين من مظومة "باتريوت" في اعتراض الطائرات المسيرة وصواريخ كروز التي يقول الأمريكيون إنها جاءت من قاعدة جنوبي إيران.

 

روسيا تضرب                   

 

روسيا طرقت الحديد وهو ساخن ورشت الملح على الجرح الأمريكي، حينما أصدرت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، بيانا تهكمت فيه على فشل 88 منظومة "باتريوت" أمريكية في اعتراض عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ "كروز" المجنحة، واعتبرت أن هذه منظومتي "باتريوت" و "أيجيس" الأمريكيتين المتواجدتين في السعودية ضعيفة الكفاءة، وغير مؤهلة لصد هجوم جوي شامل.

 

من هنا، سينشغل الأمريكيون بأكثر من مجرد الرد على الهجمات الأخيرة، حيث تفيد الأنباء الواردة من دوائر صنع القرار في واشنطن أنه يجري حاليا إعادة تخطيط الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية في السعودية ودول الخليج ضد جرأة إيران المتزايدة.

 

تعزيز الوجود الاستخباراتي

 

ووفقا لخبراء من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "س.أس.آي.أس"، وهم مقربون من صناع القرار داخل "البنتاجون"، فإن نقاشا جادا يجري حاليا داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية مفاده أن وجود حاملة الطائرات ومجموعاتها الضاربة "يو أس أس لينكولن" الأمريكية في المنطقة لا يؤدي الدور المطلوب.

 

وترى المناقشات الدائرة أن على واشنطن إرسال مزيد من التعزيزات الاستخباراتية والمراقبة وطائرات الاستطلاع المسيّرة وغير المسيّرة الى المنطقة، والاستعداد لمواجهة "قوة صاروخية" تتمتع بها إيران والتي في امكانها تهديد أمن المنطقة ولا سيما السعودية في شكل خاص، وفقا لما نقل موقع "الحرة" الأمريكي، الخميس.

 

ويضيف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن إيران تحتفظ بأكبر قوة صاروخية بالستية في الشرق الأوسط ، قادرة على ضرب أهداف على بعد 2500 كم من حدودها.

 

ويشير إلى أن إيران تواصل صناعة الصواريخ وتحسينها من حيث المدى والسرعة والتدمير، ويمكنها أن تستخدم قوتها الصاروخية المحمولة على الطرق إلى حد كبير لاستهداف البنى التحتية الحيوية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

 

وأبرز الأهداف التي يمكن أن تضربها إيران، وفق التقرير، هي حقول النفط السعودية وميناء رأس تنورة ورأس الخيمة ومحطة أبقيق وصولا إلى ينبع، الواقعة على البحر الأحمر، والتي تقع ضمن مدى الصواريخ البالستية المتوسطة المدى الإيرانية.

 

صواريخ إيران

 

ويكشف التقرير بأن خبراء في صناعات الصواريخ الخفيفة والمتطورّة قدموا في العامين الماضيين من الصين وروسيا وكوريا الشمالية لمساعدة الإيرانيين على تطوير انتاجهم الصاروخي البالستي.

 

كما يلفت إلى أن إيران تمتلك مجموعة من الصواريخ ذات الدفع الذي يعمل بالوقود السائل، وهي مجموعة "شهاب"، والتي يمكنها ضرب أهداف بين 300 إلى 2000 كلم.

 

وتمتلك طهران أيضا مجموعة صواريخ "جوهر"، وهي تتميز بمكونات التنقل والتوجيه المحسنة عن بعد مثل صواريخ "قيام" و"غدير" و"عماد".

 

وطبقا للمصدر نفسه، أنتجت إيران صواريخ تعمل بالوقود الصلب مصممة محليا، وهي مجموعة صواريخ "فتح" مداها بين 200 و 2000 كلم، وذلك ووفقا لمصادر عسكرية حصلت عليها "الحرة"، فإنها صممت وفقا لتكنولوجيا صينية.

 

كما تمتلك إيران صواريخ "كروز" برية هجومية مثل "سومار" و"مشكاه"، ويبلغ مداها نحو 2500 كلم، وأخرى باسم "فاتح" يصل مداها الى 300 كلم، و"ذوالفقار"، التي يصل مداها إلى 700 كلم، والتي بإمكانها، ووفقا للتقرير، إصابة أي هدف في السعودية ودول الخليج.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان