رئيس التحرير: عادل صبري 11:03 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل أعاد التحالف العربي «الأمل» لأطفال اليمن؟

هل أعاد التحالف العربي «الأمل» لأطفال اليمن؟

العرب والعالم

طفل يمني يعاني من سوء التغذية

هل أعاد التحالف العربي «الأمل» لأطفال اليمن؟

معتز بالله محمد 30 يوليو 2019 21:28

غيرت السعودية اسم العملية التي يشنها التحالف العربي الذي تقوده في اليمن  من "عاصفة الحزم" إلى "إعادة الأمل" في 21 أبريل 2015، إلا أن نهاية "العاصفة" لم تجلب "الأمل" الموعود لليمنيين بشكل عام وللأطفال خاصة بعد سنوات من الحرب مع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

 

فجأة وجد أطفال اليمن أنفسهم إما مجندين في صفوف القوات المتناحرة، أو ضحايا لعمليات قصف أحرقت يمنا نعتوه يوماً بالسعيد، أما الناجون من هذا وذاك، فلم ترحمهم أمراض سبق وأعلنت البشرية سحقها منذ وقت طويل كوباء الكوليرا.

 

وأدرجت الأمم المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية بـ"قائمة العار" لمنتهكي حقوق الأطفال باليمن، وهي القائمة ذاتها التي تضم أيضاً ميليشيا الحوثي وقوات الحكومة اليمنية، وذلك اعتمادا على التقرير السنوي لعام 2018 بشأن الأطفال والصراعات المسلحة، والذي وثق مقتل وإصابة 729 طفلا يمنيا على يد قوات التحالف خلال العام الماضي.

 

وبحسب بيان لنائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "فرحان حق" (لم يعقب عليه التحالف):"أدرج الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) قوات التحالف بقيادة السعودية على قائمة العار المتعلقة بالبلدان التي تنتهك حقوق الطفل لكنها اتخذت تدابير لمنعها وتقليلها، وذلك جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي"، وهي القسم الثاني من قائمة العار.

 

أما القسم الأول فهو الدول التي تنتهك حقوق الأطفال ولا تسعى لمنع تلك الانتهاكات، وتم إدراج تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" بهذه القائمة.

 

وعام 2016 أدرجت الأمم المتحدة التحالف على قائمة العار للأمم المتحدة، لكنه رُفع لاحقا، بعد رد فعل غاضب للسعودية وتهديدها بقطع التمويل عن برامج الأمم المتحدة.

 

وعام 2017 قامت الأمم المتحدة بتلافي الأمر عبر تقسيم القائمة إلى قسمين وإدراج التحالف في "القسم الثاني"، الذي يسلّط الضوء على الجهود التي يبذلها التحالف لتفادي قتل وتشويه الأطفال في اليمن.

 

وتتواصل الحرب في اليمن بين القوات الموالية للحكومة وقوات ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر 2014.

 

وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس 2015 في الحرب عبر دعم القوات الحكومين في مواجهة الحوثيين، ما زاد بحسب مراقبين من تعقيدات النزاع.

 

آخر الضحايا

وأمس الإثنين تسبب قصف للتحالف العربي على محافظة صعدة معقل ميليشيا الحوثي شمالي اليمن في مقتل وإصابة 36 مدنيا، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

وأسفر القصف الذي استهدف "سوقا شعبيا مزدحما بالمدنيين، في منطقة آل ثابت بمديرية قطابر (قرب الحدود اليمنية السعودية)" عن مقتل 13 مدنيا بينهم طفلان وجرح 23 آخرين، منهم 11 طفلا إصابتهم خطرة.

 

وأمس الأول (الأحد) قتل طفل وأصيب ثلاثة آخرون بقصف مدفعي للحوثيين على أحياء سكنية في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، بحسب ما أفادت به مصادر محلية لموقع "سبتمبر نت" التابع للجيش اليمني.

 

وقالت المصدر ذاتها إن الميليشيا استهدفت بالمدفعية الثقيلة منازل مواطنين بحي الروضة وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل  الطفل زكريا خالد صالح حاتم (عام ونصف العام)، وإصابة ثلاثة أطفال آخرين.

 

فاجعة الحافلة

وفي أغسطس 2018 اهتز ضمير العالم على وقع قصف نفذته طائرة تابعة للتحالف استهدفت حافلة كانت تقل أطفالاً بسوق ضحيان بمحافظة صعدة، ما دفع الأمم المتحدة إلى المطالبة بتحقيق مستقل وسريع.

 

وقتل 39 طفلاً وأصيب 51 آخرين، في الهجوم الذي أقر التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه، لكنه أكد أن الحافلة لم تكن تنقل أطفالًا بل "مقاتلين من الحوثيين"، بحسب ما قال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي.

 

مقتل أكثر من 7 آلاف طفل

وفي مايو الماضي، أبلغت هنريتا فور، مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، مجلس الأمن الدولي بأنه تم التحقق من مقتل 7300 طفل، منذ بدء الصراع في اليمن، عام 2014.

 

وحذرت فور، خلال جلسة لمجلس الامن، من أن "القتال ما يزال مستعرا في 30 منطقة نزاع نشطة تضم حوالي 1.2 مليون طفل".

 

وأوضحت "منذ بدء القتال قبل أربع سنوات، قُتل 7300 طفل، وهذه أرقام تحققنا منها، والأرقام الفعلية هي بلا شك أعلى".

 

وتابعت: "كل يوم يتم قتل أو إصابة أو تجنيد ثمانية أطفال آخرين في القتال، وكل 10 دقائق، يموت طفل آخر؛ نتيجة سبب يمكن الوقاية منه، مثل نقص الغذاء".

 

ودعت مديرة "يونيسف" الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى "التحدث بصوت واحد لحماية أطفال اليمن ووقف الانتهاكات الجسيمة بحقهم".

 

واختتمت فور إفادتها قائلة لأعضاء المجلس: "خمسة عشر مليون طفل في اليمن يطلبون منكم إنقاذ حياتهم، الرجاء مساعدتهم.. إنهم فقط يطلبون السلام".

 

تجنيد الأطفال

والشهر الماضي، اتهمت الأمم المتحدة في تقرير أطراف النزاع في اليمن بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، و"الاستخفاف الصارخ" بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

 

وقالت إنه جرى التحقق حتى نهاية 2018 من تجنيد 3034 طفلاً، من بينهم 1940 جندهم الحوثيون، فيما كانت الحكومة اليمنية مسؤولة أيضا عن 274 من حالات التجنيد كانت في معظمها راجعة إلى انعدام فرص كسب العيش وعدم وجود آليات للتحقق من السن، وفق التقرير.

 

وأعرب التقرير عن "القلق الشديد إزاء احتجاز الأطفال بسبب ارتباطهم ارتباطا فعليا أو مزعوما بأطراف النزاع حيث تم التحقق من حرمان 340 طفلاً من حريتهم".

 

وتتحدث معطيات عن خروج أكثر من مليوني طفل يمني إلى سوق العمل جرّاء ظروف الحرب، إضافة إلى حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين.

 

سوء التغذية والأمراض

حسب معطيات وزارة الصحة اليمنية، فإن مليوني طفل يعانون من حالات سوء التغذية الحاد، ويلقى عدد منهم حتفهم، في حال عدم مساعدتهم بشكل عاجل.

 

ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال في اليمن دون سن الخامسة من سوء التغذية، فيما يموت طفل كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية والالتهابات المعوية والحمى، والسبب الرئيسي هو افتقار هؤلاء الأطفال للتغذية، وعدم تمكن أهلهم من الوصول إلى العلاج، بحسب المصدر ذاته.

 

 

وخلال النصف الأول من العام الجاري 2019، سجلت السلطات الصحية بمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، أكثر من 22 ألف حالة إصابة بوباء الكوليرا، توفي 63 منهم جراء المرض.

 

وبشكل عام تسبب وباء الكوليرا منذ موجته الأولى عام 2017 باليمن وحتى أبريل 2019 في وفاة 3200 شخص وأكثر من مليون ونصف حالة إصابة واشتباه، وثلث ضحايا الحالات التي تمّ التبليغ عنها هم أطفال دون سن الخمس سنوات.

 

ويعرف الكوليرا بأنه مرض يسبب إسهالا حادا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة.

 

ويأتي تفشي مرض الكوليرا في اليمن وغيره من الأوبئة إلى التدهور الحاد الذي يعانيه القطاع الصحي في اليمن جراء الصراع المتفاقم، الذي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان