رئيس التحرير: عادل صبري 12:09 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«الأضحى» في القدس.. يوم الزحف إلى «الأقصى»

«الأضحى» في القدس.. يوم الزحف إلى «الأقصى»

العرب والعالم

مصلون في باحات المسجد الأقصى

«الأضحى» في القدس.. يوم الزحف إلى «الأقصى»

معتز بالله محمد 09 أغسطس 2019 17:28

يتزامن عيد الأضحى المبارك هذا العام، مع ما يسمى بـ"صوم التاسع من آب" لدى اليهود والذي يؤرخ لذكرى خراب الهيكل المزعوم حيث يخطط آلاف المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، ما دفع الهيئات الإسلامية بالقدس لاتخاذ إجراءات طارئة لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين.

 

وفي وقت سابق دعت منظمة "أمناء الهيكل"، اليهودية المتطرفة التي تنشط في الدعوة لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى إلى اقتحام الحرم القدسي أول أيام عيد الأضحى المبارك.

 

ويعتبر اليهود "التاسع من آب" (تحل في يوليو أو أغسطس)  ذكرى خراب الهيكل المزعوم، وهو يوم حداد عام يغشى اليهود حزناً على كوارث أنزلت بهم، أهمها " ذكرى خراب الهيكل الأول " الذي دمره الكلدانيون على يد نبوخذ نصر في 586 ق.م.

 

وبحسب التراث اليهودي، فإن "التاسع من آب" سيتحول من يوم حداد إلى يوم عيد وفرح عندما يأتي المسيح وفقا للعقيدة اليهودية ويتم إقامة "الهيكل الثالث".

 

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة، إن النشطاء اليهود في انتظار قرار الشرطة الإسرائيلية، الذي يسمح لهم بزيارة "جبل الهيكل" (الحرم القدسي) بعد غد الأحد.

 

وأوضحت الصحيفة أنه بشكل عام يتم إغلاق المكان أمام اليهود والسياح خلال أعياد المسلمين، لكن هذه المرة يطمح الناشطون اليمينيون في أن تسمح لهم السلطات بدخول المكان بمناسبة "صوم التاسع من آب".

 

ولفتت إلى أن توترات مماثلة حدثت مطلع يونيو الماضي، بحلول احتفالات إسرائيل بـ "يوم القدس"، الذي يؤرخ لاحتلال المدينة المقدسة عقب حرب عام 1967، وهي الاحتفالات التي تزامنت مع العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث يتم عادة إغلاق المكان أمام اليهود.

 

وقتها سمحت الشرطة الإسرائيلية لليهود باقتحام الأقصى، ما أثار غضب مئات المصلين المسلمين الذين ألقوا الحجارة تجاه الشرطة الإسرائيلية التي بادرت بدورها إلى اعتقال عدد منهم.

 

كانت منظمات "الهيكل" المزعوم والجمعيات الاستيطانية دعت أن يكون يوم الأحد المقبل يومًا لمشاركة جمهور المستوطنين في الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، والمشاركة بالمسيرة التي ستنطلق من باب الخليل (المدخل الغربي للبلدة القديمة) باتجاه الأقصى.

 

يوم الزحف

في المقابل، أعلنت الأوقاف الإسلامية في القدس، تأخير أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى لمدة ساعة، على أن تكون في تمام السابعة والنصف، لإتاحة الفرصة أمام وصول أكبر عدد من المصلين، بهدف إفشال اقتحام المستوطنين.

 

كما دعت الهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء بالقدس، في بيان مشترك، جميع أئمة مساجد القدس لإغلاق المساجد وتأدية صلاة العيد في المسجد الأقصى فقط.

 

وشددت الهيئات الثلاث على ضرورة الزحف أول أيام عيد الأضحى نحو القدس، مؤكدة جواز تأجيل ذبح الأضاحي لليوم الثاني من العيد حتى يعمر الأقصى.

 

كذلك تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لتكثيف التواجد في المسجد الأقصى بعد صلاة العيد، وعدم ترك المسجد عقب الصلاة حتى لا يتسنى للمستوطنين اقتحامه.

 

وتفاعل قادة جماعات "الهيكل" المتطرفة مع بيان الهيئات الإسلامية الثلاثة، وطالبوا بحشد مئات اليهود عند باب المغاربة (أحد أبواب الأقصى) صباح يوم عيد الأضحى لإجبار الشرطة الإسرائيلية على فتح المسجد الأقصى لاقتحامه في ذكرى "خراب الهيكل".

 

تحذير من الثغرات

من جانبه، قال الباحث الفلسطيني عبد الله معروف، المتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى، إن الطريق الوحيد لإفشال اقتحام المتطرفين اليهود يوم عيد الأضحى هو الرباط في المسجد الأقصى من الفجر وحتى المغرب.

 

وأضاف في تدوينة على حسابه بفيسبوك :"يعتبر المتطرفون الصهاينة أوقات اقتحامهم من الساعة ٧:٣٠-١١:٠٠ صباحاً، ومن ١:٣٠-٢:٣٠ بعض الظهر".

 

غير أنه استدرك بقوله :" لكنهم (المتطرفون اليهود) سيبحثون عن أي ثغرة طوال يوم العيد لعلهم يظفرون باقتحام لو رمزي بالتنسيق مع الشرطة".

 

فيما دعا الباحث الفلسطيني زياد أبحيص المتخصص في شؤون القدس على حسابه بفيسبوك المقدسيين إلى الانتباه لأية ثغرة يستغلها المستوطنون الذين قد يخالفون المألوف ويقتحمون بعد العصر، كونهم يبحثون عن أية صورة اقتحام خلال هذا اليوم مهما كان قصيراً ورمزياً.

 

وأكد أن الرد يكون بالوجود في الأقصى بأكبر عدد من الناس طوال يوم العيد، معتبراً أن السلاح الأكبر لدى المقدسيين هو العدد الذي يخشاه الاحتلال ومستوطنوه.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان