رئيس التحرير: عادل صبري 09:07 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«الخليج» وحرب بكين وواشنطن التجارية.. متضرر أو مستفيد؟

«الخليج» وحرب بكين وواشنطن التجارية.. متضرر أو مستفيد؟

العرب والعالم

ترامب ورئيس وزراء الصين

«الخليج» وحرب بكين وواشنطن التجارية.. متضرر أو مستفيد؟

متابعات 17 أغسطس 2019 11:03
تثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تساؤلات حول تداعياتها على دول الخليج العربية، إذ أنّ هذه الدول حليفة استراتيجية لواشنطن من جهة، لكن تربطها علاقات اقتصادية وثيقة مع الصين.
 
مؤشرات أسهم الأسواق دول الخليج يبدو أنّها أصبحت تتغير بتقلب مزاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب تقريرٍ لقناة "دويتشه فيله"، فعندما يهدد الأخير الصين بفرض المزيد من الرسوم الجمركية، تهبط الأسهم الخليجية، لتعود للتعافي من جديد مع جرعات الأمل التي يعطيها سيد البيت الأبيض أحيانًا حول إمكانية الوصول إلى اتفاق مع العملاق الصيني، وبالتالي انتهاء الحرب التجارية بين الجانبين. 
 
هذا التذبذب في المؤشرات يطرح تساؤلات حول تداعيات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم على دول الخليج، ففي خضم التهديدات المتبادلة بين أمريكا والصين بفرض رسوم جمركية متبادلة على البضائع، يسير نمو الطلب العالمي على النفط بأبطأ وتيرة منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008، كما أكدت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي، وقد ظهرت نتائج بداية الحرب التجارية بشكل واضح على الصين، والتي انخفض نمو ناتجها الصناعي إلى أدنى مستوى له في أكثر من 17 عامًا.
 
وتضيف القناة: "طالما أنّ التهديدات المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم تكبح الطلب على النفط الخام، كما يرى خبراء، فإنّها تؤدي إلى تراجع أسعار النفط، لتقدم سببًا جديدًا للقلق في أسواق الشرق الأوسط، ودول الخليج بالتحديد، التي تعتمد على النفط بشكل رئيسي".
 
وقد ينعكس تراجع نمو الاقتصاد الصيني سلبًا على دول الخليج من حيث تراجع عائداتها النفطية، حيث أنّ الصين من المستوردين الرئيسيين للنفط الخليجي، كما يوضح الدكتور إبراهيم محمد الخبير الاقتصادي، لكنّه يشير إلى أنَّ تراجع الاقتصاد الصيني قد يشكل بنفس الوقت فائدة للأسواق العربية. 
 
ويتابع: "البضائع الصينية ستصبح أرخص، وبالتالي ستتمكن دول الخليج من استيراد كمية أكبر من المنتجات الصينية بنفس المبالغ".
 
ويستبعد "الخبير" أن يفرض ترامب على حلفائه الخليجيين قطع علاقاتهم التجارية مع الصين، ويقول: "الولايات المتحدة نفسها غير قادرة على الاستغناء عن البضائع الصينية، ولا توجد بدائل أخرى، فأمريكا لا تستطيع أن تزود دول الخليج ببضائع لتحل محل البضائع الصينية".
 
ويشير إلى أنّ دول الخليج اضطرت أيضًا للجوء إلى الصين من أجل توسيع شبكات الجيل الخامس من المحمول لعدم امتلاكها الكفاءات البديلة من أجل إنشاء تلك الشبكات أو توسيعها.
 
ويرى أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الرؤية للاستشارات السياسية والاستراتيجية في الكويت الدكتور فايز النشوان أنَّ الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة لم تنعكس سلبًا حتى الآن على العلاقات التجارية لدول الخليج مع الصين.
 
ويضيف: "تنامي هذا الخلاف قد يؤثر سلبًا على دول الخليج، وذلك إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على من يتعامل مع الصين.. حتى الآن ليس هناك مفاوضات بين دول الخليج والولايات المتحدة حول إعادة تقييم علاقاتها التجارية مع الصين".
 
ويلفت إلى أنّ انخفاض النمو الاقتصادي في دول الخليج سيؤثر على الولايات المتحدة أيضًا، ويضيف: "الاستثمارات السعودية والقطرية والكويتية في الولايات المتحدة تصل إلى مئات مليارات الدولارات، وهذه الاستثمارات ستقل فيما لو تأثر الاقتصاد الخليجي سلبًا".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان