رئيس التحرير: عادل صبري 04:40 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هجمات أرامكو| بعد اتهام استخباراته لإيران.. ترامب يتوعد «جاهزون للرد»

هجمات أرامكو| بعد اتهام استخباراته لإيران.. ترامب يتوعد «جاهزون للرد»

العرب والعالم

الهجوم على أرامكو السعودية

هجمات أرامكو| بعد اتهام استخباراته لإيران.. ترامب يتوعد «جاهزون للرد»

إنجي الخولي 16 سبتمبر 2019 03:38

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تعلم من الجاني في تنفيذ الهجمات على منشآت النفط السعودية مؤكدًا أن واشنطن جاهزة للرد على من قام بهذا الاعتداء الذي تسبب في شل صناعة النفط السعودية، ما أجبرها على خفض إنتاجها من النفط الخام إلى النصف.

 

وأدت الهجمات التي تعرضت لها السعودية لتصعيد التوتر في منطقة الخليج التي تشهد مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، في وقت لم يتم بعد التأكد من مكان إطلاق الصواريخ وكيف استطاع الحوثيون ضرب منشآت نفطية في العمق السعودي من على بعد 500 ميل من التراب اليمني.

 

ترامب: نعرف الجاني

 

وقال ترامب في تغريدة على حسابه على تويتر: " هوجمت إمدادات النفط السعودية، هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني، ونحن جاهزون للرد على الاعتداء اعتمادًا على التحقق أولا."

وأضاف: "لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة العربية السعودية حول من تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وكيف سنمضي قدما!"

ولم يحدد ترامب من يعتقد انه المسئول عن هجمات الطائرات بدون طيار، السبت، إلا أن المحققين الأمريكيين أشاروا في وقت سابق إلى إيران.

 

وحول لقائه المتوقع بالرئيس الإيراني حسن روحاني، قال ترامب في تغريدة أخرى "إنه ليس صحيحا بأنني أرغب بلقاء الإيرانيين دون شروط."

 

وأضاف ترامب على موقع "تويتر"، "وسائل الإعلام الزائفة تقول إنني أرغب بلقاء بإيران دون شروط، وذلك تصريح غير صحيح كالعادة".

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال الثلاثاء 10 سبتمبر ، إن الرئيس دونالد ترامب قد يلتقي بالرئيس الإيراني حسن روحاني، في اجتماع الأمم المتحدة المقبل، دون "شروط مسبقة".

من جهة أخرى، عقد مجلس الأمن القومي الأمريكي  اجتماعا بحضور نائب الرئيس ووزير الدفاع لمناقشة الهجوم على منشأتي أرامكو النفطيتين في السعودية.

 

وقالت كيليان كونواي مستشارة ترامب إن رد فعل بلادها على الهجوم على المواقع النفطية السعودية لا يزال قيد الدراسة ومفتوحا على كل الاحتمالات.

 

 

الاستخبارات " إيران متورطة"

 

واستشهد مسئولون أمريكيون بارزون بتقييمات الاستخبارات، ومن بينها صور الأقمار الصناعية، لتأكيد وجهة نظرهم بمسئولية إيران عن هجمات السبت التي استهدفت البنية التحتية النفطية الرئيسية في المملكة العربية السعودية.

 

وقال المسئولون إن المعلومات الاستخباراتية أظهرت أن الضربات لا تتفق مع نوع الهجوم الذي يمكن أن ينطلق من اليمن.

وأظهرت الأقمار الصناعية التي نشرتها الحكومة الأميركية تأثر 19 نقطة على الأقل في اثنتين من منشآت الطاقة السعودية.

 

 وقال المسئولون إن الصور تظهر تأثيرات تتفق مع هجوم إيراني وليس هجوما يمنيا.

 وأشار المسئولون إلى أن طائرات إضافية، من الواضح أنها لم تصل إلى أهدافها، استحوذت عليها قوات الأمن السعودية ويجري تحليلها من قبل وكالات الاستخبارات السعودية والأميريية.

 

تحدث المسئولون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشتهم قضايا استخباراتية.

 

ونقلت صحيفة "وول ستريت" جورنال الأميركية عن مسئولين في الخليج قولهم إن الخبراء يدرسون احتمال استخدام المهاجمين على منشآت النفط السعودية صواريخ كروز أطلقت من العراق أو إيران، من دون استبعاد فرضية الطائرات المسيرة.

 

ونفت بغداد أن تكون أي عملية من هذا النوع نفذت انطلاقا من أراضيها.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إنه لا دليل على أن الهجمات التي استهدفت السعودية قد انطلقت من اليمن، مضيفا أن طهران تقف وراء نحو مئة اعتداء على السعودية، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها على إخضاعها للمساءلة عن عدوانها.

 

إيران ترد على اتهامات واشنطن

 

واعتبرت الخارجية الإيرانية أن اتهامات واشنطن لإيران بالوقوف وراء الهجمات على منشآت شركة أرامكو السعودية "واهية ولا أساس لها"، وأنها تشبه مخططا استخباراتيا لتشويه سمعة إيران كأرضية لإجراءات أخرى ضدها.

 

كما اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن إلقاء اللوم على إيران لن ينهي الكارثة وأن قبول مقترحاتها فقط يمكن أن ينهي الحرب الدائرة في اليمن.

 

وأكد المسئول الإيراني أن واشنطن التجأت إلى "سياسة أقصى الخداع" بعد فشل سياسة "أقصى العقوبات"، بحسب تعبيره.

 

وكانت جماعة الحوثي الموالية لإيران قد أعلنت السبت أنها شنت "هجوما كبيرا" بعشر طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو شرقي السعودية، مما أدى إلى خفض أكثر من نصف إنتاج المملكة من الخام.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية الموالية للجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان، "نفذ سلاح الجو المسير عملية واسعة بـ 10 طائرات مسيرة، استهدفت مصفاتي بقيق وخريص شرقي السعودية".

 

وأضاف، "استهداف حقلي بقيق وخريص من أكبر العمليات في العمق السعودي؛ وسميت بعملية توازن الردع الثانية".

 

من ناحية أخرى، قال أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني -اليوم- ردا على تصعيد واشنطن لهجتها، إن القواعد وحاملات الطائرات الأمريكية تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية.

 

وأضاف أن "على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأمريكية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى ألفي كيلومتر من إيران، تقع في مرمى صواريخنا".

 

ونسبت وكالة تسنيم شبه الرسمية إلى حاجي زاده قوله "لطالما كانت إيران مستعدة لحرب شاملة"، لكنه لم يتطرق إلى أي هجمات على أرامكو.

 

"طائرات متقدمة وتقدم حوثي"

 

وعلى جانب آخر، كتب المحققون التابعون للأمم المتحدة أن الحوثيين حصلوا على طائرات مسيرة متقدمة قادرة على الوصول إلى مسافة 930 ميلاً، وهو ما يفتح المجال إلى أن منشأ الطائرات كان فعلاً من الأراضي اليمنية.

 

وتظل هناك إمكانية لانطلاقها من العراق أو حتى من داخل السعودية. خاصة أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب الجماعات الوكيلة عن الجمهورية الإسلامية من لبنان إلى اليمن، ومن ضمن ذلك التدريب على حرب الطائرات المسيرة المتقدمة، وذلك حسب شخصين على معرفة بالأمر ، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

 

ويقول أشخاص على معرفة بالبرامج الإيرانية، انتقل الحرس الثوري لتدريب الحوثيين لاستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة بعد اعتراض الأنظمة الدفاعية السعودية الصواريخ الحوثية.

 

وظهرت أول إشارات عن استخدام الحوثيين الطائرات المسيرة  في العام الماضي، وتحسنت قدراتهم منذ ذلك الوقت.

 

ويقول ويم زويجنبرغ من منظمة السلام الهولندية “باكس" إن الطائرات المسيرة منحت الحوثيين تفوقاً لأنه من السهل إنتاجها ومن الصعب اعتراضها وتستطيع إحداث دمار وتعطيل أكبر من الثمن الذي يدفعونه في إنتاجها.

 

ولا يعرف حجم القدرات التي يملكها الحوثيون إلا أن قدراتهم تطورت مع مرور الوقت.

 وقال إن نجاح الحوثيين ضد السعودية قد ينعكس بالإيجاب على الجماعات الأخرى الموالية لإيران في سوريا والعراق ولبنان.

 

وتقول هيلما كروفت من “أر بي سي كابيتال ماركتس” إن الهجوم على إبقيق مثير للقلق “هذه ضربة ذهبية على البنية التحتية السعودية، وطالما خشينا من تعرض ابقيق لهجمات”.

وقال آمي مايرز، من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن الهجوم “ذكي واختار الهدف الأقصى للتأثير والدمار”.

وترى شركة رابيدان إنرجي غروب أن منشآت إبقيق هي الأهم في العالم.  

 

وكان مصدر مطلع بقطاع النفط قد قال لـ"رويترز" الأحد أنه لم يتضح بعد إلى متى سيستمر تعطل إنتاج النفط لأن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية جراء الهجوم "كانت كبيرة" ولا يمكن إصلاحها بين عشية وضحاها.

 

ارتفاع الأسعار والمخزون الأمريكي

 

وتأتي الهجمات في توقيت سيء بالنسبة للسعودية التي تحضر لإدراج شركة أرامكو العملاقة في بورصة تداول بالرياض في وقت لاحق هذا العام.

 

وانخفض مؤشر الأسهم السعودية بنسبة ثلاثة بالمئة ، وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة، 3.3 بالمئة بعد أن أعلنت عن نقص في إمدادات القيم بنحو 49 بالمئة عقب الهجوم.

 

 وأعلنت شركات بتروكيماويات أخرى، مثل ينبع والوطنية للبتروكيماويات وكيان، انخفاضا كبيرا لإمدادات اللقيم هي الأخرى.

وأوردت رويترز نقلا عن مصدرين أن أرامكو كلفت تسعة بنوك كمنسقين عالميين لقيادة الطرح الأولي الذي يُتوقع أن يكون الأكبر في العالم.

 

وتراجع قطاع الطاقة الذي يعد غاية في الأهمية في أكبر مصدّر للنفط في العالم بنسبة 4,7 بالمئة بينما تراجع كل من قطاعي الاتصالات والبنوك بنسبة ثلاثة بالمئة.

 

وتراجعت بورصات أخرى في الخليج على غرار سوق دبي المالي بنسبة 1,1 بالمئة بينما خسر كل من سوقي أبوظبي وقطر 0,4 بالمئة، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم الكويتية بنسبة 0,8 بالمئة. وخسرت البورصة البحرينية 0,9 بالمئة في حين لم يطرأ أي تغيّر على البورصة في سلطنة عمان.

 

وذكرت وكالة رويترز أن أسعار العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بما يزيد على 19% لتصل إلى 71.95 دولارا للبرميل، وأن العقود الآجلة للخام الأميركي صعدت أكثر من 15% إلى 63.34 دولارا للبرميل.

 

ومن جانه ، قال ترامب اليوم الإثنين، إنه سمح بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي عند الضرورة، بسبب الهجوم على منشأتي نفط في السعودية.

 

وأضاف ترامب على تويتر، "استنادا إلى الهجوم على المملكة العربية السعودية، والذي قد يكون له تأثير على أسعار النفط، سمحت بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر وستكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق جيدة".

 وتدير وزارة الطاقة الأمريكية الاحتياطي الاستراتيجي النفطي المحفوظ في خزانات تحت الأرض تخضع لحراسة مشددة على سواحل ولايتي تكساس ولويزيانا.

 

 ويبلغ الاحتياطي الأمريكي، وهو الأكبر من نوعه في العالم، حوالي 645 مليون برميل من النفط وفقا لما يقوله موقع الوزارة الإلكتروني ويتألف من 395 مليون برميل من الخام الثقيل عالي الكبريت و250 مليون برميل من الخام الأمريكي الخفيف.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان